أشار تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" إلى أن البيت الأبيض تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب اعتمد استراتيجية إعلامية هجومية تهدف إلى تعزيز صورته كـ "ملك" عبر منصات جديدة مثل وسائل التواصل الاجتماعي و"الميمات".
و"الميمات" أو "الميمز" هي على شكل صورة، أو رابط تشعبي، أو فيديو، أو هاشتاغ، تنتشر بشكل كبير عبر وسائل التواصل الاجتماعي للتعليق بطرق ساخرة على شخص أو حدث ما.
وأضافت الصحيفة أن الفريق الإعلامي للبيت الأبيض أصبح أكثر من مجرد رد على الانتقادات؛ بل يعتمد الآن على استراتيجيات دعائية مبتكرة، مثل إنتاج مقاطع فيديو بأسلوب ASMR، لتقديم رسائل الإدارة بطريقة مثيرة للاهتمام على منصات مثل تيك توك وإنستغرام.
وأوضح التقرير أن هذه الاستراتيجية تأتي في سياق تحوّل البيت الأبيض إلى "آلة إعلامية سريعة الاستجابة" وفق تعبيره. فالتفاعل مع منتقدي ترامب، مثل الممثلة سيلينا غوميز، لم يكن مجرد دفاع، بل ردود فورية تستهدف تصعيد النقاشات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وعلى سبيل المثال، في يوم واحد، نشر الحساب الرسمي للبيت الأبيض أكثر من 200 منشور على منصة "إكس"، تعكس محاولة الإدارة فرض سيطرتها على السرد الإعلامي عبر الميمات والمحتوى الساخر.
وقالت الصحيفة إن إحدى الأهداف الكبرى لهذه الاستراتيجية هي تضخيم رسائل ترامب عبر تأثيرات المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، الذين أصبحوا جزءًا من الجهاز الإعلامي للبيت الأبيض.
ويعكس هذا تحوّلًا كبيرًا في طريقة تواصل الإدارة مع الجمهور، حيث يتم نشر تقارير عبر رسائل نصية، بريد إلكتروني، ومنشورات مباشرة لتوفير رواية متكاملة تتماشى مع مصالح ترامب.
كما أشار التقرير إلى أن الإدارة قامت بتوظيف شخصيات مؤثرة مثل كاش باتيل وروبرت كينيدي جونيور، لتمكين هذه الاستراتيجية، حيث يعمدون إلى نشر رسائل عبر منصات شعبية.
وأكد التقرير، أن ترامب نفسه يساهم في تعزيز هذا التوجه عبر نشر مقاطع فيديو مثيرة، حتى تلك المولدة بالذكاء الاصطناعي، بهدف التأثير على الرأي العام.
وأشار التقرير إلى تحول غرفة الصحافة في البيت الأبيض، حيث أُعيد تشكيلها لاستيعاب المؤثرين وصناع المحتوى الرقمي الذين يحملون تأثيرًا كبيرًا على الجمهور. فبدلاً من الصحفيين التقليديين، أصبح هؤلاء المؤثرون جزءًا من الشبكة الإعلامية المؤيدة لترامب، مما يخلق بيئة إعلامية موالية للحكومة.
ولكن، حذّر الخبراء من أن هذه الاستراتيجية قد تُضعف دور الصحافة التقليدية وتؤدي إلى تغليب الروايات المؤيدة للإدارة على حساب التنوع الإعلامي.
وأكدت الأستاذة في جامعة رود آيلاند، رينيه هوبز، أن هذا التحول يُعد محاولة لاستبدال الصحافة المستقلة بصحافة حزبية تدافع عن الحكومة، بغض النظر عن صحة القرارات.
وختم التقرير بأن إدارة ترامب قد حولت البيت الأبيض إلى منصة إعلامية تروج لرسائلها بشكل غير تقليدي، مما يعكس هيمنة الإعلام على الرأي العام الأمريكي؛ ومع هذا التحول، قد يواجه المواطن الأمريكي بيئة إعلامية أكثر استقطابًا وأقل تنوعًا في نقل المعلومات.