الجيش الإسرائيلي: يمكن لسكان مدينة غزة مغادرة المدينة باتجاه المواصي عبر شارع الرشيد بدون تفتيش
تشهد الجالية اليهودية البريطانية انقساماً غير مسبوق بعد أن خرج عدد من أعضائها عن صمتهم لإدانة سياسة الحكومة الإسرائيلية تجاه قطاع غزة.
ووقّع 36 عضواً من مجلس نواب اليهود البريطانيين - الهيئة التمثيلية الأهم لليهود في المملكة المتحدة - رسالة مفتوحة نُشرت في صحيفة "فايننشال تايمز"، يوم 16 أبريل الماضي، معربين فيها عن رفضهم لما وصفوه بـ"تطرف" حكومة بنيامين نتنياهو.
ووفقاً لصحيفة "لوموند" الفرنسية، انتقد الموقعون، ومن بينهم نائبة رئيس المجلس هارييت غولدنبرغ، قرار الحكومة الإسرائيلية بخرق وقف إطلاق النار في غزة في 18 مارس الماضي، متهمين إياها بـ"تشجيع العنف علناً" في الضفة الغربية.
وأكدوا في رسالتهم تمسكهم بدعم دولة إسرائيل، مع رفضهم للسياسات الحالية التي اعتبروها خروجاً عن القيم اليهودية.
وتشكل هذه الرسالة منعطفاً كبيراً في نهج المجلس، الذي تأسس العام 1760، والذي التزم منذ الحرب بين حركة حماس وإسرائيل في 7 أكتوبر 2023، بعدم توجيه أي نقد علني للحكومة الإسرائيلية.
لكن في أعقاب هذه الرسالة، أعلن المجلس عن فتح تحقيق داخلي بحق الأعضاء الموقعين، استجابةً لشكاوى تلقتها الإدارة بشأن احتمال خلط الرأي الشخصي بالموقف الرسمي للمجلس.
وتفاعلت الجالية مع هذا التطور بشكل واسع، حيث أعرب 30 حاخاماً من التيارات الليبرالية والإصلاحية عن تضامنهم مع الرسالة الأولى، ووقعوا بياناً ثانياً في "فايننشال تايمز" بتاريخ 25 أبريل، أكدوا فيه أن "الحرب في الشريعة اليهودية لا تُشن من أجل الانتقام أو التوسع"، وأبدوا صدمتهم من استئناف العمليات العسكرية في غزة.
كما يُنتظر صدور بيان ثالث من مجموعة فنانين يهود بريطانيين ينتقدون فيه سياسات إسرائيل.
ويؤكد محللون أن هذا الانقسام تجاوز الأوساط النشطة سياسياً إلى صميم المؤسسات الدينية والاجتماعية في الجالية.
وقال الباحث المختص في قضايا اليهودية البريطانية، أنطوني ليرمان: "لا تكاد توجد أسرة يهودية في بريطانيا لم تمسّها هذه الانقسامات حول الحرب".
وتواجه إدارة المجلس اتهامات بمحاولة إسكات الأصوات المنتقدة، إذ قال الحاخام ليف تايلور: "لا يمكن للمجلس أن يدعي تمثيل جميع التيارات اليهودية إذا عاقب أعضاءه بسبب آرائهم".
من جهته، شدد الحاخام الأرثوذكسي هيرشيل غلوك، المعروف بدوره في تعزيز العلاقات بين المسلمين واليهود في لندن، على أن "غالبية الجالية اليهودية البريطانية تشعر بقلق عميق إزاء ما يحدث في غزة، ولديها تعاطف إنساني مع المدنيين المتضررين".
وشدد تقرير الصحيفة الفرنسية على أن هذا الانقسام يأتي في ظل تصاعد في مستوى الأعمال المعادية للسامية في المملكة المتحدة، حيث سجلت مؤسسة "Community Security Trust" أكثر من 3500 حادثة خلال العام 2024، وهو رقم لا يزال مرتفعاً رغم انخفاضه مقارنة بالعام السابق.
وفيما تتباين الآراء حول أسباب هذه الظاهرة، يبقى واضحاً أن تداعيات الحرب في غزة وصلت إلى عمق النسيج الداخلي للجالية اليهودية البريطانية، وأثارت أسئلة جوهرية حول تمثيلها ومواقفها في زمن الأزمات.