الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
بينما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه يخطط للتحدث قريبًا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بشأن الوضع في أوكرانيا، تتجه الأنظار إلى ما إذا كان هذا التواصل سيقود إلى تغيير حقيقي في مسار الحرب، أم أن الصراع سيظل مفتوحًا على احتمالات التصعيد.
في هذا السياق، يرى الدبلوماسي الروسي السابق ألكسندر زاسبكين، أن المكالمة المحتملة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب لا يمكن التعويل عليها في الوقت الحالي، خاصة وأن ترامب لا يلتزم بأي سيناريو محدد، ويفضّل أن يحتفظ بحرية الحركة في قراراته.
وقال في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إن ترامب أبدى منذ البداية رغبته في التوصل إلى حل سريع للنزاع، لكن الاتحاد الأوروبي وبعض القوى النافذة في حلف الناتو تدفع نحو إطالة أمد الحرب - حتى آخر أوكراني - بهدف استنزاف روسيا.
وأضاف الدبلوماسي زاسبكين، أن هذه القوى تسعى للتأثير على الرئيس الأمريكي بدعم من المحافظين الجدد داخل واشنطن، وهو ما يدفع ترامب إلى انتهاج سياسة تقوم على المماطلة، وتحميل أعباء الحرب على أوروبا، مع التركيز على بيع الأسلحة لها وتجنب الانخراط في خططها التي قد تؤدي إلى مواجهة مباشرة مع موسكو.
وتابع: "في المقابل، يواصل بوتين مسار الحوار مع ترامب على أمل التوصل إلى تسوية دائمة، لكنه يدرك أن الظروف الراهنة تجعل هذا الهدف بالغ الصعوبة، ما يرجج استمرار الحرب وتوسع العمليات الروسية في عدد من الجبهات".
وأكد زاسبكين أن بوتين يسعى إلى استثمار أي تواصل محتمل مع ترامب لتعزيز التفاهم حول مبادئ التسوية، إلى جانب الدفع بحوار أوسع بشأن القضايا الدولية الكبرى والتعاون الاقتصادي طويل المدى، معتبرًا أن ذلك يمثل خيارًا استراتيجيًا لبناء نظام عالمي متعدد الأقطاب.
ومن جانبه، شدد المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية الدكتور نبيل رشوان، على أن المواقف الأوروبية والأمريكية في الأزمة الأوكرانية تفتقر إلى الجدية الكاملة.
وقال لـ"إرم نيوز"، إن الولايات المتحدة، رغم كونها الضامن التقليدي لأمن أوروبا، فإن إدارة ترامب زعزعت ثقة الحلفاء وأضعفت الموقف الأوروبي بصورة لافتة.
ويرى رشوان أن استمرار الحرب يطرح تساؤلات حول قدرة أوروبا على الصمود، وكذلك حول قدرة الأوكرانيين أنفسهم على الاستمرار في القتال، خصوصًا في ظل محدودية الدعم العسكري الأمريكي وضعف أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية، فضلاً عن تعرض المباني الحكومية في كييف للقصف الروسي المتكرر.
وأشار الخبير في الشؤون الروسية إلى أن بوتين يدرك أن الغرب يفتقر للإرادة اللازمة لاتخاذ خطوات حاسمة، ولذلك توسعت موسكو في تحالفاتها الدولية، حيث باتت تتواصل مع 24 دولة في جنوب شرق آسيا، وهي المنطقة المرشحة لتكون ساحة التنافس الأشد بين واشنطن وبكين.
وأضاف أن العرض العسكري الضخم الذي نظمته الصين مؤخرًا أثار قلق الأمريكيين، في إشارة إلى انتقال موازين القوة تدريجيًا شرقًا.
واعتبر رشوان أن الغرب لم يعد يمثل تهديدًا حقيقيًا لموسكو، واصفًا إياه بـ"النمر من ورق" في ظل حالة التردد والانقسام، مشيرًا في الوقت نفسه إلى دور دول كالهند في امتصاص الضغوط عبر استمرار شراء النفط الروسي بكميات كبيرة بعد إغلاق الأسواق الأوروبية.
وأكد أن الحديث عن تغييرات استراتيجية كبرى يبدو غير واقعي، فحتى ترامب نفسه صرح بأنه يجب الانتظار أسبوعين لرؤية ما ستؤول إليه الأمور.