رئيس وزراء أستراليا: الحكومة ستتبنى إصلاحات للقضاء على الكراهية والتطرف
أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الزيمبابوي إيمرسون منانغاغوا، خلال زيارة الأخير لبكين، عن ترقية العلاقات الثنائية إلى “مجتمع شامل ذي مستقبل مشترك”.
وتؤكد هذه الخطوة عمق التعاون بين بكين وهرمز القارة الإفريقية، وتبرز الدور المتنامي للصين في تعزيز النفوذ الاقتصادي والسياسي في إفريقيا.
تأتي هذه الخطوة في الذكرى الخامسة والأربعين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الصين وزيمبابوي، وهي مناسبة تشير إلى مدى متانة الشراكة بين البلدين.
وأكد شي جين بينغ خلال اللقاء على أهمية استذكار التاريخ المشترك، وحماية السلام العالمي، ومواجهة ممارسات الهيمنة والتنمر، مع التشديد على تعزيز العدالة الدولية والتنمية المتوازنة للنظام العالمي.
وأشار الرئيس الصيني إلى أن العلاقات بين بكين وهاراري تمثل نموذجًا للتعاون بين الصين وإفريقيا، بل وبين الصين ودول الجنوب العالمي، وهو ما يعكس استراتيجية الصين الشاملة لتعزيز نفوذها الاقتصادي والسياسي خارج حدودها التقليدية.
تركز الصين على تعزيز استثماراتها في زيمبابوي عبر قطاعات حيوية تشمل البنية التحتية والطاقة والتكنولوجيا.
وتشير بيانات وزارة التجارة الصينية إلى أن حجم الاستثمارات المباشرة للصين في زيمبابوي تجاوز 2.1 مليار دولار منذ 2020، مع توقعات بارتفاعها خلال السنوات الخمس القادمة، خصوصًا مع المشاريع المشتركة في مجالات التعدين والطرق والسكك الحديدية والموانئ.
وفي إطار هذه الشراكة، اقترح شي جين بينغ تعزيز التعاون الاقتصادي متعدد المستويات، بما في ذلك المشروعات الصناعية المشتركة، وتمويل البنية التحتية، ودعم التجارة البينية.
وأشاد الرئيس الزيمبابوي بالعرض العسكري الكبير الذي نظمته الصين مؤخرًا في ميدان تيانانمن، واعتبره مؤشرًا على القوة الوطنية للصين والالتزام بالحفاظ على السلام العالمي.
تأتي زيارة منانغاغوا وبناء "مجتمع المصير المشترك" في وقت تشهد فيه إفريقيا تحولات جيوسياسية هامة، حيث تتسارع المنافسة بين القوى العالمية للتموضع في القارة، خصوصًا فيما يتعلق بالموارد الطبيعية والسوق الاستهلاكية الكبيرة.
وتعكس هذه المبادرة الصينية رغبة بكين في توسيع نفوذها السياسي في جنوب القارة، مقابل تراجع النفوذ الغربي في بعض الدول الإفريقية.
كما يُعد التعاون العسكري والاستراتيجي بين الصين وزيمبابوي جزءًا من سياسة بكين لتأمين مصالحها في إفريقيا، بما يشمل التدريب العسكري، وتبادل المعلومات، وتقديم الدعم التقني لقوات الدفاع المحلية.
ويمثل ذلك أداة مهمة للصين لفرض نفسها كلاعب إقليمي مؤثر، قادر على تشكيل موازين القوى الاقتصادية والسياسية في القارة.
ترقية العلاقات الثنائية بين الصين وزيمبابوي تؤكد الطموح المشترك نحو بناء نموذج تنمية قائم على التضامن، إذ يمكن للدول النامية الاستفادة من الخبرات الصينية في مجالات البنية التحتية، والصناعة، والتمويل، والتكنولوجيا.
ويأتي ذلك ضمن جهود بكين لتعزيز الشراكات الاستراتيجية مع الدول الإفريقية، وإقامة شبكة تعاون قوية ومستدامة تعزز مكانتها كلاعب عالمي مؤثر، يدعم النمو الاقتصادي والسياسي للدول الشريكة.
ويمثل إعلان شي جين بينغ وإيمرسون منانغاغوا خطوة محورية على طريق تعميق العلاقات الصينية–الإفريقية، وإرساء أطر تعاون جنوب–جنوب متينة، تفتح آفاقًا واسعة لمشاريع اقتصادية مشتركة، وتقوي النفوذ السياسي للصين في القارة، مع تقديم نموذج يحتذى به للتنمية المستدامة والشراكة الاستراتيجية في إفريقيا والعالم النامي.