دفع توسع هجمات جماعة "لاكوراوا" المتشددة، نيجيريا إلى التحالف مع جارتها النيجر، لتحييد عناصر الجماعة المسلحة، حيث يُعتقد أنها تنشط منذ عدة أشهر في المناطق الحدودية بين البلدين.
وأعلن الجيش النيجيري، مساء أمس الثلاثاء، تحييد العشرات من عناصر "لاكوراوا" الناشطين داخل محور ولايتي سوكوتو وكيبي، الواقعتين في شمال غربي نيجيريا، والمجاورتين لجمهورية النيجر.
وأعرب رئيس أركان الجيش النيجيري، الفريق أول أولوفيمي أولوييدي، عن تفاؤله بإمكانية القضاء على جماعة لاكوراوا المتمردة قريبًا، مشيرًا إلى تعزيز التعاون مع الدول المجاورة لنيجيريا.
وجاءت تصريحات أولوييدي للصحفيين بقصر الرئاسة، بعد اجتماع مع الرئيس بولا تينوبو في أبوجا.
وقال أولوييدي إنه فيما يتعلق بالبعد الحدودي لأنشطة الجماعة، فقد تقرر "تكثيف التعاون مع جمهورية النيجر المجاورة كهدف رئيسي في القتال ضد المتمردين".
وتابع: "إننا نضربهم بقوة على الجانب النيجيري، وما يحدث عادة هو أنهم يفرون إلى جمهورية النيجر.. والآن بعد أن انضمت نيامي إلينا، فسوف تصبح لاكوراوا شيئًا من الماضي قريبًا".
وربطت السلطات العسكرية النيجيرية ظهور جماعة "لاكوراوا" بعدم الاستقرار السياسي في الدول المجاورة، وهو الوضع الذي تسارع بعد انقلاب النيجر في يوليو/تموز عام 2023، مما أدى إلى تعطيل الدوريات العسكرية المشتركة على طول الحدود بين النيجر ونيجيريا.
و"لاكوراوا"، التي تعني "التجنيد" في لغة الهوسا، تنحدر من المجتمعات الرعوية في مالي والنيجر وبوركينا فاسو، إذ ينتمون إلى الجماعات المسلحة النشطة في منطقة الساحل، ولا سيما تنظيم داعش في الصحراء الكبرى، وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين.
وفي بداية تشكيل جماعتهم، كان وجودهم موضع تقدير كبير من قبل السكان؛ لأن "لاكوراوا" تولت مهمة محاربة قطاع الطرق وغيرهم من الخاطفين المنتشرين في الولايات الشمالية الغربية لنيجيريا، إضافة لقيامها ببعض العمليات الخيرية للسكان.
لكن مقاتلي "لاكوراوا" بدؤوا تدريجيًّا في تنفيذ أنشطة إجرامية، فشرعوا في فرض قوانين صارمة بناء على تفسيرهم للشريعة الإسلامية، ثم جمعوا الزكاة من المجتمعات المحلية، واستخدموا العنف لترسيخ سلطتهم.
بالإضافة إلى ذلك، يتم فرض قواعد لباس صارمة، حيث يُطلب من النساء ارتداء الحجاب، وإلزام الرجال بلحية طويلة وسراويل قصيرة.
وبحسب منظمة "أكليد" المتخصصة في جمع البيانات حول النزاعات، فقد قُتل ما لا يقل عن 1500 مدني وجندي في هجمات شنتها الجماعات المسلحة خلال العام الماضي في النيجر، مقارنة بـ 650 بين يوليو/تموز عامي 2022 و2023.
وفي النيجر، يقال إن الجماعة مسؤولة عن اغتيال زعيم قرية سانسا كويرا، ورئيس قرية غويزا في مقاطعة ديونديو (منطقة دوسو)، حيث ذبحت خمسة أشخاص.
وفي الأسابيع الأخيرة، تم تحميل جماعة "لاكوراوا" المسؤولية عن عدة هجمات في نيجيريا، بما في ذلك الهجوم على قرية ميرا في ولاية كيبي، والذي خلّف 15 قتيلًا في 9 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وكانت الجماعة مسؤولة أيضًا عن الهجوم الذي وقع في 11 ديسمبر/كانون الأول الجاري في ماونتسيكا بمقاطعة كوني (منطقة تاهوا)، حيث اقتحم حشد من المتشددين على دراجات نارية موقع القوات المسؤولة عن تأمين محطة ضخ نهر النيجر، الرابط مع خط أنابيب بنين.
وتشعر السلطات النيجرية بقلق بالغ إزاء هذه الجماعة المتشددة، التي تشن المزيد من الهجمات قرب الطريق الوطني الذي يشكل رئة اقتصاد البلاد، بعد أن كان بمنأى عن الهجمات المسلحة خلال الأعوام العشرة الماضية.