مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان
توصل المجلس العسكري في النيجر إلى اتفاق مع شركة "روساتوم" النووية الروسية العملاقة للحصول على ألف طن من مركز اليورانيوم، وفق ما كشفت مصادر حكومية فرنسية.
وبعد خلاف بين نيامي والمجموعة النووية الفرنسية "أورانو" حول الشحنة، حُسمت المسألة لصالح موسكو، حيث غادرت نحو 20 شاحنة محملة ببراميل من اليورانيوم المُركّز أو ما يعرف بـ"الكعكة الصفراء" منجم أرليت شمال النيجر، لتتوجه مباشرة نحو أغاديز، الواقعة على بُعد أكثر من 230 كيلومترًا جنوبًا، تحت حراسة مشددة من الجيش النيجري.
وتأتي هذه الشحنة من مخزون يبلغ 1400 طن من اليورانيوم، بقيمة سوقية تقدر بنحو 250 مليون يورو، وهو ما تتنازع عليه السلطات النيجرية والمجموعة الفرنسية أورانو، المشغل السابق لمنجم أرليت الذي اضطر إلى وقف أنشطته هناك منذ استيلاء المجلس العسكري السيادي للجنرال عبد الرحمن تياني، على السلطة في يوليو 2023.
وفي مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني ، أبلغت مصادر حكومية فرنسية مختلفة صحيفة "لوموند" الفرنسية، أنه تم التوصل مؤخراً إلى اتفاق لشراء ألف طن من هذه الكعكة الصفراء مقابل 170 مليون دولار (حوالي 147 مليون يورو) بين دولة النيجر وشركة روساتوم العملاقة، وهي الصفقة التي نفاها الطرفان المعنيان.
لكن المصادر الفرنسية نفسها تحدثت عن خطة تتمثل في تصدير المخزون برًا إلى ميناء لومي في توغو، ثم شحنها إلى روسيا. ويُعتبر هذا الطريق محفوفًا بالمخاطر، إذ يمر عبر غرب النيجر، ثم شمال وشرق بوركينا فاسو، التي تخضع أجزاء كبيرة منها لسيطرة متطرفين من جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، فرع تنظيم القاعدة في منطقة الساحل، أو تنظيم الدولة.
ووفقًا لمصدر دبلوماسي فرنسي لجريدة "لوموند"، يُشتبه في استخدام ناقلة البضائع السائبة الروسية "ماتروس شيفتشينكو"، الراسية قبالة سواحل لومي منذ 14 نوفمبر، لنقل اليورانيوم النيجري إلى روسيا.
ويجدر التذكير أنه في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري التقى فور غناسينغبي، رئيس وزراء توغو، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو. وخلال هذا الاجتماع، تم الاتفاق على تعزيز التعاون بين البلدين. كما صادق الزعيمان على اتفاقية تعاون عسكري جديدة تنص بشكل خاص على أنه يجوز لروسيا وتوغو، في المستقبل، استخدام الموانئ البحرية لكل منهما.
من جانبها، أكدت شركة "أورانو" في بيان صحفي يوم الخميس الماضي أنها "لا تقف وراء" هذه القافلة، التي "تدينها بشدة". وأضافت: "بعد أن فقدت المجموعة السيطرة التشغيلية على مناجمها النيجرية منذ ديسمبر 2024، ليس لديها أي معلومات رسمية عن كمية اليورانيوم المنقول، أو وجهته النهائية، أو شروط السلامة والأمن لهذا النقل ".
ويذكر أيضًا أن محكمة المركز الدولي لتسوية منازعات الاستثمار، وهي هيئة تابعة للبنك الدولي "أمرت في 23 سبتمبر/ أيلول دولة النيجر بعدم بيع أو نقل أو حتى تسهيل نقل اليورانيوم الذي تنتجه شركة سومير في أرليت إلى أطراف ثالثة والذي تم الاحتفاظ به في انتهاك لحقوق أورانو".
بدوره صرّح مصدر حكومي نيجري بأنه "لا معلومات" لديهم بشأن أي نقل محتمل للكعكة الصفراء من أرليت إلى روسيا، سواءً براً أو جواً. وأضاف المصدر: "سيُقام مهرجان آير حدث ثقافي رئيسي في النيجر خلال أيام قليلة، لذا هناك نشاط كبير في المنطقة حالياً ".
وخلال زيارة إلى أغاديز منتصف نوفمبر، أشار الجنرال عبد الرحمن تياني بإيجاز إلى بيع هذا المعدن، الذي تُعدّ بلاده من أكبر مُنتجيه عالميًا، لشركاء أجانب. وصرح رئيس المجلس العسكري: "لقد استعدنا اليورانيوم وأعدناه إلى وطننا. إنه الآن ملك للشعب النيجري. لن نطلب إذنًا من أحد لبيعه" .
بعد أن فكرت النيجر في البداية في بيع جزء من الكعكة الصفراء من أرليت إلى إيران والصين، توصلت في النهاية إلى أنجح مفاوضات مع روسيا. في 28 يوليو، وقّعت شركة روساتوم ووزارة الطاقة النيجرية مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الطاقة النووية المدنية. وخلال زيارة إلى نيامي لهذه المناسبة، أعرب وزير الطاقة الروسي سيرجي تسيفيليوف عن رغبته في "المشاركة في استخراج اليورانيوم النيجري" .
على الرغم من استنكار فرنسا لبيعه للجانب الروسي، إلا أنه سيُنظر إليه أيضًا، وخاصةً من قِبل الولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية، على أنه شرٌّ أهون، إذ سيمنع بيع اليورانيوم النيجري لإيران، المشتبه في سعيها لإحياء برنامج تخصيب اليورانيوم لأغراض عسكرية. وخلص المصدر الحكومي النيجري المذكور إلى أن "النيجر لا تريد أن تُتهم بأنها وكيل للانتشار النووي العالمي".