قدّم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تقاريره إلى غرفة عمليات الجناح الغربي للبيت الأبيض عدة مرات خلال الأيام الأخيرة، مع تصاعد حدة الصراع بين إسرائيل وإيران.
يأتي ذلك في الوقت الذي تدرس فيه الولايات المتحدة شنّ هجماتها الخاصة على إيران بسبب تزايد المخاوف من قدرتها على إنتاج سلاح نووي في وقت قصير.
وقال مسؤولان اثنان سابقان في الإدارة الرئاسية، هما السكرتيرة الصحفية السابقة كايلي ماكناني، التي عملت في عهد إدارة ترامب الأولى، ومستشار الأمن القومي السابق في عهد إدارة ترامب الأولى جون بولتون، الذي شغل أيضًا منصب السفير لدى الأمم المتحدة في عهد إدارة الرئيس جورج دبليو بوش، لشبكة "فوكس نيوز"، إن غرفة العمليات واجتماعاتها تتسم بنبرة جادة وتاريخية.
ووفق الشبكة، فإن غرفة العمليات هي مجمع عالي التقنية بمساحة 5000 قدم مربع في الجناح الغربي للبيت الأبيض، ويضم العديد من قاعات المؤتمرات.
وكلف الرئيس جون كينيدي ببناء المجمع في عام 1961 بعد فشل غزو خليج الخنازير للإطاحة بنظام كاسترو في كوبا في العام نفسه.
وتم بناء المجمع من أجل توفير منطقة مخصصة لإدارة الأزمات للرؤساء المستقبليين، وتم تجديده في عامي 2006 و2023.
وقالت ماكناني: "هنا رأينا قواتنا الخاصة تقضي على أسامة بن لادن (زعيم تنظيم القاعدة) خلال إدارة (الرئيس السابق باراك) أوباما.. وأعتقد أننا وصلنا إلى مرحلة أخرى تُتخذ فيها قرارات مماثلة، بل إن قرارات أكبر قد تُغير مجرى التاريخ تحدث الآن في تلك الغرفة".
وذكرت الشبكة أن ترامب عقد اجتماعًا جديدًا في غرفة العمليات صباح الخميس، حيث تلقى إحاطة استخباراتية مع مستشاري الأمن القومي، والتي أعقبت اجتماعًا في غرفة العمليات بعد ظهر الأربعاء، واجتماعًا آخر بعد ظهر الثلاثاء مع مستشاري الأمن القومي، واجتماعًا مساء الاثنين عقب عودته المفاجئة من قمة مجموعة السبع في كندا.
ومن بين المسؤولين الذين انضموا إلى ترامب في الاجتماعات كبار مسؤولي الأمن القومي، بمن فيهم وزير الدفاع بيت هيغسيث، ومديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد، ونائب الرئيس جيه دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
من جانبه، أوضح بولتون أن نوعين من الاجتماعات رفيعة المستوى تُعقد في غرفة العمليات، يُعرف الأول باسم "اجتماع المسؤولين الرئيسين"، ويضم وزراء الحكومة، مثل وزير الخارجية ووزير الدفاع، ويرأسه مستشار الأمن القومي، وهو المنصب الذي يشغله حاليًا وزير الخارجية ماركو روبيو.
وقال بولتون: "عادةً ما تجتمع لجنة المسؤولين الرئيسين لمحاولة ترتيب كل شيء، حتى يتمكنوا من معرفة القرارات التي سيواجهها الرئيس.. إنهم يحاولون التأكد من جمع جميع المعلومات معًا حتى يتمكنوا من اتخاذ قرار مدروس، وتحديد الخيارات التي يرونها، وما هي الإيجابيات والسلبيات، ثم إطلاع الرئيس على هذه القرارات".
أما النوع الثاني من اجتماعات غرفة العمليات على أعلى مستوى فهو، بحسب بولتون، الاجتماعات الرسمية لمجلس الأمن القومي، التي يرأسها الرئيس.
وأضاف بولتون، الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي لترامب بين أبريل/ نيسان عام 2018 وسبتمبر/ أيلول عام 2019: "يرأس الرئيس اجتماعًا كاملًا لمجلس الأمن القومي، حيث يراجع الأعضاء المعلومات، ويُحدّثون الوضع، ويمكن للرئيس التواصل مع المستشارين لطرح الأسئلة، والتدقيق في التحليل، وطلب مزيد من التفاصيل حول أمر ما، واختيار الخيارات المتاحة، أو اقتراح خيارات جديدة. ومن هذا يمكن اتخاذ قرارات".
وشغلت ماكناني منصب المتحدثة الرسمية الأولى لإدارة ترامب في ذروة جائحة "كوفيد-19"، عندما كان فريق عمل "كورونا" يعمل انطلاقًا من غرفة العمليات مع اجتياح الفيروس للبلاد.
وقالت إنه خلال الجائحة، كان فريق العمل يقضي ساعاتٍ في غرفة العمليات يوميًا، حيث كان الفريق يُعالج سيلًا من التحديثات من جميع أنحاء البلاد، وكان ترامب يتلقى باستمرار أهم الأخبار من الاجتماعات، وينضم إلى غرفة العمليات خلال اتخاذ القرارات الرئيسة في خضم انتشار الفيروس.
وعادةً لا يحضر السكرتير الصحفي اجتماعات مجلس الأمن القومي رفيعة المستوى في غرفة العمليات، لكن لديه تصاريح أمنية، ويمكنه الاتصال بالغرفة عند الحاجة، ويتلقى تحديثات من كبار المسؤولين.
وأضافت ماكناني أن السكرتير الصحفي لا يرغب عادةً في الوجود في الغرفة التي يتم فيها محادثات بالغة الأهمية، لأنه "لا يريد أن يمتلئ رأسه بهذه المداولات الحساسة حول المعلومات السرية" عند التحدث مع وسائل الإعلام.
وأوضح بولتون أنه في قضية مثل إيران، من المرجح أن تكون اجتماعات غرفة العمليات مقيدة، وتشمل كبار مسؤولي الأمن القومي، مثل وزير الدفاع، ومدير الاستخبارات الوطنية، ورئيس هيئة الأركان المشتركة.
وقال: "أحيانًا تشمل اجتماعات غرفة العمليات عددًا أكبر بكثير من الأشخاص، مثل وزير الأمن الداخلي، ووزير التجارة، ومدير وكالة المخابرات المركزية، وربما المدعي العام".
