الجيش الإسرائيلي يدمر برج السوسي السكني وسط مدينة غزة بعد إنذار بقصفه
اجتاحت تطبيق "تيك توك" موجة من الفيديوهات المثيرة للجدل تزعم أن إيران عثرت على "قنبلة فرنسية" على أراضيها وهددت بقصف باريس.
هذه الادعاءات التي اجتذبت ملايين المشاهدات انتشرت كالنار في الهشيم، لكنها لا تمتّ للواقع بصلة.
وخلال أيام قليلة، حصدت عدة فيديوهات على تطبيق "تيك توك" نحو 6 ملايين مشاهدة، متحدثة عن قصف إيراني وشيك لفرنسا، بزعم أن إيران عثرت على قنبلة تحمل علم فرنسا خلال ضربات إسرائيلية على أراضيها.
وأبرز حسابين نشرا هذه المزاعم هما: "Donovox.fr"، و"Orizon News"، وقد تفرعت الروايات على عدة قنوات فرعية أخرى.
لكن بالعودة إلى الحقائق، يتبين أن كل هذا عارٍ تمامًا من الصحة، ولا توجد أي دلائل رسمية أو تقارير إعلامية دولية تؤكد وقوع مثل هذا الحدث.
وفقًا لتلك الفيديوهات، فإن إيران هدّدت بقصف باريس ومارسيليا وليون وسان دوني، وزعمت أيضًا أن 11 صاروخًا إيرانيًّا تم اعتراضها فوق مرسيليا دون خسائر.
أحد الفيديوهات وصل حد الادعاء بأن برج إيفل تعرض للقصف وتم بث صور "حصرية" من قناة "بي.إف.إم" التلفزيونية الفرنسية، إلا أن هذه الصور كانت ببساطة مزيفة بالكامل ومولدة بالذكاء الاصطناعي.
حتى الصورة التي تظهر "القنبلة الفرنسية" المزعومة لم تكن أكثر من تركيب CGI متقن يبدو وكأنه إعلان تجاري أكثر من كونه سلاحًا حقيقيًّا.
لا وزارة الدفاع الفرنسية ولا وزارة الداخلية أصدرتا أي بيان حول حالة تأهب أو هجمات متوقعة. كما أن ما قيل عن "تصعيد عسكري" أو "حالة طوارئ في باريس"، ليس له أساس من الصحة.
ولم تُعلن فرنسا عن أي تهديد وشيك، بل أكدت الرئاسة الفرنسية أنها لا تؤيد أي عمليات عسكرية ضد إيران، ودعت إلى وقف استهداف المدنيين في كلا الجانبين.
أما المزاعم التي تقول إن الرئيس ماكرون فر إلى كندا، فهي أيضًا مضللة؛ فقد كان حضوره هناك ضمن جدول رسمي ومعلن مسبقًا للمشاركة في قمة مجموعة السبع.
في إحدى الفيديوهات، يشار إلى أن شاحنات عسكرية إيرانية محملة بصواريخ تتجه نحو البحر المتوسط، غير أن الواقع الجغرافي بسيط جدًّا: إيران لا تطل أصلًا على البحر المتوسط، ويبعد أقرب شاطئ لهذه المنطقة عنها مئات الكيلومترات.
كما ادعت بعض المنشورات أن ماكرون دعا الفرنسيين إلى "الصلاة واللجوء للحماية الإلهية"، وهو أمر مستحيل من رئيس لدولة علمانية مثل فرنسا. لم يحصل أن دعا أي رئيس فرنسي في الجمهورية الخامسة إلى الصلاة في الأزمات.
ورغم الكم الهائل من المعلومات المفبركة، أُسدل الستار على هذه المسرحية الإعلامية الملفقة دون أي تحرك حقيقي أو حالة طوارئ.
واحد من تلك الفيديوهات اختتم بعبارة صحيحة تمامًا: "في مثل هذه الأوقات، يجب الاعتماد فقط على المصادر الموثوقة، وتجنب المعلومات الكاذبة، واتباع تعليمات السلامة في حال صدورها".
