logo
العالم

الانتخابات الرومانية "تربك" المشهد السياسي في أوروبا

الانتخابات الرومانية "تربك" المشهد السياسي في أوروبا
مؤيدون لكالين جورجيسكو خلال احتجاج سابقالمصدر: (أ ف ب)
10 مارس 2025، 2:57 م

يعتبر قرار اللجنة الانتخابية الرومانية بشأن استبعاد مرشح اليمين المتطرف، كالين جورجيسكو، من الانتخابات الرئاسية المقبلة تحولًا في المشهد السياسي، لا سيما مع صعود اليمين المتطرف في أوروبا.

 وأثار القرار موجة من الجدل داخل رومانيا وخارجها، وسط تساؤلات حول مستقبل القارة العجوز السياسي، في ظل تصاعد نفوذ التيارات القومية والشعبوية.

أخبار ذات علاقة

كالين جورجيسكو

رومانيا.. هيئة الانتخابات تستبعد مرشح اليمين المتطرف للرئاسة

 احتجاجات غاضبة 

وشهدت العاصمة الرومانية بوخارست احتجاجات عنيفة من أنصار جورجيسكو، الذي كان قد حقق مفاجأة في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية السابقة، قبل أن تلغي المحكمة الدستورية نتائجها بسبب مزاعم حول تدخل روسي. 

وتجمع مئات المتظاهرين أمام مقر اللجنة الانتخابية، رافعين شعارات منددة بالقرار، بينما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.

وفي تصريحات حادة على منصة "إكس"، وصف جورجيسكو القرار بأنه "ضربة مباشرة للديمقراطية".

واتهم جورجيسكو الاتحاد الأوروبي بفرض "ديكتاتورية" على رومانيا، مما يعكس الخطاب السائد في أوساط اليمين المتطرف الأوروبي الذي يتبنى مواقف معادية للمؤسسات الأوروبية.

سردية "المظلومية"

وبهذا الصدد، قال الباحث في معهد "مونتين" الفرنسي، تييري بونافون، إن استبعاد جورجيسكو من السباق الرئاسي قد يعزز سردية "المظلومية" التي يتبناها اليمين المتطرف، مما قد يمنحه زخمًا شعبيًا أكبر في الانتخابات التشريعية المقبلة. 

وأضاف بونافون، لـ"إرم نيوز"، أن "التوترات بين الأحزاب القومية ومؤسسات الاتحاد الأوروبي ستزداد حدة، خاصة مع تزايد المشاعر المعادية لبروكسل في العديد من الدول الأوروبية".

أخبار ذات علاقة

رئيس رومانيا كلاوس يوهانيس

بعد ضغوط وشكوك.. رئيس رومانيا يستقيل من منصبه

 تحولات هيكلية

من جانبها، قالت الباحثة في مركز الدراسات الأوروبية والعالمية، كلير ديمونتاني، إن "ظاهرة صعود اليمين المتطرف في أوروبا لم تعد مجرد موجة عابرة، بل تعكس تحولات هيكلية في المشهد السياسي الأوروبي".

 وأضافت ديمونتاني، لـ"إرم نيوز"، أن الاستياء من السياسات الاقتصادية للهجرة والأمن في أوروبا يدفع قطاعات واسعة من الناخبين نحو خيارات أكثر تطرفًا.

وتأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه اليمين المتطرف نجاحات انتخابية في عدة دول أوروبية، مثل فرنسا وإيطاليا وألمانيا.

وقد تعزز هذه النجاحات التعاون بين الأحزاب القومية في أوروبا، مما قد يغير موازين القوى داخل البرلمان الأوروبي في الانتخابات المقبلة.

وفي ظل هذا المشهد، يظل السؤال الأهم: هل سيؤدي صعود اليمين المتطرف إلى تغييرات جذرية في سياسات الاتحاد الأوروبي، أم أن المؤسسات التقليدية ستنجح في احتواء هذه الموجة؟.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC