أثار ظهور قارب روسي يرفع علم مجموعة "فاغنر" شبه العسكرية على نهر نارفا، الفاصل الحدودي بين روسيا وإستونيا، موجة من الجدل والتعليقات الساخرة من السلطات الإستونية.
ويوم الأحد، تم رصد قارب تابع لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي، أثناء قيامه بدورية في نهر نارفا، وهو نقطة حدود طبيعية بين البلدين، وأظهرت المشاهد المصورة بوضوح علم فاغنر الأسود، المميز برمز الجمجمة البيضاء، مرفوعاً إلى جانب العلم الرسمي لحرس الحدود الروس، بحسب صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية.
ونشرت وزارة الخارجية الإستونية تعليقاً ساخراً على منصة "إكس"، موجهة حديثها مباشرة إلى الخارجية الروسية. وجاء في الرسالة: "هل تسير فاغنر مجدداً نحو موسكو، أم أنها تبدأ هذه المرة بسانت بطرسبورغ؟ من يدري؟"، وهو تلميح ساخر إلى تمرد "فاغنر" في صيف 2023.
بدوره، اعتبر وزير الخارجية الإستوني، مارغوس تساخنا، الحادثة "دليلاً على تصدع النظام الروسي"، مضيفاً: "النظام الحديدي لروسيا يتفكك تحت تأثير حربها العدوانية والضغط المتواصل من الغرب".
واشتهرت مجموعة "فاغنر"، التي أسسها يفغيني بريغوجين، بدورها العسكري في أوكرانيا، وسوريا، وليبيا، ومالي، وفي يونيو/ حزيران 2023، قادت تمرّداً مسلحاً ضد قيادة الجيش الروسي قبل أن يعلن عن مقتل زعيمها بعد شهرين في تحطم طائرة.
وتأتي الحادثة بعد أزمة مشابهة في مايو/ أيار 2024، حين سحب حرس الحدود الروس 25 عوامة ملاحية إستونية بدعوى أنها وضعت في مواقع خاطئة.
وكانت إستونيا قد ثبتت نحو 50 عوامة في 13 مايو لتنظيم الملاحة على النهر، لكن موسكو أزالت جزءاً منها، ما دفع تالين إلى إرسال مذكرات احتجاج دبلوماسية متتالية، واصفة ما حدث بأنه "غير مقبول".
بدوره، علق رئيس الوزراء الإستوني، كريستن ميخال، قائلاً: "يبدو أن بوتين استنفد أفكاره… هل استدعى فاغنر من جديد؟".
وفي بيان رسمي نشرته وزارة الخارجية الإستونية على موقعها، جاء: "تشير المعلومات والصور المسجلة إلى مرور قارب لحرس الحدود الروس يرفع علم مجموعة فاغنر اليوم في نهر نارفا".
وأضاف البيان:"لا يسعنا إلا التساؤل: هل ما زال شبح بريغوجين حاضراً في روسيا؟ هل تحاول فاغنر السيطرة على موسكو مجدداً أم أن الهدف هذه المرة هو سانت بطرسبورغ؟".
وتابع:" ما يحدث يؤكد أن النظام الروسي الذي يفترض أنه صلب، بدأ ينهار بسبب حربه العدوانية والضغوط الغربية المتواصلة. ونؤكد أن كل ما يفعله الروس على نهر نارفا يخضع لمتابعتنا الدقيقة".
وفي يونيو/ حزيران 2023، شنت مجموعة "فاغنر" تمرداً قصيراً بدأ باتهامات مباشرة من بريغوجين لوزارة الدفاع الروسية بالتقصير والفساد، وبعد ساعات من التحركات المسلحة، تم احتواء التمرد، قبل أن يلقى بريغوجين حتفه بعد شهرين في حادث طائرة بإقليم تفير.