logo
العالم

خبراء: صفقة "باتريوت" تنذر بتوسيع دائرة الصراع بين الغرب وروسيا

خبراء: صفقة "باتريوت" تنذر بتوسيع دائرة الصراع بين الغرب وروسيا
نظام باتريوتالمصدر: منصة إكس
23 يوليو 2025، 2:54 م

في توقيت بالغ الحساسية، انطلق اليوم الأربعاء اجتماع رفيع المستوى بقيادة القائد الأعلى لقوات التحالف في أوروبا، الجنرال أليكسوس غرينكويش، لبحث سبل دعم الدفاعات الجوية الأوكرانية بصواريخ باتريوت، وأنظمة متقدمة أخرى.

الاجتماع الذي يجمع ممثلين عن الدول المالكة للمنظومة الدفاعية الأمريكية الشهيرة، يُعد الأول من نوعه من حيث التركيز على معالجة أزمة نفاد الذخيرة ومحدودية الإمدادات، في ظل تصاعد الهجمات الروسية على البنية التحتية الأوكرانية.

ويأمل المشاركون أن يُسفر اللقاء عن تفاهمات جديدة لتسريع عمليات الإمداد، سواء عبر التمويل المشترك، أو تبادل المخزون بين الدول الأعضاء، أو حتى من خلال تحفيز الإنتاج الدفاعي في دول حلف الناتو.

ويرى خبراء أن الاجتماع المزمع حول دعم الدفاعات الجوية الأوكرانية لا يمثل تحولًا استراتيجيًا بقدر ما يعكس استمرار الارتباك داخل المعسكر الغربي.

أخبار ذات علاقة

منظومة صواريخ باتريوت

لدعم أوكرانيا.. واشنطن تعيد ترتيب أولويات تسليم "باتريوت" لحلفائها

 إطالة أمد الصراع

وقال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأوروبية، كارزان حميد، إن الدعم الغربي لأوكرانيا يعاني من ارتباك واضح، خصوصًا مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إرسال منظومات باتريوت بتمويل أوروبي، في إشارة إلى استمرار تخبط العواصم الغربية في إدارة الأزمة مع روسيا بعد ما يزيد عن 3 سنوات من الحرب.

واعتبر حميد، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن اجتماع غرينكويش المقرر عقده لمناقشة سبل دعم الدفاعات الجوية الأوكرانية، هو جزء من توجه أوروبي لا يهدف إلى إنهاء الصراع، بل لإطالة أمده بكل الوسائل.

وأضاف أن بعض الدول باتت تمدّ أوكرانيا بأسلحة متقادمة، كما فعلت أستراليا بإرسال دبابات أبرامز المتقاعدة؛ ما يعكس أزمة حقيقية في المخزون الاستراتيجي للدول الغربية.

ووفق حميد، فإن هذا الدعم لا يقابله أي تقدم ميداني نوعي للقوات الأوكرانية، في وقت تتحول فيه الحرب تدريجيًا إلى مواجهة مباشرة بين روسيا والغرب.

وحذّر من أن استمرار نقل الأسلحة يستهلك القدرات الدفاعية للدول المانحة؛ ما يعرض أمنها القومي للخطر، خصوصًا وسط تهديدات متصاعدة تمس مناطق استراتيجية مثل كالينينغراد.

وأوضح حميد أن المبادرات الأوكرانية، مثل مشروع "اختبر في أوكرانيا"، الذي يسمح بتجريب الأسلحة الأجنبية ميدانيًا، تُظهر حجم التراجع العسكري الأوكراني على الأرض، ومحاولة يائسة لجذب مزيد من الدعم الخارجي.

وشدد على أن التباين الغربي في الخطاب العلني لا يعكس الواقع، إذ تم إعطاء الضوء الأخضر لكييف لضرب العمق الروسي، رغم التحفظات المعلنة، مؤكدًا أن الحرب لن تتوقف حتى لو انسحبت روسيا من كامل الأراضي الأوكرانية؛ لأن الصراع بات يتجاوز حدود أوكرانيا.

وأشار حميد إلى أن موسكو ترد على هجمات كييف برسائل عسكرية واضحة، وتحاول فرض معادلة جديدة تقوم على "إما الخضوع أو الزوال"، منتقدًا عجز أوروبا عن قراءة هذه الرسالة بجدية، واستمرارها في "سكب الزيت على النار" دون أفق دبلوماسي حقيقي.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأمريكي والأمين العام لـ"الناتو"

خطة ترامب لتسليح أوكرانيا تفاقم الخلافات الأوروبية داخل "الناتو"

  ثغرات دفاعية قائمة

من جانبه، قال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، بسام البني، إن الاجتماع المرتقب خطوة إيجابية، لكنه لن يكون "حلًا سحريًا"، مؤكدًا أن نجاح هذا الاجتماع يعتمد بشكل كبير على مدى استعداد الدول المعنية لتقديم تنازلات أمنية حقيقية، وسرعة تنفيذ القرارات المتفق عليها.

وأشار البني، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إلى أنه في المدى القصير، قد يُخفف هذا التوجه من الضغط العسكري على أوكرانيا، لكن الثغرات الدفاعية ستبقى قائمة ما لم تتوفر ضمانات أمنية طويلة الأجل، خاصة مع تراجع المخزونات العسكرية الغربية نتيجة الاستنزاف المستمر.

وأضاف أن أي نوع من الأسلحة لن يكون كافيًا لحماية أوكرانيا، فهي تدافع، نعم، لكنها تخسر يوميًا، مشيرًا إلى أنه حتى لو اجتمعت كل ترسانة الناتو، فإن روسيا تملك القدرة على اختراق هذه الدفاعات.

وتابع البني: "غدًا قد تستخدم روسيا صواريخ أوريشنيك أو كينغال أو غيرها من الأسلحة المتقدمة التي يمكن أن تُفشل أي منظومة دفاع غربية مهما بلغت قوتها".

وأوضح أن أي زيادة في تدفق الأسلحة المتطورة إلى أوكرانيا قد تدفع روسيا إلى التصعيد أكثر، إما عبر تكثيف ضرباتها العسكرية، أو عبر استهداف نقاط توزيع السلاح داخل الأراضي الأوكرانية؛ ما سيزيد من تعقيد الأزمة ويُوسع نطاقها.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC