مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان
في خطوة استراتيجية جديدة، تعمل أوكرانيا على نقل مرافق تصنيع أسلحتها الأكثر فتكًا خارج حدودها، في محاولة لحماية خطوط إنتاجها من ضربات الطائرات المُسيّرة والصواريخ الروسية.
وأعلنت شركة "فاير بوينت" الأوكرانية نقل منشأة إنتاج الوقود الصاروخي الصلب إلى الدنمارك، قرب قاعدة سكريدستروب الجوية في فوينس، حيث تتواجد بنية تحتية رئيسية لحلف شمال الأطلسي، بحسب صحيفة "يوراسيان تايمز".
وتمول كوبنهاغن المشروع بمبلغ 78 مليون دولار، على أن يبدأ الإنتاج في ديسمبر، استعدادًا لإنتاج صواريخ كروز "فلامنجو FP-4" بمدى يصل إلى 2900 كيلومتر ورأس حربي يزن 1100 كيلوغرام.
يمثل الصاروخ، الذي يزعم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بدء إنتاجه في 2025، خيارًا أكثر عملية مقارنة بالأنظمة الغربية المتطورة، مثل: ستورم شادو الفرنسية وسكالب-إي جي البريطانية، نظرًا لتكلفته المنخفضة، وسرعة إنتاجه الكبيرة.
ورغم بساطته التقنية، يتيح فلامنجو أعدادًا كبيرة من الصواريخ الثقيلة، وهو مثالي للعمل بالتنسيق مع الطائرات المسيّرة لتجاوز الدفاعات الجوية الروسية.
وأفادت تقارير غربية بأنه ربما استُخدم بالفعل ضد أهداف روسية في شبه جزيرة القرم، رغم غياب تأكيد رسمي.
ولا يقتصر الطموح الأوكراني على فلامنجو؛ فالشركة تخطط لتطوير صواريخ باليستية FP-7 وFP-9، ضمن استراتيجية واضحة لتجنب مصير برنامج "سابسان" الذي تعرضت مرافقه الصناعية لقصف روسي مستمر.
كما تشمل المبادرة التعاون مع دول الناتو الأخرى في إنتاج طائرات دون طيار طويلة المدى، وصواريخ طويلة المدى، وحتى سفن بحرية هجومية غير مأهولة، بما يعزز قدرة الدول المضيفة، ويضمن استمرار إنتاج الأسلحة الأوكرانية بأمان.
مع انتقال الإنتاج خارج أوكرانيا، تفقد روسيا القدرة على ضرب مرافق التصنيع مباشرة، ما يقلل تدريجيًا من فاعليتها الجوية، والقدرة على إضعاف الصناعات العسكرية الأوكرانية.
ومع ذلك، يظل الخيار الروسي لمهاجمة منشآت الناتو مستبعدًا، نظرًا لما يحمله من مخاطر تصعيد دولي كبير.
الاستراتيجية الأكثر واقعية لموسكو تكمن في التركيز على تدمير البنية التحتية اللوجستية لأوكرانيا، بما في ذلك الجسور على نهر الدنيبر وسفن الشحن التي تنقل الأسلحة الغربية، لكنها تواجه صعوبات كبيرة بسبب عمق هذه البنية التحتية ومحدودية أسلحتها بعيدة المدى ودقيقة التوجيه.
ومع استمرار دعم الغرب لأوكرانيا، تحافظ الأخيرة على ميزتها العسكرية، بينما تواجه روسيا معضلة استراتيجية حقيقية: إما تصعيد محفوف بالمخاطر أو إعادة توجيه الضربات إلى مسارات غير مضمونة النتائج.
في نهاية المطاف، يبدو أن أوكرانيا تستخدم تحالف الناتو بذكاء، من خلال نقل صناعتها إلى مناطق آمنة، وضمان استمرار إنتاج الأسلحة، والحفاظ على ميزتها في مواجهة موسكو، ما قد يعيد رسم مسار الصراع في شرق أوروبا ويضع روسيا أمام تحديات استراتيجية معقدة.