كشف مصدر سياسي إيراني، الخميس، أن بلاده لن توقف عمليات تخصيب اليورانيوم، مشدداً على أن التهديدات الغربية والأمريكية الأخيرة، "مجرد مقدمة لتهيئة الأجواء لعمل عسكري ضد إيران".
وقال المصدر لـ"إرم نيوز"، إن التصريحات الصادرة عن المبعوث الأمريكي ستيف ویتکوف، عندما تحدث عن رغبة واشنطن في التفاوض مع طهران، "تتعارض مع التصعيد الموازي بشأن تفعيل آلية الزناد وعودة العقوبات الأممية"، مؤكداً أن إيران ترى في هذا الخطاب "ازدواجية واضحة تهدف للضغط وإضعاف الموقف الإيراني أمام المجتمع الدولي".
وأضاف أن إيران "لن تقبل بأي تفاوض تحت التهديد"، وأن "القوى الغربية تسعى لفرض سيناريو مشابه لما جرى قبل حرب العراق عام 2003"، على حد وصفه.
وبحسب المصدر فإنه "رغم هذه الضغوط، فإن إيران ترى أن الدبلوماسية لم تنتهِ بعد، وقد تتوافر في الأشهر المقبلة ظروف مشابهة لتلك التي أفضت إلى الاتفاق النووي عام 2015، ولضمان النجاح في هذا المسار، يتعيّن على إيران أن تتحرك بمبادرات دبلوماسية خلاّقة، إضافة إلى بناء أوراق قوة داخل المفاوضات".
وأكد المصدر الإيراني: "رغم أن تفعيل آلية الزناد يبدو أمراً لا مفرّ منه، فإن مصير الأزمة النووية الإيرانية سيُحسم في النهاية على طاولة الدبلوماسية".
ويرى المصدر أن المؤسسة العسكرية في إيران تعتقد بأن المواقف الغربية والأمريكية تمهد لعمل عسكري ضد طهران، مضيفاً أن "الخطاب الأوروبي والأمريكي يعكس محاولة للضغط النفسي والسياسي تمهيداً لخيارات عسكرية".
وعند سؤاله عن إمكانية خفض تخصيب اليورانيوم، قال المصدر إن "المرشد علي خامنئي أكد مؤخراً أن إيران لا تسعى إلى امتلاك سلاح نووي، وأن التخصيب بنسبة 60٪ إنما يتم لتلبية الاحتياجات الداخلية فقط، وهذا الموقف يميز إيران عن الدول الأخرى التي تتجه نحو امتلاك الترسانة النووية.
لذلك، ورغم أن حل هذه الأزمة معقد ومرتفع الكلفة، إلا أنه يبقى ممكنا عبر الدبلوماسية. ومن المرجح أن تتشكل في الأشهر المقبلة ظروف شبيهة بتلك التي أفضت عام 2015 إلى توقيع الاتفاق النووي؛ ما قد يمنح الدبلوماسية فرصة جديدة ويتيح تحسين العلاقات بين إيران والدول الغربية من خلال الحوار والتفاوض".
ويقول المصدر السياسي الإيراني المقرب من الحرس الثوري متسائلاً "لماذا يُصر الغربيون إلى هذا الحد بشأن الملف النووي؟ هل المشكلة حقاً في تكنولوجيا إيران النووية أم أنهم يعترضون على استقلال بلادنا؟ هذا أمر جاد. إننا إذا عدنا إلى كلمات (خامنئي)، فسنجد أنه أشار صراحة إلى أنه حتى لو توصلنا إلى اتفاق في الملف النووي، أو إذا -وفق ادعائهم الخاطئ- توقّف التخصيب في إيران، فسيتوجهون فوراً إلى ملف الصواريخ، وقد فعلوا ذلك بالفعل".
وأضاف "لماذا يطرحون قضية الصواريخ؟ لأنهم مراراً حاولوا، بكل إمكاناتهم، استهداف استقلال البلاد والإطاحة بالنظام وجعل إيران خاضعة لسيطرتهم. ومن بين كل التقنيات والإمكانات في الدول، فإن ما ألحق بهم الضرر وعرقل جرائمهم هو منظومة الصواريخ الإيرانية".
وتابع: "لم يصدقوا أن إيران قادرة على اختراق أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة وإلحاق أضرار وإثارة الرعب في قلوبهم. اليوم أصبحت هذه المنظومة الصاروخية رادعاً، وهذا لا يعني أننا نرغب في الحرب أو الاقتتال مع الدول؛ بل كلما كان النظام العسكري أقوى والدفاع أكثر تطوراً، ازدادت قدرة الدولة على إلحاق الخسائر بالطرف المعتدي، وما يعنيه ذلك عملياً هو انخفاض احتمال الحرب".
ولفت إلى أن "إصرارهم على أن تحدّ إيران من صواريخها وتُقلص مداها وقدرتها التدميرية، هدفه إضعاف قدرتنا على الردع؛ بهدف أن يعودوا كما في السابق، في غياب مقاومة كافية، إلى اغتيال علمائنا النوويين وتدمير جهودنا العسكرية".
بالتزامن، قال رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، إبراهيم عزيزي، إن تصريحات ویتکوف بشأن وجود مفاوضات مع طهران "غير صحيحة"، محذراً من أن "أي محاولة لتفعيل آلية الزناد ستؤدي إلى تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأن القوات المسلحة سترد بقوة على أي اعتداء محتمل".