الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"

logo
العالم

"ليست نزهة".. حرب طويلة ومعقدة تنتظر ترامب في فنزويلا

نيكولاس مادوروالمصدر: أ ف ب

في خطوة تصعيدية جريئة، أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنشر أحدث حاملة طائرات عملاقة، "جيرالد آر. فورد" (CVN-78)، في البحر الكاريبي، قرب سواحل فنزويلا.

وهذا الانتشار، الذي أعلن عنه البنتاغون في 24 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يأتي وسط حملة عسكرية مكثفة ضد ما تسميه واشنطن "الكارتلات" المرتبطة بنظام نيكولاس مادورو، الذي يُصنف كـ"دولة إرهابية" من واشنطن. 

أخبار ذات علاقة

المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف

الكرملين: روسيا تراقب من كثب الوضع في فنزويلا

لكن خلف الاستعراض البحري المهيب، تلوح حرب طويلة ومعقدة قد تتحول إلى كارثة استراتيجية للولايات المتحدة، محملة بمخاطر اقتصادية وسياسية وإنسانية هائلة، بحسب تقرير لمجلة "ناشيونال إنترست".

وحاملة "فورد"، التي تُلقب بـ"الأكثر كفاءة وتكيفًا وقدرة قتالية في العالم"، هي السفينة الرئيسة لفئة جديدة تعمل بالطاقة النووية، ويبلغ طولها 333 مترًا، وتحمل حتى 90 طائرة، بما في ذلك مقاتلات F/A-18 Super Hornet متعددة المهام، وطائرات إنذار مبكر E-2 Hawkeye، وأكثر من 5000 بحار. 

ومع ذلك، لا تحمل بعد طائرات F-35C ذات القدرة على التخفي، بسبب تأخير في تركيب المعدات والبرمجيات اللازمة، وهي مشكلة لن تُحل إلا في السفن اللاحقة مثل "جون إف. كينيدي".

وهذا الانتشار، الذي يصل السفينة إليه بعد أسابيع من البحر المتوسط، يضيف ثلاث سفن حربية إضافية وأكثر من 4000 جندي، مكملًا مجموعة هجومية تضم ثماني مدمرات صواريخ من فئة "أرلي بيرك"، وقاذفات B-52 وB-1B Lancer، وطائرات F-35B من بورتوريكو.

ويُقدم البيت الأبيض هذا التحرك كجزء من "حرب ترامب على المخدرات"، حيث نفذت القوات الأمريكية 10 ضربات جوية على قوارب "تهريب مخدرات" منذ سبتمبر/ أيلول الماضي، وقتلت 43 شخصًا على الأقل، بما في ذلك بعض الفنزويليين.

ويهدف الانتشار إلى "تفكيك المنظمات الإجرامية العابرة للقارات"، وفقًا لمتحدث البنتاغون شون بارنيل، ويفتح الباب لضربات على الأهداف البرية داخل فنزويلا، مثل مرافق الكوكايين وطرق التهريب. كما ألمح ترامب، الذي يصف مادورو بـ"زعيم كارتل"، إلى "عمليات برية" بعد السيطرة على البحر، مشددًا على أن "الأمر يتعلق بالأمن القومي".

هل الجاهزية مكتملة؟

لكن هذا التصعيد يثير تساؤلات حول جاهزية الجيش الأمريكي. تمتلك البحرية 11 حاملة طائرات نووية، إلا أن ثلاثة فقط تكون نشطة في أي وقت، بسبب الصيانة والتدريبات. والعام الماضي، أدى تمديد الانتشارات في الشرق الأوسط لمواجهة الحوثيين إلى إفراغ المحيطين الهندي والهادئ، ما يُرهق القدرات العالمية.

ويحذّر مارك كانسيان، عقيد متقاعد في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، من أن "فورد مورد نادر وقوي"، ونقلها يترك فجوات في أوروبا أو الشرق الأوسط، خاصة إذا انهار السلام في المتوسط أو تصاعدت التوترات مع إيران. 

أما الحرب نفسها، فهي ليست "نزهة" كما يوحي خطاب ترامب، ففي مقال له في "ذا هيل"، يحذر الصحفي أرتورو ماكفيلدز من أن "الديكتاتوريين مثل مادورو لا يرحلون بتدمير بضع سفن"، فقد نجا النظام من عقوبات ترامب الأولى، وجائحة كورونا، والعزلة الدولية، ويُقاوم الضغط كـ"استراتيجية ابتزاز" وفق تعبيره.

أخبار ذات علاقة

الجيش الفنزويلي

اقتصاد متردّ وجيش متهالك.. هل طريق ترامب إلى فنزويلا ممهدة؟

ورغم أن خيارات مادورو محدودة، مثل الفرار إلى موسكو كالرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، أو الموت متمسّكًا بالسلطة كالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، فإن تغيير النظام يتطلب غزوًا بريًا واسعًا، كما في العراق 2003، الذي فشل في تحقيق الاستقرار رغم الدعم الدولي.

ما أسباب "الكارثة"؟

ووفق تقرير "ناشيونال إنترست"، فإن الحرب ستكون كارثة على أمريكا لأسباب متعددة، منها التعقيد اللوجستي، إذ إن فنزويلا بتضاريسها الوعرة والغابات الكثيفة ستحوّل الصراع إلى حرب عصابات طويلة مشابهة لأفغانستان، مع دعم روسي وإيراني محتمل. 

كما تحذّر "ناشيونال إنترست" من خسائر اقتصادية كبيرة، من خلال أكبر احتياطي نفطي في العالم، فأي اضطراب سيرفع أسعار الطاقة عالميًا، ما يضر الاقتصاد الأمريكي نفسه. 

كما أن الحرب ستنتج عنها تداعيات إنسانية مع تدفق ملايين اللاجئين، وخطر عزلة دولية، خاصة مع تحذيرات مادورو من "حرب مصطنعة" ودعواته للانتفاضة.

وبينما يدعي ترامب إنهاء "ثماني حروب"، فإن هذه قد تكون الأولى التي يبدأها حقًا، وستكشف حدود "أمريكا أولًا"، كما يبدو أن رهانه على الضغط لإسقاط النظام، يتضمن مخاطرة قد تعيد الولايات المتحدة إلى مستنقع إقليمي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC