قال النائب الفرنسي روبير لو بورجوا، عضو مجلس النواب والقيادي في حزب "التجمع الوطني"، إن باريس بدأت مراجعة شاملة لشبكات تمويل تنظيم الإخوان المسلمين، مشيرا إلى أن الإجراءات التي اتخذتها بلاده ضدّ التنظيم"خطوةٌ متأخرةٌ ولكنّها ضرورية".
جاء ذلك في حوارٍ مع "إرم نيوز"، على خلفية توجه مجلس الأمن والدفاع الفرنسي برئاسة الرئيس إيمانويل ماكرون، لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة تجاه ما وصفته بـ"التهديدات الأيديولوجية والأمنية" التي تمثلها جماعة الإخوان المسلمين داخل الأراضي الفرنسية.
وتاليًا نص الحوار:
س: شهدنا اجتماعًا مهمًّا لمجلس الأمن والدفاع الفرنسي برئاسة الرئيس إيمانويل ماكرون، تناول ملف تمويل الجماعات المتطرّفة، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين. كيف تقيّمون هذا الاجتماع وما صدر عنه؟
روبير لو بورجوا: هذا الاجتماع، رغم أنه جاء متأخرًا، يُعدُّ خطوةً في الاتجاه الصحيح. لقد حذرنا مرارًا في حزب "التجمع الوطني" من الخطر المتصاعد الذي تمثله جماعة الإخوان المسلمين في فرنسا، ليس فقط على الصعيد الأمني، بل أيضًا في الجوانب الاجتماعية والثقافية.
فالتمويل الخارجيّ والأنشطة "الناعمة" التي تمارسها الجمعيات المرتبطة بالجماعة كانت تمرُّ دون رقابةٍ حقيقية. نأمل أن تكون الإجراءات المقبلة أكثر صرامةً وفعاليةً لمعالجة هذا الخطر بشكل جديّ.
س: ما أبرز الإجراءات التي تتوقعون اتخاذها بعد الاجتماع؟ وهل هناك إرادة سياسية حقيقية لمواجهة هذا الملف؟
روبير لو بورجوا: الإليزيه أشار بعد الاجتماع إلى وجود نية لتعزيز الرقابة على الجمعيات الثقافية والدينية، وفرض شفافية على مصادر تمويلها، خصوصًا تلك التي تتلقى دعمًا ماليًا من الخارج. كما ندعو إلى رفع مستوى التنسيق بين الاستخبارات والسلطات المحلية. الإرادة السياسية موجودة شكليًا، لكن المطلوب هو ترجمتها إلى قوانين وإجراءات تنفيذية حقيقية، بعيدًا عن الحسابات الانتخابية.
س: هل تعتقدون أن البيئة القانونية في فرنسا كانت تتيح سابقًا تمدد مثل هذه الجماعات؟
روبير لو بورجوا: للأسف، نعم. لقد كانت فرنسا متسامحة تاريخيًا باسم "حرية التعبير والتنظيم"، لكن هذا التسامح استُغلّ من قبل الجماعات الإسلامية المتطرّفة لتوسيع نفوذها داخل الأحياء.
وتحت غطاء "العمل الخيري أو الدعوي"، بُنيت شبكات تمويل وتعاطف أيديولوجي تثير القلق. نحن بحاجة اليوم إلى مراجعة شاملة لهذا النموذج، خاصة أن تنظيم الإخوان قد توغل بالفعل في قطاعات متعددة، منها الثقافية والرياضية والتعليمية.
س: ما موقفكم من الجمعيات التي يُشتبه في ارتباطها بفكر الإخوان أو بتلقي تمويل خارجي؟
روبير لو بورجوا: نحن نطالب بحلّ أي جمعية يُثبت تورطها في دعم الفكر المتطرّف أو التواطؤ مع أجندات خارجية تُهدد الأمن القومي الفرنسي. يجب تطبيق قانون "مكافحة الانفصالية" بحزم، مع تعزيز الرقابة على الأنشطة التعليمية والدينية التي تروّج لأفكار تتعارض مع قيم الجمهورية.
س: أخيرًا، ما رسالتكم للفرنسيين في ظل هذه التحديات الأمنية والفكرية؟
روبير لو بورجوا: علينا أن نتوحد كفرنسيين للدفاع عن جمهوريتنا وقيمنا. التهديد لا يكمن في العنف فقط، بل في المشروع الأيديولوجي الذي يسعى لتغيير هوية فرنسا من الداخل. المعركة ضد جماعة الإخوان هي معركة من أجل هوية البلاد، ويجب أن نخوضها بحزم، وبالوسائل القانونية، وبدعم شعبي واسع.