logo
العالم

رافال على أبواب تايبيه.. تهديد مضاعف لبكين بعد صفقات الهند وتايوان

طائرة رافال المقاتلةالمصدر: شركة داسو الفرنسية

وسط تصاعد التوترات مع الصين، تفكر  تايوان في شراء مقاتلات رافال الفرنسية لتحل محل أسطولها القديم من طائرات ميراج-2000، في خطوة تهدف إلى تعزيز الدفاع الجوي للجزيرة وتحديث قدراتها الجوية. 

وبحسب صحيفة "يوراسيان تايمز"، تبلغ قوة أسطول ميراج-2000 المتبقي نحو 54 طائرة، بينما تمتلك تايوان حوالي 140 طائرة إف-16 حديثة وحوالي 60 مقاتلة محلية (IDFs)؛ كما ستستلم الجزيرة 66 طائرة إضافية من طراز F-16V Block 70 "Viper" من الولايات المتحدة، لتكملة أسطولها.

تأتي هذه الخطوة في وقت تواجه فيه تايوان صعوبة متزايدة في الحصول على قطع الغيار لطائرات ميراج-2000، التي تقلص إنتاجها عالميًا، بينما تتجه معظم دول العملاء للترقية إلى طائرات رافال. 

أخبار ذات علاقة

من اللقاء

استراتجية لتغيير موازين القوى.. الصين وبيونغ يانغ تتحدان ضد "الهيمنة"

في السياق، أكد إريك ترابييه، الرئيس التنفيذي لشركة داسو للطيران، أن تايوان أبدت اهتمامًا واضحًا بشراء رافال، مع التأكيد أن القرار النهائي يحتاج إلى موافقة الحكومة الفرنسية، نظرًا لحساسية التوترات مع بكين التي تعتبر أي صفقة أسلحة لتايوان "اعتداء على سيادة الصين".

تعزيز التوازن العسكري في مواجهة الصين

في المقابل، حققت القوات الجوية الصينية تقدمًا لافتًا، حيث تسلمت هذا الشهر طائرتها المقاتلة رقم 300 من طراز J-20، والتي تعد المقاتلة الأمامية لجيش التحرير الشعبي الصيني. 

وأكد تقرير مسرب مكون من 800 صفحة من قبل مركز إصلاحات الدفاع في كييف والمعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI) أن الصين تدرس الاستفادة من خبرات غزو روسيا لشبه جزيرة القرم في 2014، وهو ما قد يُترجم إلى تكتيكات محتملة ضد تايوان بحلول عام 2027.

يفرض هذا التحديث السريع للقوات الجوية الصينية ضغوطًا هائلة على تايوان لتحديث أسطولها القديم، ويزيد من الحاجة إلى مقاتلات متقدمة مثل رافال لتعزيز القدرات الدفاعية والضربات الدقيقة.

ومن الناحية العملية، قد يشكل استحواذ تايوان على رافال خطوة استراتيجية مضاعفة للحد من التفوق العسكري الصيني المحتمل، خاصة في سيناريو مواجهة جوية مباشرة.

تحديات سياسية ودبلوماسية

يواجه مشروع شراء رافال لتايوان تحديات دبلوماسية كبيرة، إذ إن فرنسا، على الرغم من رغبتها في تعزيز صادراتها الدفاعية، ستتوخى الحذر لتجنب استعداء بكين اقتصاديًا وسياسيًا. 

أخبار ذات علاقة

طيران حربي صيني

"التايمز": روسيا تدرّب القوات الصينية وسط صراع محتمل في تايوان

أسطول الميراج

ويعيد التاريخ نفسه؛ فقد عارضت الصين سابقًا بيع فرنسا طائرات ميراج-2000 لتايوان في التسعينيات، إلا أن أسطول الميراج لعب دورًا محوريًا في الدفاع الجوي التايواني لأكثر من عقدين، رغم ارتفاع تكاليف التشغيل وانخفاض جاهزية الطائرات إلى أقل من 60%.

كما أن الضغط الداخلي في فرنسا لتسريع تحديث أسطول رافال، مع مواجهة تايوان صعوبة في تأمين قطع الغيار للميراج، يزيد من احتمالية اتخاذ قرار التوريد؛ إلا أن القرار النهائي يظل في يد الحكومة الفرنسية، وسط موازنة دقيقة بين المصالح الاقتصادية، التحالفات الدولية، والحفاظ على استقرار العلاقات مع بكين.

لم تخلُ طائرة رافال الفرنسية من الانتقادات الصينية، خاصة بعد الاشتباك الجوي بين الهند وباكستان في مايو 2025، حيث فقدت الهند إحدى طائراتها من طراز رافال بسبب أعطال فنية، وليس نتيجة نيران العدو. 

ورغم حملة الدعاية الصينية التي حاولت التقليل من قدرات رافال مقارنة بمقاتلات J-10C، حافظت إندونيسيا على موقفها ووقعت نوايا لشراء 12 طائرة، بينما تستعد الهند لشراء 114 طائرة إضافية.

أخبار ذات علاقة

ترامب وشي

"وول ستريت جورنال": شي يطالب ترامب بتنازل ضخم حول "استقلال تايوان"

تحديث قدرات رافال 

لفتت الصحيفة إلى أن سلاح الجو الهندي نجح في تحديث قدرات رافال لمواجهة الصواريخ الصينية المتقدمة، بما في ذلك دمج خصائص صاروخ PL-15 في نظام Spectra EW للطائرة، لتعزيز اكتشاف الصواريخ وتعطيلها والتهرب منها. 

ويستخدم صاروخ PL-15 أيضًا في المقاتلة الصينية J-20، ما يجعل أي صدام محتمل بين رافال والمقاتلات الصينية ذا عواقب استراتيجية وخيمة.

بالتالي، يشير الجمع بين تحديث القوات الصينية، توسيع قدرات رافال، وتحديات التوريد والدبلوماسية، إلى مرحلة جديدة من التوتر العسكري في مضيق تايوان، حيث تصبح القوة الجوية الحديثة عاملًا حاسمًا في ميزان الردع والاستراتيجية الدفاعية للجزيرة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC