مقتل 5 جنود بتفجير انتحاري في شمال شرق نيجيريا

logo
العالم

تأثير الدومينو.. هل تتمدّد "حرب المخدرات" من فنزويلا إلى خصوم ترامب "اليساريين"؟

قوات أمريكية في الكاريبيالمصدر: رويترز

يتجاوز الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في تصعيده ضد فنزويلا مبدأ مونرو التقليدي، الذي يركز على منع التدخلات الأجنبية الخارجية في نصف الكرة الغربي، كما أن تجنبه لدول أخرى أكثر تورطًا في تهريب المخدرات من كاراكاس، يثير شكوكًا.

ووفق تقرير لمجلة "ذا كونفيرتشون"، فإن تركيز ترامب على فنزويلا "سياسي" أكثر منه أمنيًّا، مستغلًّا اتهامات غير مدعومة لتبرير غير مسبوق جغرافيًّا ونطاقًا، متجاهلًا الدول الأكثر مسؤولية عن أزمة المخدرات.

أخبار ذات علاقة

وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو لوبيز وضباط القيادة العليا العسكرية يحضرون تدريبًا عسكريًا

فنزويلا تحبس أنفاسها.. مادورو ينشر قواته على الحدود ويأمر بالاستعداد للأسوأ

ويركّز جهود مكافحة المخدرات على دولة لا تعد منتجًا رئيسيًا، أو نقطة شحن، خلافًا لكولومبيا التي تعتبر أكبر منتج كوكايين عالميًّا، والمكسيك بوصفها مركز كارتلات عنيفة، إضافة إلى بوليفيا وبيرو.

وإن كان هدف التصعيد هو المخدرات، فإن "ذا كونفيرتشون"، تشير إلى أن هذا يثير مخاوف من "حجر الدومينو"، إذ قد تتبع فنزويلا دولًا أخرى خاصة اليسارية التي أغضبت ترامب.

تجاوز مبدأ مونرو

في منطقة البحر الكاريبي، أثار نشر حشود عسكرية أمريكية ضخمة تكهنات حول تدخل مباشر جديد في أمريكا اللاتينية، حتى وإن تراجع ترامب مؤقتًا عن تهديداته بضربات داخل فنزويلا، مكتفيًا بمهاجمة سفن حربية تحت غطاء مكافحة المخدرات، مع وصول حاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد ر. فورد".

وتتجاوز هذه التصرفات مبدأ مونرو التقليدي، الذي كان يركّز على منع التدخلات الأجنبية الخارجية في نصف الكرة الغربي، كما يعكس الضغط الأمريكي على فنزويلا نمطًا طويلًا من التدخلات في أمريكا اللاتينية، يتجاوز "دبلوماسية الزوارق الحربية" السائدة بين 1898 و1994.

 وخلال تلك الفترة سُجّلت 41 حالة، منها 17 عدوانًا مباشرًا على دول ذات سيادة، و24 دعمًا لدكتاتوريات، مثل احتلال هايتي (1915-1934) الذي قتل آلافًا، ودعم دكتاتور تشيلي أوغستو بينوشيه (1973-1990).

وخلال الحرب الباردة، استمرّت التدخلات ضد اليسار، كما في نيكاراغوا وغرينادا في الثمانينيات، وبعد 1994، تحولت العمليات إلى متعددة الأطراف أو تعاونية، مع احترام السيادة، خاصة في مكافحة المخدرات في الأنديز وأمريكا الوسطى؛ ما خفف المقاومة في دول كبرى مثل المكسيك والبرازيل

العصا الغليظة

لكن إجراءات ترامب غير مسبوقة، إذ تتجاوز مبدأ مونرو (1823)، الذي أعلنه خامس رؤساء أمريكا جيمس مونرو لإبعاد القوى الأوروبية عن الجمهوريات اللاتينية الجديدة المستقلة.

وفي القرن العشرين، تحول المبدأ إلى "عصا غليظة" خصوصًا في عهد الرئيس الأمريكي، ثيودور روزفلت، مع إنزال قوات لتحصيل ديون أو منع تدخلات أوروبية. خلال الحرب الباردة، برر إبعاد السوفيت تدخلات في غواتيمالا عام 1954، وكوبا 1961، والدومينيكان 1965، وغرينادا 1983، رغم ضعف الروابط السوفيتية أحيانًا. 

أخبار ذات علاقة

نيكولاس مادورو

"ليست نزهة".. حرب طويلة ومعقدة تنتظر ترامب في فنزويلا

وترى مجلة "ذا كونفيرتشون"، أن مبدأ مونرو قد مات فعليًّا مع غزو بنما عام 1989 لإزاحة مانويل نورييغا، المتهم بتهريب مخدرات، دون شريك خارجي. 

ويشبه ترامب مادورو بـ نورييغا، متهمًا إياه بقيادة "عصابة إرهابية" مثل ترين دي أراغوا، مبررًا الإطاحة به كـ"إرهابي مخدرات"، لكن الاختلاف جوهري، ففنزويلا أكبر من بنما 12 مرة، سكانها ستة أضعاف، وقواتها 100 ألف جندي على الأقل.

ولم يسبق لغزو أمريكي احتلال دولة كبيرة في أمريكا الجنوبيةـ حتى غزوات المكسيك (1846، 1914، 1916) كانت محدودة ومكلفة، مع انسحاب سريع.

وقد يؤدي تدخل في فنزويلا إلى مقاومة هائلة، ليس من الجيش فقط، بل شعبي، مع تهديد مادورو بـ"جمهورية مسلحة" وطلب مساعدة من روسيا والصين وإيران.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC