في فنزويلا، يواجه النظام تحديات اقتصادية وعسكرية حادة تجعل أي تدخل أمريكي محتمل يبدو أكثر جاذبية لإدارة دونالد ترامب، فقد أدّى الفشل الاقتصادي للثورة البوليفارية، إلى جانب الفساد المستشري بين قادتها والعقوبات الشديدة، إلى تدهور بنية الجيش التحتية والمعدات العسكرية.
وبدأ هذا التردي الاقتصادي يتجلى بوضوح منذ ولاية ترامب الأولى، إذ عمل على إضعاف القوات المسلحة البوليفارية بشكل ملحوظ، لتصبح قدراتها على المواجهة الآن محل شك أمام ضغوط عسكرية أمريكية متزايدة، بحسب تقرير لصحيفة "لوموند" الفرنسية.
ومن الناحية الاقتصادية، أدّت العقوبات إلى نقص حاد في الموارد، مما أثر مباشرة على الصيانة العسكرية، فمن أصل 24 طائرة مقاتلة من طراز إف-16 اشترتها فنزويلا في الثمانينيات، لا تعمل حالياً سوى طائرتين أو ثلاث فقط؛ بسبب غياب قطع الغيار.
كذلك، الطائرات الروسية سوخوي-24، التي زودت بها موسكو بين 2006 و2008، تحطمت ثلاث منها، وحالة الـ21 المتبقية غير مؤكدة؛ بسبب نقص الصيانة. أما البحرية، فلا تمتلك سوى غواصة واحدة عاملة.
رغم ذلك، تحتفظ فنزويلا بأنظمة دفاع جوي فعالة، مثل 5000 صاروخ إيغلا-إس الروسي عالي الحركة، الذي يُعتبر أقوى أسلحتها.
ووفق تقرير "لوموند"، فإن الجيش الفنزويلي "المتهالك" يواجه الآن انتشاراً عسكرياً أمريكياً هائلاً في البحر الكاريبي، إذ أعلنت إدارة الطيران الفيدرالية حظراً جوياً لخمسة أشهر قبالة سواحل جزيرة سيبا في بورتوريكو، بدءاً من 1 نوفمبر، لأسباب أمنية بناءً على تعليمات وزارة الدفاع.
وفي قاعدة روزفلت رودز السابقة، تنتظر عشر طائرات إف-35 تعليمات، مقابل 12 سفينة حربية أمريكية، بما في ذلك حاملة الطائرات يو إس إس جيرالد ر. فورد قريباً، وغواصات نووية، وطائرات مسيرة إم كيو-9 ريبر.
ويجعل هذا التفوق الجيش الفنزويلي، الذي يضم 125 ألف فرد وأكثر من 2000 جنرال، في موقف هش، حسب تصنيف غلوبال فاير باور الذي يضعه في المرتبة 50 عالمياً.
ويشكك الباحث الفنزويلي، فيكتور ميجاريس، في قدرة الجيش الفنزويلي "المسيس" على مواجهة التدخل الأمريكي "الحتمي"، مشككاً في ولاء الجيش وفعاليته.
وأصبح الجيش الفنزويلي أداة للثورة المدنية العسكرية، مع ترقيات أيديولوجية أضعفت الهرمية والانضباط، إذ فكك الرئيس نيكولاس مادورو هيكل القيادة لمنع الانقلابات، مما حد من التنسيق بين الوحدات، وفق التقرير.
وبينما يدّعي الزعيم الفنزويلي وجود 6 ملايين مقاتل كميليشيات، يشكك الخبراء في فعاليتها، خاصة أن "الموت من أجل مادورو ليس مثيراً" كما يسخر ميجاريس.
ورغم نفي ترامب لضربات وشيكة، وتغريدة وزير خارجيته ماركو روبيو تكذيب تقارير عن هجوم وشيك، يظل التوتر مرتفعاً، إذ يركز ترامب على مكافحة المخدرات، لكن مادورو يحشد الروح الوطنية ضد "الإمبريالية".
لكن دبلوماسياً لاتينياً، رفض الكشف عن اسمه، يحذّر من أن الجيش، رغم ضعفه، قد يحول التدخل إلى "كابوس" لأمريكا عبر مقاومة طويلة الأمد، فيما يتوقع ميجاريس ضربات جوية متقطعة تؤدي إلى انشقاقات جماعية وتفكك الجيش، دون حاجة لقوات برية.