فتحت السويد تحقيقًا مع كنيسة أرثوذكسية روسية في مدينة فاستيراس بشأن صلات محتملة بتقنيات الحرب الهجينة التي يستخدمها الكرملين، وفق تقرير لقناة "يورو نيوز".
وتقع الكنيسة على بُعد 300 متر فقط من مطار ستوكهولم-فاستيراس، وقد أثارت تدقيقًا من السلطات المحلية وأجهزة الأمن بشأن علاقاتها مع المخابرات الروسية.
تعتقد وكالة الأمن الداخلي السويدية، سابو، أن الكنيسة تُستخدم كمنصة لجمع المعلومات الاستخبارية وأنشطة عدائية أخرى.
و"ستوكهولم-فاستيروس"، هو مطار دولي صغير كان حتى 1983 بمثابة قاعدة للقوات الجوية السويدية، وبعد انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي العام 2024، أصبح مركزًا عسكريًا استراتيجيًا، يستضيف بانتظام تدريبات للناتو.
واعتبر رئيس برج المراقبة، أندرياس نيكفيست، أن وجود كنيسة روسية على مقربة من المطار "ليس أمرًا طبيعيًا".
وتقع مدينة فاستيراس أيضًا على حافة بحيرة مالارين، وهي ممر استراتيجي حساس يربط قلب السويد ببحر البلطيق، وتعبر العديد من الجسور الرئيسية هذا الممر المائي المهم.
حاولت وكالة الأمن السويدية سابقًا إيقاف بناء الكنيسة، متذرعة بالمخاطر الأمنية. ومع ذلك، استمر المشروع دون مراعاة للوائح السابقة.
يبلغ ارتفاع برج الكنيسة 22 مترًا، على الرغم من أن مخطط تقسيم المناطق المحلي أشار إلى أنه لا ينبغي أن يتجاوز 10 أمتار؛ نظرًا لقربها من بنية تحتية حساسة، وهي المطار.
عندما بنيت كنيسة فاستيراس في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، حضر الحفل دبلوماسيون روس وبيلاروسيون، وكشف صحفيون استقصائيون سويديون منذ ذلك الحين أن أحدهم، فلاديمير ليابين، جاسوس روسي.
وبعد أسبوعين، أصدرت وكالة الاستخبارات السويدية تحذيرًا عامًا من أن بطريركية موسكو في السويد تدعم عمليات استخباراتية روسية وتتلقى تمويلًا حكوميًا كبيرًا.
وتدرس السلطات البلدية الآن اتخاذ خطوة غير مسبوقة تتمثل في مصادرة المبنى، متعللة بمخاوف تتعلق بالأمن القومي.
قد تستغل الكنيسة الأرثوذكسية الروسية كنائسها في أوروبا في أنشطة استخباراتية، حيث تضعها بشكل استراتيجي بالقرب من منشآت حيوية، وفقًا لتقرير صادر عن معهد مولفار، وهي شركة أوكرانية تقدم خدمات استخبارات مفتوحة المصدر.
أجرت وكالة OSINT بحثًا مفتوح المصدر حللت فيه 11 دولة أوروبية، بما في ذلك السويد والنرويج وفنلندا وهولندا وجمهورية التشيك.
كما حللت الوكالة تحديدًا الكنيسة في فاستيراس، مدعية أن بناءها ممول من قبل شركة روساتوم، وهي شركة الطاقة الذرية الحكومية الروسية.
في بعض الدول، أغلقت السلطات كنائس روسية لأسباب أمنية، ففي فنلندا، كانت الكنيسة الروسية في توركو تقع على مقربة شديدة من الأسطول الساحلي، وأغلقتها السلطات في أغسطس/آب 2022.
في العام 2023، طردت السلطات البلغارية رئيس الكنيسة الروسية في البلاد بسبب ما وصفته بـ"تهديد للأمن القومي"، كما اتُهم الأرشمندريت فاسيان، الذي كان يرأس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في البلاد، بالتجسس.
