اعتبرت صحيفة "التايمز" البريطانية أن لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هامش جنازة البابا فرنسيس نقطة تحول في علاقة الرجلين.
وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك جاء بعد أشهر من العداء؛ حيث أفضت إلى توقيع اتفاقية المعادن، التي تعثرت كثيرًا؛ وكما صعّدت من نبرة حديث الرئيس الأمريكي تجاه الرئيس بوتين.
وقالت إن صفقة المعادن مع الرئيس زيلينسكي تتشابه بشكل مدهش مع صفقة أبرمها الرئيس باراك أوباما في سوريا.
وبحسب الصحيفة، بينما جلس الرئيس ترامب مع الرئيس زيلينسكي في ركن هادئ من كاتدرائية القديس بطرس، جلس الزعيمان في تجمعٍ قد يُنظر إليه على أنه نقطة تحول في حرب أوكرانيا.
وعلى الرغم من أن المرة الأخيرة التي التقى فيها الرجلان، في البيت الأبيض، لم تكن الأمور وديةً للغاية، ورغم أن إدارة ترامب منذ توليها رددت مواقف الكرملين، لكن يبدو أن الرئيس بدأ يتعب من رفض الرئيس بوتين الجلوس إلى طاولة المفاوضات لإنهاء الأعمال العدائية.
ووفق التقرير، أطلق ترامب، على متن الطائرة الرئاسية أثناء عودته من الفاتيكان، تهديدًا غير مسبوق لبوتين ردًّا على الهجوم الجوي الضخم على كييف.
وتابعت الصحيفة أنه بعد أقل من أسبوع من لقاء الكاتدرائية ، وبعد يوم واحد من احتفال ترامب بذكرى مرور مئة عام على توليه منصبه، تم توقيع صفقة معادن كانت قيد الإعداد لأشهر.
وعلى الرغم من أن ترامب كان قد قطع وعدًا انتخابيًا بإنهاء الصراع سريعًا، لكنه أدرك تعقيداته، وكان يُعطي الأولوية لتوقيع أي صفقة على أفضلها.
وعندما التقى زيلينسكي، السبت الماضي، كان في "وضعية استماع، وليس وضعية بثه المعتادة"؛ حيث "كان هناك شعور بأنه ربما لم يُعطِ زيلينسكي فرصة عادلة، وأراد أن يُنصت إليه"، وفقًا لمصدر مقرب من الإدارة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه قُدِّمت تنازلاتٌ ملحوظة في النص المُنقَّح للاتفاقية، بما في ذلك تخلي واشنطن عن إصرارها على أن تُغطِّي كييف تكلفة جميع المساعدات المالية والعسكرية السابقة".
وبينت أن "الاتفاق منح الرئيسَ نصرًا مُهمًّا في السياسة الخارجية لقاعدة أنصاره، الذين لطالما كانت شكواهم الرئيسية هي أن الولايات المتحدة تُستنزف من قِبَل حلفائها الأوروبيين.
وكما أشاد البيت الأبيض بترامب باعتباره "صانع الصفقات الرئيسي".
ولفتت "التايمز" إلى أن الاتفاقية المُوقَّعة، يوم الأربعاء، ستُنشئ صندوقًا استثماريًّا تُسيطر عليه الولايات المتحدة، وسيتلقى عائدات من الموارد الطبيعية لأوكرانيا.
"ويُعتقد أن أوكرانيا تمتلك احتياطياتٍ هائلة من المعادن الأساسية مثل الجرافيت والتيتانيوم والليثيوم، وهي مطلوبة بشدة؛ نظرًا لاستخدامها في الطاقة المتجددة والتكنولوجيا العسكرية والبنية التحتية".
وقد يستغرق استخراج الولايات المتحدة للمواد الخام الأوكرانية والاستفادة منها سنوات، وهو ما قد يفشل في تحقيق الأرباح التي توقعها ترامب.
وبينما تُشير بعض التقارير إلى أن استخراج المعادن قد يكون مكلفًا للغاية لدرجة أن أي شركة لن تحاول ذلك، لكن الأمر الحاسم هنا هو إمكانية نشر أفراد من القوات الأميركية لحراسة هذه الاحتياطيات، ما يضمن الوجود الأميركي في أوكرانيا لسنوات قادمة.
وأردفت الصحيفة أن هذه الصفقة تُشبه، من نواحٍ عديدة، تلك التي أبرمها الرئيس أوباما لإنشاء قاعدة عسكرية أمريكية في حقول كونوكو النفطية شرق سوريا؛ إذ وفّرت هذه القوات حاجزًا للقوات الإيرانية والروسية المعادية التي دُعيت إلى البلاد لدعم نظام بشار الأسد.
وفي حين خشي الأمريكيون من وجود ممر بري تسيطر عليه روسيا يمتد من العراق إلى البحر الأبيض المتوسط، ولم يحفروا تلك السهول بجدية قط، لكن بعد عقد من الزمن، لا يزالون يحتلون شريحة صغيرة من الأرض ساعدت في إبعاد موسكو.