ترامب: أجريت محادثات جيدة مع قادة أوروبيين بشأن أوكرانيا

logo
العالم

ورقة مادورو الأخيرة.. ما قدرة تحالف "ألبا" على ردع واشنطن؟

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادوروالمصدر: أ ف ب

يراهن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو على استدعاء التحالف البوليفاري لشعوب أمريكا اللاتينية "ألبا"، ليخلق من خلال هذه المنظمة، إطارًا قانونيًّا إقليميًّا يواجه به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وطور ترامب حصاره على  كراكاس إلى ملاحقة تحمل نوعًا من العقوبات المالية والاقتصادية وذلك بالاستيلاء على ناقلة النفط "سكيبر" وقطع أي منفذ مالي على النظام، بتهديد واشنطن تكرار هذا الحادث مع أيّ ناقلة من فنزويلا من الآن فصاعدًا.

واستبعد خبراء في الشأن اللاتيني والعلاقات الدولية، أن يكون "ألبا" بمثابة رافعة داعمة للرئيس الفنزويلي في الوقت الحالي.

أخبار ذات علاقة

مطار سيمون بوليفار الدولي

بعد تحذيرات أمريكية.. كراكاس تسحب تصاريح شركات طيران علقت رحلاتها إلى فنزويلا

تحالف بلا وزن

واعتبروا أن هذا التحالف ليس له وزن وقدرة تستطيع توقيف العمليات العسكرية الأمريكية على محيط فنزويلا أو يمثل مسار ضغط على واشنطن.

يأتي ذلك في ظل خروج بلدان مهمة عن توجهه اليساري، وهي: الإكوادور وأوروجواي وبوليفيا والأرجنتين، ليصبح الناشطون في التحالف بلدانًا صغيرة، مثل: جمهورية الدومينيكان ونيكاراغوا؛ ما يجعل هذا الحلف دون صبغة اقتصادية عسكرية، يمكن أن تؤدي الى تأثير فاعل في عملية إنقاذ كراكاس من هذا الحصار.

وبينوا أن "ألبا" لا يستطيع أن يخدم مادورو في قضيته إلا في مسائل محدودة على الصعيد المعنوي والإعلامي ولن يكون لها تاثير اقتصادي أو عسكري؛ إذ إن البلدان الأعضاء المؤيدة له فقيرة جدًّا وحتى على مستوى المحافل الدولية، لا تمتلك أدوات أو علاقات ضغط من الممكن أن تمارسه في هذه المسألة.

وكان شدد مادورو مؤخرًا، على ضرورة أن يكون تحالف ألبا نموذجًا لحماية القانون الدولي والاستقرار الإقليمي، في ظل ما وصفه بـ"فترة تصاعد التجاوزات الإمبريالية".

واقترح على التحالف البوليفاري لشعوب أمريكا اللاتينية، تبني "مقاومة موحدة وشعبية وطويلة الأمد"، في مواجهة الانتشار العسكري الأمريكي في منطقة البحر الكاريبي، الذي تبرره واشنطن بمكافحة تهريب المخدرات، وتعتبره  كاراكاس تهديدًا يهدف إلى تغيير النظام. 

أخبار ذات علاقة

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو

حلفاء فنزويلا يدعمون مادورو في ظل التوتر مع أمريكا

تعزيز النموذج الاجتماعي

وقال مادورو خلال قمة ألبا الخامسة والعشرين: "دعونا نجمع بين المقاومة الموحدة والشعبية والمطولة لشعوب ألبا والهجوم المستمر لبناء أسس متينة في اقتصاد مشترك وتعاون يحقق منفعة متبادلة".

ولفت إلى أن هذا التوجه يهدف إلى تعزيز النموذج الاجتماعي الإقليمي، المستند إلى أفكار محرري أمريكا اللاتينية، وضمان الحقوق الأساسية في التعليم والصحة والحماية الاجتماعية. 

ويوضح الباحث في الشأن اللاتيني، علي فرحات، أن ألبا تحالف يضم دولًا بأمريكا اللاتينية تسير في المسار السياسي ذاته، والمسار الأيديولوجي اليساري ذاته أيضًا، ورغم أن تدويره مهم لمادورو في هذا التوقيت، بإعطاء الشرعية لنظامه ومن باب التفاف عدد من البلدان حول كراكاس التي تتعرض للعدوان الأمريكي، إلا أنه رهان غير مجْدٍ. 

ويرى فرحات في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هذا التحالف ليس له وزن يؤدي إلى وقف العمليات العسكرية الأمريكية أو يمثل مسار ضغط على واشنطن.

وأردف أن "العمود الفقري له، مكونٌ من فنزويلا وكوبا، وكان وازنًا في مراحل سابقة عندما كانت بوليفيا والإكوادور حاضرتين، أما الآن فتنشط داخله بلدانٌ صغيرةٌ، مثل: جمهورية الدومينيكان، ونيكاراغوا؛ ما يجعل هذا الحلف دون صبغة اقتصادية عسكرية، يمكن أن تؤدي الى تأثير فاعل في عملية إنقاذ كراكاس من هذا الحصار".

الانقسامات في أمريكا اللاتينية

وأردف فرحات بالقول: إن مع الانقسامات الكبيرة في أمريكا اللاتينية وخروج بلدان من التوجه اليساري وعلى رأسهم الإكوادور وأوروجواي وبوليفيا والأرجنتين، باتت "ألبا" غير فاعلة إقليميًّا أو أن يكون لها وزنٌ كبيرٌ ومن ثم القدرة على اتخاذ موقف حقيقي تجاه العملية الأمريكية العسكرية ضد فنزويلا.  

واعتبر فرحات أن فنزويلا كانت تحتاج لمنظمات أكثر رسوخًا وقوةً وتمثيلًا على مستوى أمريكا اللاتينية ولديها امتدادات عالمية يكون لها صدى حيال الضغط الاقتصادي والسياسي. لكن ألبا لا تستطيع أن تخدم مادورو في قضيته إلا في مسائل محدودة على الصعيد المعنوي والإعلامي ولن يكون لها تأثير اقتصادي أو عسكري.

ولفت إلى أن البلدان الأعضاء المؤيدة له فقيرة جدًّا وحتى على مستوى المحافل الدولية لا تملك أدوات أو علاقات ضغط من الممكن أن تمارسه في هذه المسألة.

أخبار ذات علاقة

نيكولاس مادورو

"مقاومة طويلة الأمد".. مادورو يستنفر "ألبا" لمواجهة واشنطن في الكاريبي

حلفاء مادورو

وذكر فرحات أن من الانعكاسات المرتبطة بهذا التحالف، أن حلفاء مادورو وفي صدارتهم البرازيل، لم تستطيع الاعتراف بنتائج الانتخابات الأخيرة في كراكاس؛ ما جعل القوى اللاتينية الكبرى، لا تأخذ موقفًا حادًّا بدعم الرئيس الفنزويلي رغم أنها ضد التدخل الأمريكي الحالي.

واستطرد أنه كان هناك إحراج كبير للرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا أمام الشكوك الكبيرة حول نتائج الانتخابات الفنزويلية وبالتالي عدم إعطاء غطاء لها ولا سيما أن برازيليا تشهد الآن محاكمة الرئيس السابق جايير بولسونارو، بتهمة الاعتداء على الديمقراطية وبالتالي لا يمكن تحمل هذه المسألة ومن هذا الباب، خسر مادورو ثقلًا كبيرًا بأمريكا اللاتينية، كان يمكن الاعتماد عليه.

 التحالف البوليفاري

بدوره، يقول أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور خالد شيات، إن التحالف البوليفاري أو اتحاد مجموعة دول أمريكا الجنوبية والكاريبي، هو تحالف تقوده دول ذات نزعة اشتراكية وشيوعية في صدارتها فنزويلا ودول لاتينية أخرى، منذ ما يزيد على عقدين، بهدف صناعة مجال اقتصادي وصناعي متكامل بينها في هذه المنطقة وتقليل الاعتماد على جوانب النقص الأمريكية الاقتصادية لديهم.

وبين شيات في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هذا الاتحاد جاء في مرحلة تاريخية تعتبر بمثابة الانتقال من الحرب الباردة إلى نموذج آخر، وإحيائه بهذا الشكل من جانب مادورو، محاولة تعبئة تجاه الولايات المتحدة في هذا المحيط ولكن هذا التحالف جاء ليكون نموذجًا لحماية القانون الدولي والاستقرار الإقليمي، وسيكون تأثيره محدودًا للغاية. 

وبحسب شيات، فإن من بين أهداف هذا التحالف عند التأسيس، الاعتماد المتبادل والتكامل الاقتصادي، وهو  سعي شائع بعد الحرب الباردة، ولكن لم يكن هناك جدوى فاصلة في هذا التوجه، والآن يعمل مادورو على استغلاله في ظل حصار الولايات المتحدة، وأن يطوّع "ألبا" بمنطق "حماية القانون الدولي والاستقرار الإقليمي"، للخروج من أزمته.

واستبعد شيات أن يجد هذا الاتحاد رافعة للرئيس الفنزويلي تدعمه في الوقت الحالي، ولا سيما أن هناك دولًا في "ألبا" باتت خلال المرحلة الأخيرة أقرب إلى واشنطن.

وأضاف "أما البلدان الباقية ومنها كوبا وكولومبيا، فلا تستطيع بطبيعة الحال التصدي للتوجهات الحديثة لإدارة ترامب في أمريكا اللاتينية، ولا سيما في ظل العمل على إسقاط نموذج مادورو والعمل تباعًا على التخلص ممن يسيرون على نهجه في الكاريبي".

التوجهات اليسارية

ويعتقد شيات أن إحياء التحالف ضمن هذا المسار، يعطي زخمًا ظاهريًّا إلى حد ما للتوجهات اليسارية في ظل ما تتعرض له بما يسمى بـ"الامبريالية الأمريكية".

واستطرد: "لكن حجم تلك الدول اليوم محدود حيال مواجهة الجوانب العسكرية والاقتصادية لواشنطن التي تطمح بالاستفادة من الثروات الباطنية في الأرض ولا سيما البترول في فنزويلا وغير ذلك من الثروات الأخرى في مجموعة من تلك البلدان".

وتابع أن من الممكن أن يكون هذا التحالف وجهه لمادورو ولكن لن يكون له الأثر أو الانعكاسات الفعالة أمام المشاكل المتراكمة حوله اليوم في مواجهة الولايات المتحدة.

أخبار ذات علاقة

زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا ماتشادو

"حان وقت رحيله".. ماتشادو تطالب بحملة ضغط قصوى لإنهاء حكم مادورو

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC