سادت اليوم الأربعاء أجواء من الترقب والمخاوف في الكاميرون، تأهبًا لإعلان نتائج الانتخابات الرئاسية المحتملة الخميس، وذلك بعد إعلان مرشح المعارضة، عيسى تشيروما، فوزه بالسباق.
وسينظر المجلس الدستوري في الكاميرون في ثلاثة طعون تقدّم بها المرشحون؛ كابرال ليبي القيادي بالحزب الجمهوري الشعبي، وآدم ندوم نجوايا عضو حزب الاتحاد الديمقراطي، وجوشوا أوسي عن الحزب الاجتماعي الديمقراطي.
ويطالب هؤلاء الثلاثة بإلغاء الانتخابات الرئاسية بعد أن "شابتها خروقات"، الأمر الذي عزز من المخاوف من السيناريوهات التي ستفرزها هذه الانتخابات التي جرت في وقت تتصاعد فيه معارضة الرئيس بول بيا الساعي لولاية ثامنة.
وكانت الكاميرون قد شهدت حملة انتخابية غير مسبوقة وسط اتهامات لبول بيا بتوظيف أجهزة الدولة من أجل الفوز بولاية رئاسية ثامنة.
وعلق المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإفريقية، قاسم كايتا، على الأمر بالقول إن: "المخاوف التي تشهدها الكاميرون الآن مشروعة إلى حدٍ كبير خاصة مع انسحاب ممثلي مرشح حزب الجبهة الوطنية، عيسى تشيروما، من قاعات فرز الأصوات والتصريحات التي أدلوا بها إثر ذلك".
وتابع كايتا لـ"إرم نيوز" أن "هذا الانسحاب والحديث عن أن مراقبة أعمال الفرز باتت أمرًا غير مجدٍ، والتلميح لوجود تزوير لصالح بول بيا يعني أننا سنرى بنسبة كبيرة عدم قبول مرشحي المعارضة بنتائج هذه الانتخابات".
وشدد على أن "ذلك سيضع الكاميرون أمام مفترق طرق، إذ قد تسعى المعارضة إلى حشد وتعبئة أنصارها للاحتجاج ضد ما أفرزته النتائج، لكن القبضة الأمنية للرئيس بول بيا قد تمنع حدوث توترات كبيرة أو قادرة على إحراجه محليًا ودوليًا".
وتحدثت تقارير صحافية في الكاميرون، اليوم الأربعاء، عن حجم الانقسام الذي يسود البلاد قبيل الإعلان عن النتائج وسط تحذيرات، ما سينجر عنه هذا السباق الرئاسي رغم تماسك معسكر الرئيس بول بيا.
وقال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإفريقية، محمد إدريس، إن "الكاميرون دخلت مرحلة من الحسم، وهي مرحلة تضعنا أمام سيناريوهين لا أكثر، إما الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية مهما كانت اتجاهاتها، أو عدم القبول بها، ما يفتح الباب أمام إمكانية حدوث فوضى".
وأكد إدريس لـ "إرم نيوز" أن "بول بيا في طريق مفتوحة للفوز بالانتخابات خاصة أن كل الإدارات وأجهزة الدولة سعت إلى تأمين حملته الانتخابية، وإدارات موالية له تقوم بفرز الأصوات".
وبيّن المتحدث ذاته أن "بيا أرسى نظامًا قمعيًا في الكاميرون ولن يخرج من الحكم بسهولة، بل على العكس هناك حتى حديث عن محاولاته لتأمين انتقال السلطة منه إلى نجله، الأمر الذي فجر معركة مع ابنته بريندا بيا التي امتنعت عن دعمه خلال الانتخابات".
وأنهى إدريس حديثه بالقول إن: "الكاميرون تمر بمرحلة فارقة وحرجة لم يسبق أن عاشت مثلها بسبب هذه الانتخابات وطموحات بول بيا".
