logo
العالم

المال يصنع النفوذ.. كيف تستغل واشنطن صادرات السلاح لتعزيز تحالفاتها؟

طائرة صينية مقاتلة من طراز J-20المصدر: (أ ب)

شهدت صناعة الأسلحة العالمية في العام 2024 تفاوتًا واضحًا بين عملاقين رئيسيين؛ الولايات المتحدة والصين. ووفقًا لتقرير حديث صادر عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، حققت الشركات الأمريكية إيرادات بلغت 334 مليار دولار، بزيادة قدرها 3.8% مقارنة بعام 2023. 

في المقابل، سجلت كبرى شركات الأسلحة الصينية انخفاضًا في إيراداتها المجمعة بنسبة 10% لتصل إلى 88.3 مليار دولار.

أهمية التنافس الصيني–الأمريكي

تتسارع وتيرة إنتاج الأسلحة المتقدمة وتوسيع الصادرات في الصين وسط تنافس متزايد مع الولايات المتحدة. 

ورغم أن بعض المحللين الغربيين يعتبرون الصين متأخرة نسبيًا في التكنولوجيا المتطورة والخبرة القتالية، فإن القدرات المتنامية للصين في إنتاج الأسلحة المتقدمة وتصديرها تسهم في إعادة تشكيل ديناميكيات الدفاع العالمية.

أخبار ذات علاقة

أنظمة مدفعية ذاتية الحركة من طراز بوهدانا الأوكرانية

أوكرانيا تنقل صناعة الأسلحة إلى "الناتو".. هل تدفع أوروبا ثمن المواجهة؟

ذكر تقرير SIPRI أن ترتيب العديد من الشركات الصينية بين أكبر 100 شركة أسلحة في العالم انخفض من العام 2023 إلى العام 2024، رغم إعلان شركتين عن نمو في الإيرادات.

سجلت شركة نورينكو، أكبر مصنّع للأنظمة الأرضية في الصين، أكبر انخفاض في الإيرادات بنسبة 31% لتصل إلى حوالي 14 مليار دولار.

شركة علوم وتكنولوجيا الفضاء الصينية (CASC)، المصنّع الرئيسي لمعدات الفضاء والصواريخ، شهدت انخفاضًا في الإيرادات بنسبة 16% لتصل إلى 10.2 مليار دولار.

وساهمت إقالة كبار المسؤولين التنفيذيين في الشركتين بسبب مزاعم فساد، وإعادة مراجعة العقود وتأخير المشاريع، بشكل مباشر في انخفاض الإيرادات، وفقًا لتقرير المعهد.

أما شركة صناعة الطيران الصينية (AVIC)، أكبر منتج للأسلحة في البلاد، فقد شهدت انخفاض الإيرادات بنسبة 1.3% لتصل إلى 20.3 مليار دولار بسبب تباطؤ تسليم الطائرات العسكرية، لكنها حافظت على مكانتها ضمن أكبر الشركات العالمية، مرتفعة إلى المرتبة الثامنة مقارنة بالمرتبة التاسعة في 2023.

تنتج الشركة طائرة J-20، المقاتلة الشبح الصينية من الجيل الخامس، المصممة لمنافسة طائرة F-22 رابتور الأمريكية.

أداء الشركات الأمريكية

ضمن أعلى الشركات الأمريكية تصنيفًا في التقرير نجد؛ لوكهيد مارتن، ونورثروب جرومان، ورايثيون تكنولوجيز، بوينغ، وجنرال ديناميكس.

ورغم النمو العام، واجهت الشركات الأميركية تحديات تتعلق بتجاوز الميزانية وتأخير الإنتاج، خاصةً في برنامج F-35.

أخبار ذات علاقة

أثناء ترميم طائرة F-35A Lightning II

مقاتلة "خردة".. إعادة التدوير تدخل صناعة الأسلحة الأمريكية (فيديو إرم)

ارتفعت إيرادات لوكهيد مارتن بنسبة 3.2% لتصل إلى 64.7 مليار دولار، مدعومةً بتسليم 110 طائرات F-35 كانت متأخرة عن الجدول.

في المقابل، انخفضت إيرادات بوينغ من الأسلحة بنسبة 4.6% لتصل إلى 30.6 مليار دولار، نتيجة تأخر إنتاج طائرة التزويد KC-46A.

علق نان تيان، مدير برنامج الإنفاق العسكري وإنتاج الأسلحة في SIPRI، قائلًا: "أدت مجموعة من مزاعم الفساد في مشتريات الأسلحة الصينية إلى تأجيل أو إلغاء عقود أسلحة رئيسية في العام 2024؛ وهذا يعمّق حالة عدم اليقين بشأن وضع جهود التحديث العسكري الصيني وموعد ظهور القدرات الجديدة".

وأضاف شياو ليانغ، باحث في نفس البرنامج: "إن التأخيرات وارتفاع التكاليف سيؤثران حتمًا على التخطيط العسكري الأمريكي والإنفاق العسكري، وقد يكون لذلك آثار سلبية على جهود الحكومة الأمريكية لخفض الإنفاق العسكري المفرط وتحسين كفاءة الميزانية".

تشير SIPRI إلى أن القيود التي تفرضها الصين على صادرات المعادن والمواد الأساسية لإنتاج الأسلحة تؤدي إلى نقص في هذه المواد وارتفاع الأسعار؛ ما يزيد من تكاليف إصلاح سلسلة التوريد لشركات الدفاع الأميركية والأوروبية، ويشكل ضغطًا إضافيًا على السوق العالمية للأسلحة.

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC