logo
العالم

ما تداعيات الاستخدام الروسي لصواريخ كوريا الشمالية في حرب أوكرانيا؟

ما تداعيات الاستخدام الروسي لصواريخ كوريا الشمالية في حرب أوكرانيا؟
الرئيسان الكوري الشمالي والروسي خلال لقاء سابقالمصدر: (أ ف ب)
29 نوفمبر 2024، 2:30 م

أثارت معاهدة الشراكة الإستراتيجية الشاملة التي وقعتها روسيا وكوريا الشمالية في بيونغ يانغ، في 19 يونيو/ حزيران الماضي، حالة من التخوف الأوروبي من تداعيات هذه الخطوة على أمن القارة العجوز، وفق تحليلات المراقبين.

وبعد تصديق موسكو وبيونغ يانغ على معاهدة الشراكة الإستراتيجية، في منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، بدأت ثمارها تظهر جليًّا.

وكشف جهاز استخبارات وزارة الدفاع الأوكرانية عن مُفاجأة من العيار الثقيل، بشأن تنفيذ هذه الاتفاقية على أرض الواقع، إذ بدأت بيونغ يانغ في مساعدة موسكو بتجديد مخزوناتها من الأسلحة.

أخبار ذات علاقة

وزير الدفاع الروسي أندري بيلوسوف

رغم التحذيرات الأمريكية.. وزير الدفاع الروسي يصل كوريا الشمالية

وخلال الساعات الماضية، تحدثت تقارير إعلامية عن إرسال كوريا الشمالية إلى روسيا نحو 100 صاروخ باليستي قصير المدى، تم تطويرها لتصبح قادرة على حمل رؤوس نووية، من طراز "KN-23" و"KN-24"، وهي نُسخ من صاروخ "هواسونغ-11".

وبحسب جهاز الاستخبارات الوطني في كوريا الجنوبية، فقد سلمت كوريا الشمالية أكثر من 13 ألف حاوية من المدفعية والصواريخ والأسلحة التقليدية الأخرى إلى روسيا منذ أغسطس/ آب عام 2023.

وأكد خبراء، لـ"إرم نيوز"، أن إرسال بيونغ يانغ مُساعدات عسكرية لموسكو يأتي في إطار معاهدة الشراكة الإستراتيجية الشاملة بينهما، وأن هذا لا يُخالف القوانين أو المواثيق الدولية.

وأضاف الخبراء أن هذه الصواريخ الكورية الشمالية لن تؤثر على مسار العملية العسكرية الروسية الخاصة داخل الأراضي الأوكرانية.

القدرات النووية الروسية

وفي هذا الصدد، قال المحلل السياسي والخبير في الشؤون  الروسية، الدكتور نبيل رشوان، إن لدى موسكو عددًا كبيرًا من الرؤوس النووية، بنسبة أكثر من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية النووية بأكملها، وبالتالي فإن الأمر يعد تحصيلًا حاصلًا بالنسبة لروسيا في حالة استعانتها بالصواريخ الكورية الشمالية.

وأضاف رشوان، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أنه يمكن استخدام الصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية في الحرب ضد أوكرانيا كصواريخ عادية، وليست نووية، وبالتالي يمكن استخدامها على غرار صاروخ "أورشنيك" الذي أطلق على مدينة دنيفر.

وتابع: "صواريخ كوريا الشمالية لن تؤثر كثيرًا على سير العملية العسكرية في أوكرانيا، ومن السهل على وسائل الدفاع الجوي الغربية الموجودة في أوكرانيا أن تتصدى لها بسهولة".

وأشار رشوان إلى أن روسيا قد تستخدم هذه الصواريخ في ضرب البنى التحتية في أوكرانيا، إذ تركز تلك الفترة على ذلك، بينما يمكن أن تكون هذه الخطوة دليلًا على الدعم من جانب كوريا الشمالية لروسيا.

وأوضح أن الغرب فرض عقوبات على كوريا الشمالية والصين وبعض الشخصيات والشركات الروسية.

وتابع: "لدى روسيا صناعات صاروخية كبيرة ومتطورة، وبالتالي فهي ليست بحاجة لصواريخ من كوريا الشمالية، إذ تنتج صاروخ تصل سرعته إلى 10 ماخ، ويقطع مسافة 3 كيلو مترات في الثانية، وبالتالي لا تحتاج هذا النوع من الصواريخ الكورية الشمالية".

أخبار ذات علاقة

منظومة صواريخ روسية

سول: روسيا سلمت كوريا الشمالية صواريخ مضادة للطائرات

 

ترويج أوكراني

ومن جانبه، أكد الأستاذ الزائر بكلية الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، رامي القليوبي، أن الأنباء عن إرسال صواريخ باليستية قادرة على حمل رؤوس نووية من كوريا الشمالية إلى روسيا روجت لها صحف ووسائل إعلام أوكرانية وغربية فقط، ولم يخرج من مصادر روسية.

وقال القليوبي، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إنه على فرض صحة هذه المعلومات، فإن هذا الأمر لا يتعارض مع القانون الدولي، ولا مع العلاقات الثنائية بين روسيا وكوريا الشمالية، خاصة بعد إبرام اتفاقية الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، التي تنص على الدفاع المشترك بينهما.

وتابع: "الآن لا يوجد ما يمنع أن تحصل روسيا على أسلحة من كوريا الشمالية، أو حتى الاستعانة بجنودها في القتال داخل مقاطعة كورسك، التي تشهد توغلًا أوكرانيًّا منذ أغسطس/ آب الماضي، وبالتالي فإن الأمر لا يستدعي أي تهديدات أوروبية، خاصة أن أوروبا نفسها تزود أوكرانيا بالأسلحة".

وتساءل القليوبي مستهجنًا: "لماذا يحرم الغرب على روسيا تلقي مساعدات من حلفائها، وتُزود حليفتها أوكرانيا بالصواريخ والأسلحة؟".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC