ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
يسود الغموض والترقب في الكاميرون مع إعلان مرشح المعارضة، عيسى تشيروما، فوزه بالانتخابات الرئاسية التي أُجريت الأحد، وذلك وسط صمت من الرئيس الأكبر سناً في العالم وأفريقيا، بول بيا، الذي كان يطمح لولاية رئاسية ثامنة.
وفي مقطع فيديو نشره عبر صفحاته بمواقع التواصل الاجتماعي، قال تشيروما البالغ من العمر 76 عاماً: "انتصارنا واضح، ويجب أن يُحترم.. الشعب اختار، وهذا الاختيار ينبغي أن يُصان"، داعياً بيا إلى الإقرار بالهزيمة، لكن الأخير لم يعلق بعد.
وتجدر الإشارة إلى أن تشيروما، الذي سبق وأن شغل منصب وزير سابق للاتصال والعمل في حكومات بيا، قد انشق عن الرئيس المنتهية ولايته مطلع العام ليقود حملة انتخابية حشدت شعبية واسعة وحظيت بدعم ائتلاف من أحزاب المعارضة ومنظمات مدنية.
وعلق المحلل السياسي الكاميروني، أماد حبيبو، على الأمر بالقول: "من السابق لأوانه معرفة من فاز بالانتخابات بشكل رسمي؛ لأن المجلس الدستوري هو الوحيد المخول بالإعلان عن ذلك، لكن في اعتقادي الكاميرون أمام مفترق طرق وهناك ثلاث سيناريوهات في هذه الانتخابات التي جذبت اهتماماً واسعاً وغير مسبوق".
وتابع حبيبو في تصريح خاص لـ "إرم نيوز": "السيناريو الأول يتمثل في تأكيد المجلس الدستوري فوز تشيروما، وهو ما يعني أن الرئيس سيكون مجبراً على قبول الهزيمة والمغادرة. والسيناريو الثاني هو الأصعب، وهو أن يعلن المجلس فوز بيا، ولا نعلم في ذاك الوقت موقف تشيروما والمعارضة وما إذا كانت ستقبل بالنتائج أم أنها ستحشد أنصارها، وقد يعني ذلك دخول البلاد في فوضى حقيقية".
ومضى قائلاً: "السيناريو الثالث يتمثل في إصرار تشيروما على فوزه حتى دون انتظار صدور النتائج الرسمية وتنفيذ الحكومة لتهديداتها؛ لأن وزراء سبق وأن توعدوا بمعاقبة كل من ينشر نتائج استباقاً للمجلس الدستوري، وبالتالي قد يجد تشيروما نفسه خارج السباق أصلاً أو معرضاً لملاحقات قضائية، وهذا السيناريو أيضاً ينطوي على مخاطر أمنية".
وكان بالفعل وزير الإدارة الإقليمية في الكاميرون، بول أتانغا نجي، قد حذّر قبل أيام من أن "أي إعلان أحادي للنتائج سيتم اعتباره خيانة عظمى"، مشيراً إلى أن المجلس الدستوري هو وحده المخوّل إعلان الفائز.
وقال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية، قاسم كايتا، إن: "الكاميرون باتت فعلياً في مواجهة المجهول؛ لأن الوضع متوتر أصلاً ولا توجد أي ضمانات لقبول الأطراف المتنافسة في الانتخابات بنتائجها، وهناك تشكيك متزايد في نزاهتها وشفافيتها".
وأوضح كايتا في تصريح خاص لـ "إرم نيوز": "من الصعب التكهن بمآلات هذه الانتخابات، التي أعتقد أنها قد تفتح الباب واسعاً أمام فوضى لا نهاية لها في الكاميرون؛ لأن رغبة المعارضة قوية في إطاحة بيا، لكنه لن يستسلم حتى إذا هُزم، وهو يمسك بمعظم الأجهزة، وسيتجه إلى القمع حال أصرت المعارضة على ذلك".
