إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة تقتل 13 فلسطينيا خلال الساعات الأخيرة
قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية، إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تواجه تحديات دبلوماسية كبيرة في بداية ولايته الثانية، على الرغم من دفاعه المستمر عن استراتيجيته "السلام من خلال القوة"، موضحة أنه "بعد مرور شهرين فقط، فشلت تلك الإدارة في تحويل الطموحات إلى نتائج ملموسة".
ومع ذلك، أظهرت سياستها الخارجية مؤشرات على افتقارها للاحترافية، ما أدى إلى نتائج محدودة في الصراعات المستمرة في غزة وأوكرانيا، بحسب الصحيفة.
وأشارت "لوموند" إلى أن التوقعات كانت مرتفعة عند عودة ترامب إلى البيت الأبيض، لكن النهج غير المدروس في التعامل مع القضايا الدولية أصبح مصدرًا للقلق؛ فقد أظهرت ممارسات إدارته نقصًا واضحًا في التنسيق والاحترافية، ما أثر سلبًا على صورة الولايات المتحدة في الساحة العالمية.
وأوضحت الصحيفة أنه عند عودة ترامب إلى البيت الأبيض، كانت التوقعات عالية للغاية، إذ وصفه نائب الرئيس جي. دي. فانس بـ"الشرطي الجديد" في الشؤون الدولية، خلال مؤتمر ميونيخ للأمن في فبراير.
كما لفتت الصحيفة إلى أن تصرفات مسؤولي الأمن والدفاع اتسمت باستخفاف كبير، إذ تم تبادل معلومات سرية عبر منصات غير آمنة، ما كشف عن عجز واضح في تأمين البيانات الحساسة.
كما أدى تسريب معلومات صحفية، تم إضافتها بالخطأ إلى مجموعة المراسلات، إلى فضح تفاصيل خطط عسكرية حساسة تتعلق بالضربات الجوية في اليمن.
وأكدت الصحيفة أن هذا الحادث لم يكن معزولًا، إذ ترافق مع استجابة ضعيفة من البيت الأبيض في التعامل مع الأزمة. لافتة إلى أن التكتيك المعتاد لترامب في مواجهة الانتقادات، عبر التلاعب بالإعلام واتهام الصحافة بالتضليل، قد أظهر حدوده في مثل هذه المواقف.
أما في ما يتعلق بالنزاعات الدولية التي تركز عليها الإدارة، مثل الوضع في غزة وأوكرانيا، فقد أظهرت الدبلوماسية الأمريكية الجديدة إخفاقًا في تحقيق تقدم حقيقي. ففي غزة، عاد التصعيد العسكري الإسرائيلي في الوقت الذي كانت الإدارة الأمريكية قد تباهت فيه سابقًا بنجاحها في التوسط في اتفاق لوقف إطلاق النار.
هذا الاتفاق الذي تم التوصل إليه في بداية فترة ترامب، تم التخلي عنه من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دون معارضة تذكر من البيت الأبيض، ما ترك انطباعًا بأن ترامب لم يكن قادرًا على التأثير على مجريات الأحداث.
أما في أوكرانيا، فقد تراجعت الآمال في إنهاء النزاع بسرعة كما كان يتوقع ترامب.
كما أن المفاوضات مع روسيا، التي بدأت دون شروط مسبقة، أسفرت عن نتائج متباينة، بينما ظل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المسيطر على مسار الأحداث.
وعلى الرغم من الإعلان عن اتفاق لوقف الأعمال العدائية في البحر الأسود في 25 مارس، كان هذا الاتفاق سريعًا ومتعجلاً، مما أثار تساؤلات حول جدية وفعالية التعامل مع الأزمة.
وفي الوقت نفسه، لم تقتصر سياسة ترامب الخارجية على الإخفاقات في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية فحسب، بل امتدت إلى تصعيد التوترات مع الحلفاء التقليديين، إذ تبنت الإدارة الأمريكية مواقف عدائية تجاه هؤلاء الحلفاء.
وشددت الصحيفة على أن هذه السياسات، إلى جانب غياب التنسيق الواضح، بدأت بالفعل في تشويه الصورة التي كان ترامب يأمل في تقديمها كزعيم قوي قادر على إعادة فرض الهيمنة الأمريكية في الساحة العالمية.
وخلصت الصحيفة إلى القول إنه حتى الآن، يبدو أن إدارة ترامب تجد نفسها عالقة في دوامة من الأخطاء الدبلوماسية، التي قد تؤثر بشكل كبير على مصداقيتها في المستقبل.
وأشارت إلى أنه مع استمرار الضغوط والاختبارات على الساحة الدولية، يبقى السؤال قائمًا: هل ستكون الإدارة قادرة على تصحيح مسارها قبل أن يتفاقم الضرر بشكل أكبر؟