logo
العالم

الصين وأمريكا.. سنوات من التقلبات غير المتوقعة

الصين وأمريكا.. سنوات من التقلبات غير المتوقعة
17 ديسمبر 2023، 5:39 م

طالبت صحيفة “وول ستريت جورنال”، في تقرير تناول الوضع الحالي للعلاقة بين الولايات المتحدة والصين، بضرورة استخلاص الأفكار من أوجه التشابه التاريخية، وكذلك التقلبات غير المتوقعة التي شهدتها العلاقة من العام 2001 حتى اليوم.

وبحسب الصحيفة، تكشف نظرة سريعة عن سيناريو رهيب في منتصف الطريق خلال ذلك العام الذي تميز بالتوترات الناجمة عن الأحداث، مثل صواريخ الناتو التي أصابت السفارة الصينية في صربيا واصطدام طائرة تجسس بالقرب من ساحل الصين.

أخبار ذات صلة

d7e119c4-2982-45e1-bd3c-cb3ddc124d2c

وزيرة الخزانة الأمريكية: سياسة الصين الاقتصادية تثبط عزيمة المستثمرين

           

وأشارت الصحيفة إلى توقعات أولية بتدهور مستمر في العلاقات، ومن المحتمل أن تصبح مصدرًا عالميًا رئيسًا لعدم الاستقرار.

وقالت: "إلا أنه بحلول أواخر عام 2001، ساد التفاؤل عندما تبادل الزعيم الصيني آنذاك جيانغ تسه مين والرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش، الابتسامات في اجتماع التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ".

ولفتت إلى أن "التحول غير المتوقع أظهر أنه حتى في مواجهة لحظات التوتر، يمكن أن تشهد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين تحولات إيجابية".

ووفق "وول ستريت جورنال" فإن عام  2023، بدأ بتوترات متصاعدة، تغذيها حوادث مثل إسقاط الولايات المتحدة منطاد تجسس صيني في فبراير.

وذكرت الصحيفة: "كذلك تكتسب التكهنات بحرب باردة جديدة كثافة ومخاوف من اندلاع حرب ساخنة، حيث أدت المخاوف العالمية، مثل اصطفاف الصين مع موسكو على الرغم من تصرفات روسيا في أوكرانيا وزيادة المناورات العسكرية بالقرب من تايوان، إلى زيادة التعقيد".

وتابعت: "مع ذلك، حدث تحول زلزالي في نوفمبر في قمة سان فرانسيسكو لمنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (APEC)، حيث تبادل الرئيس بايدن وشي جين بينغ محادثة ودية، ما يشير إلى ذوبان الجليد في العلاقات".

واعتبرت أنه "بينما تم إحراز تقدم في قضايا معينة مثل المخدرات والمناخ والخطوط الساخنة العسكرية، ظلت التحديات مثل تايوان والتبت وشينغيانغ والصراعات الجيوسياسية دون حل".

وأضافت الصحيفة أن "المنظور التاريخي يؤكد أن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين متعددة الأوجه ولا يمكن مقارنتها بالكامل بديناميكيات الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي".

ورأت أنه "على الرغم من الاختلافات الأيديولوجية، فإن الصين مندمجة بعمق في الهياكل الرأسمالية العالمية، وهو ما يميزها عن الاتحاد السوفييتي".

ولفتت إلى أن "تشابك الاقتصادات والمصالح التجارية المتبادلة، حتى خلال فترات التوتر، يسلط الضوء على مدى تعقيد العلاقة".

وحسب الصحيفة فإن مصطلح "الفصل"، الذي تتم مناقشته غالبًا فيما تُعرف بـ "دوائر بيلتواي"، (النخب الحاكمة في أمريكا)، لا يجسد الصورة الكاملة، وفي عام 2023، وعلى الرغم من الخلافات السياسية، استمرت المعاملات التجارية الكبيرة.

 بدورهم، سعى الرؤساء التنفيذيون من كلا البلدين إلى الحوار، مؤكدين أن الترابط الاقتصادي لا يزال قائما.

 ورغم وجود أوجه تشابه بين عامي 2001 و2023، فإن الاختلافات الرئيسة تتطلب الاهتمام، ولاسيما مع  اتساع نطاق القضايا بين الولايات المتحدة والصين بشكل كبير، على حد وصف "وول ستريت جورنال".

يشار إلى أن قضية "شينغيانغ"، وهي نقطة خلاف في عام 2023، تختلف عن عام 2001 عندما سعى "جيانغ" بنشاط للحصول على دعم دولي لموقفه من الإرهاب المرتبط بالأويغور، إضافة إلى ذلك، فقد تغيرت ديناميكيات القيادة.

أخبار ذات صلة

88f6fb27-9e1d-44fd-a601-4c62fd5d00e4

بعد قمة طال انتظارها.. بايدن يصف شي بـ"الدكتاتور"

           

وعلى النقيض من "جيانغ"، يبدو الدور الذي يلعبه "شي جين بينغ" أكثر ديمومة، ومن المحتمل أن يكون قائداً مدى الحياة، حيث تضيف قوتها المركزة، غير المقيدة بحدود الولاية، طبقة من عدم القدرة على التنبؤ بالعلاقات الثنائية.

يشار إلى أن الدرس النهائي المستفاد من مقارنة هاتين الفترتين هو أن الأحداث غير المتوقعة، التي غالبا ما لا تتعلق بالعلاقة بين الولايات المتحدة والصين، يمكن أن تؤثر على ديناميكياتهما.

وكذلك من الممكن أن تتطور قمة عام 2001 بشكل مختلف لولا تأثير أحداث 11 سبتمبر، ما أظهر الترابط بين الأحداث العالمية، وفق الصحيفة التي لفتت إلى أنه "بالنظر إلى عام 2024 وما بعده، فإن الماضي يُعد بمنزلة تذكير بأن التطورات المحلية في كلا البلدين والأحداث العالمية ستستمر في تشكيل العلاقة بين الولايات المتحدة والصين".

وقالت الصحيفة إن "احتمال رئاسة ترامب الثانية يفرض عنصرا من عدم اليقين، ولكن التفاعل بين الإيماءات التصالحية، والتوترات، والتوقعات المبالغ فيها، والمفاجآت الدورية من المرجح أن يستمر، حيث يتوقف مستقبل العلاقة على تفاعل معقد بين عوامل خارجة عن سيطرة القادة والدبلوماسيين وحدهم".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC