logo
العالم

تعهد بحظر الجماعة.. هل ينجح تحرك ترامب في قطع شبكات تمويل الإخوان حول العالم؟

ترامب يوقع أحد قراراته السابقةالمصدر: رويترز

تعهّد الرئيس الأمريكي دونالد  ترامب بالسير قدمًا في تصنيف جماعة الإخوان المسلمين "منظمة إرهابية أجنبية"، في خطوة وصفها بأنها ستكون "بأقوى العبارات وأكثرها قوة"، مؤكدًا أن الوثائق النهائية قيد الإعداد. 

ويأتي التصعيد الأمريكي وسط زخم متزايد داخل الإدارة والكونغرس ومراكز الأبحاث، ومع كشف تقارير جديدة عن تنامي نفوذ الجماعة في الغرب وما تصفه بعض الجهات البحثية بأنه "مشروع أيديولوجي طويل الأمد لاختراق مؤسسات غربية"، بحسب صحيفة "نيويورك بوست".

ضغوط سياسية وتصعيد يمهّدان لخطوة ترامب

تصريحات ترامب جاءت بعد أيام من قرار حاكم تكساس، الجمهوري غريغ أبوت، تصنيف جماعة الإخوان المسلمين ومجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) كمنظمات إرهابية أجنبية على مستوى الولاية، في خطوة أثارت تفاعلًا واسعًا واعتُبرت مؤشرًا على توجّه سياسي متسارع داخل الحزب الجمهوري.

أخبار ذات علاقة

علم فرنسا وشعار الإخوان

وثيقة دولية وضوابط صارمة.. أوروبا تتحرك لتجفيف منابع تمويل "الإخوان المسلمين"

وتؤكد إدارة ترامب أن التصنيف الفيدرالي يهدف إلى قطع مصادر التمويل وأي أشكال دعم محتملة للجماعة. ويأتي هذا التحرك فيما أشارت صحيفة "جاست ذا نيوز" إلى أن الإدارة تعمل منذ أشهر على الدفع بهذا القرار، مدفوعة بحملة ضغط من مشرعين وخبراء، وباستناد إلى تحليلات تُظهر روابط الإخوان بجماعات مصنفة إرهابية، مثل: حماس التي وصفت نفسها في ميثاقها التأسيسي بأنها "أحد أجنحة الإخوان المسلمين في فلسطين".

وقد سبقت بضع دول حليفة للولايات المتحدة في تصنيف الجماعة "منظمة إرهابية"؛ ما يعزز موقف الأصوات الداعية لقرار مماثل في واشنطن.

مشروع طويل الأمد لاختراق الغرب

في الأسبوع الماضي، نشر معهد لدراسة معاداة السامية والسياسات العالمية تحليلًا وصفه بـ"المرعب"، أشار فيه إلى أن جماعة الإخوان قطعت "نصف الطريق" في خطة تمتد لمئة عام تهدف إلى "تحويل المجتمع الغربي من الداخل".

وقال مدير المعهد، الدكتور تشارلز آشر سمول، إن الإخوان يعملون منذ خمسة عقود على ترسيخ وجودهم داخل مؤسسات محورية في الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، مضيفًا: "ليست مجرد حركة سياسية، بل مشروع أيديولوجي عابر للحدود يسعى لتقويض الديمقراطيات من الداخل".

أخبار ذات علاقة

الإخوان المسلمون

ترامب: سأصنف جماعة الإخوان "منظمة إرهابية أجنبية"

وتشير تقارير بحثية أخرى إلى أن التنظيم يتبنّى تفسيرات مشددة للشريعة الإسلامية ويعمل على الدفع باتجاه إقامة "الخلافة"، وهو ما يضعه في مواجهة مباشرة مع النظم المدنية في الغرب. 

ويذكّر تقرير صادر عن مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات بأن الجماعة "بوابة للإرهاب"، حيث تُغرس في أعضائها عقائد تسمح بتبرير العنف، وأن العناصر الأكثر تشددًا يتجهون لاحقًا نحو جماعات مسلحة أو تشكيل مجموعات منشقة.

وفي مواجهة هذه الاتهامات، ردّت الجماعة سابقًا بأنها تمارس "تفكيرًا معتدلًا وسلميًّا" وتسعى إلى "خدمة المجتمعات التي تعيش فيها". 

لكن يشير منتقدوها إلى شعارها المركزي: "الله غايتنا، والرسول قدوتنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا"، باعتباره دليلًا على التوجه الأيديولوجي الصدامي للتنظيم.

هل ينجح التصنيف؟

منذ أشهر، يواصل مشرعون جمهوريون الضغط على الإدارة الأمريكية لدفع القرار نحو التنفيذ. 

وفي أغسطس الماضي، أكد وزير الخارجية ماركو روبيو أن تصنيف الإخوان "قيد الإعداد"، مشددًا على أن تعدد الفروع والانقسامات داخل التنظيم يتطلب عملية دقيقة لتحديد الكيانات التي يجب إدراجها بشكل منفصل.

وتاريخيًّا، درست إدارة ترامب الأولى إمكانية اتخاذ هذه الخطوة لكنها امتنعت عن تنفيذها وسط نقاشات داخلية حول تداعياتها القانونية والسياسية. 

ومع ذلك، تؤكد التطورات الحالية أن المزاج داخل واشنطن أكثر ميلًا للمضي قدمًا، خصوصًا مع التقارير التي تربط بين الجماعة وجهات متطرفة، ومع استمرار الجدل حول نفوذها داخل مؤسسات المجتمع المدني في الولايات المتحدة.

أخبار ذات علاقة

خريطة انتشار "الإخوان" في أوروبا

من المساجد إلى صناديق الاقتراع.. تغلغل "الإخوان" يرفع مستوى الإنذار في أوروبا

ويرى مراقبون أن نجاح التصنيف الأمريكي، إن تم، سيعتمد على مدى قدرة الإدارة على مواجهة البُنى التنظيمية المتشعبة للجماعة وتعدد واجهاتها، وعلى قدرة واشنطن على تنسيق الخطوة مع شركائها حول العالم. 

 وسيؤدي حظر الإخوان في أمريكا إلى حرمان الجماعة من مصادر تمويلها الرسمية والمؤسسية؛ ما يؤثر سلبا في قدرتها على إدارة أنشطتها، خاصة تلك التي تعتمد على التمويل المالي المباشر، مثل: المكاتب والممتلكات والمشاريع؛ ما يجبر الجماعة على الاعتماد بشكل أكبر على التمويل الخفي أو غير الرسمي لتعويض النقص.

ومع اتساع رقعة الحظر عالميًّا، فإن شبكات الدعم المالي التي تعتمد عليها الجماعة، وخصوصًا في الدول التي حظر فيها نشاطها، ستتهاوى؛ ما سيكون له تداعيات تهدد بتفكك التنظيم؛ ما سيجبر قياداته بحسب الخبراء، على البحث عن خيارات تنظيمية أخرى تهربًا من الملاحقة الدولية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC