مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان
تواجه الخطط الأوروبية لبناء درع صاروخي وطائرات بدون طيار على غرار القبة الحديدية، خطر الفشل بسبب المشاعر "المتزايدة" المناهضة لإسرائيل، مع استمرار الحرب في غزة، وفق تقرير لصحيفة "تلغراف" البريطانية.
وتهدف مبادرة درع السماء التي تقودها ألمانيا إلى إنشاء قبة دفاع جوي، تمتد من تركيا إلى فنلندا، كجزء من حملة إعادة تسليح قارية ضخمة لمواجهة "هجوم" روسي.
وسيعتمد النظام على بطاريات "أيريس-تي" الألمانية الصنع وبطاريات "باتريوت" الأمريكية أرض-جو كقاعدة له، ولكن بالنسبة لاعتراضات الارتفاعات العالية، فإن شركاءه يخططون لاستخدام صواريخ "حيتس 3" الإسرائيلية.
ويعد نظام "حيتس 3"، وهو برنامج مشترك بين إسرائيل والولايات المتحدة، أول نظام دفاع جوي في العالم مخصص لإسقاط الصواريخ الأسرع من الصوت، وهو قادر على اعتراض الصواريخ خارج الغلاف الجوي.
لكن استخدامه في خطط "سكاي شيلد" أصبح موضع تساؤل، مع الخلاف بين أوروبا وإسرائيل بشأن رفض الدولة العبرية إنهاء الحرب في غزة.
وأوقفت الدول الأوروبية، بما فيها ألمانيا، تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، بينما دعت أورسولا فون دير لاين أعضاء الاتحاد الأوروبي إلى وقف بعض التعاملات التجارية بسبب الحرب، كما كان هناك دفعٌ نحو الاعتراف بفلسطين كدولة.

وردًا على ذلك، قد تُحبط إسرائيل خطط أوروبا لبناء قبة حديدية خاصة بها، إذ تتمتع تل أبيب بحق النقض على صادرات صاروخها "حيتس 3"، لكن يجب أن تحصل على موافقة هيئة مراقبة الصادرات الدفاعية (ديكا).
وتتولى "ديكا" مسؤولية التوقيع على تراخيص التصدير لأنظمة الأسلحة والمعدات العسكرية المنتجة محليًا، وتقول إنها تفعل ذلك "مع مراعاة المصالح الوطنية الأخرى".
ووفق ديفيد هينينج، مدير المركز الأوروبي للاقتصاد السياسي الدولي، فإن هذا يعني أن إسرائيل قد تتخذ القرار السياسي بوقف صادراتها من الصواريخ التي تحتاجها أوروبا، فيما رأى عاموس يادلين، رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، أنه إذا اتخذت ألمانيا خطوات كبيرة من شأنها الإضرار بالأمن القومي "فلن يكون أمام تل أبيب خيار سوى التراجع عن عناصر معينة في العلاقات مفيدة للجانبين".
وفي الأشهر الأخيرة، أصبح العديد من حلفاء تل أبيب التقليديين في أوروبا ينتقدون الحكومة الإسرائيلية بشكل متزايد، إذ استخدمت فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، خطابها الرئيسي عن حالة الاتحاد أمام البرلمان الأوروبي هذا الأسبوع للإعلان عن تجميد المدفوعات من بروكسل إلى إسرائيل.
وبينما اتهم المستشار الألماني، فريدريش ميرتس، إسرائيل بإحداث "مجاعة من صنع الإنسان" في القطاع والتخطيط لتقويض حل الدولتين، أكدت بلاده وهي العضو المؤسس في تحالف "سكاي شيلد"، أنها "توقفت عن الموافقة على تصدير الأسلحة الحربية إلى إسرائيل" العام الماضي.
وهناك أيضًا عدد متزايد من الحظر الذي تفرضه الدول الأوروبية على صادرات الأسلحة إلى إسرائيل. وأصبحت سلوفينيا، وهي عضو آخر في نظام الدفاع الجوي، مؤخرًا، أول دولة في الاتحاد الأوروبي تفرض حظرًا كاملًا على الأسلحة في تل أبيب.
وفي الوقت نفسه، أعرب الزعماء الأوروبيون عن الحاجة الملحة للمضي قدمًا في الخطط الرامية إلى تعزيز الدفاعات الجوية للقارة، وخاصة بعد انتهاك ما يقرب من عشرين طائرة روسية بدون طيار للمجال الجوي البولندي في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وتطلبت عملية حماية أراضي حلف شمال الأطلسي (الناتو) من طائرات مقاتلة تابعة للحلف مهاجمة أهداف معادية داخل حدوده لأول مرة في تاريخه الممتد على مدى 76 عامًا.
وقال مانفريد ويبر، زعيم حزب الشعب الأوروبي المؤثر، إنه "من المنطقي ببساطة" أن يعمل الأوروبيون معًا على إنشاء درع دفاعي صاروخي "من فنلندا إلى اليونان".
وأضاف أن هذا سيكون مصحوبًا بنظام مراقبة جوية من شأنه جمع البيانات عن الهجمات المحتملة دون الاعتماد على واشنطن.