logo
العالم

أفغانستان.. مخاوف من تحول الخلافات إلى "صراع دموي" داخل طالبان

أفغانستان.. مخاوف من تحول الخلافات إلى "صراع دموي" داخل طالبان
عناصر من طالبانالمصدر: رويترز
05 فبراير 2025، 5:37 ص

تجددت الخلافات الداخلية في صفوف طالبان بأفغانستان إلى العلن، خلال الأيام الأخيرة، وانتقد بعض كبار قادة الجماعة، المرتبطين بشبكة حقاني، أوامر زعيم الحركة هبة الله آخوندزاده، ما يثير المخاوف من تحول تلك الخلافات إلى "صراع دموي".

وانتشرت تقارير عن الانقسامات والفوضى داخل أجهزة طالبان في كابول. كما أكد مصدر لصحيفة "8 الصبح" الأفغانية المستقلة، أن أحد مسؤولي طالبان نصحه بمغادرة أفغانستان وعدم توقع تحسن الأوضاع في البلاد.

وأثارت هذه الخلافات، فرحة بين المواطنين الذين انتقدوا في الوقت نفسه افتقار المعارضة لطالبان إلى التماسك، وأكدوا أن القوى السياسية المؤمنة بالديمقراطية وإرادة الشعب يجب أن تتحد ضد النظام الذي دمر إنجازات العشرين عامًا الماضية وحوّل أفغانستان إلى ملاذ آمن للجماعات المتشددة.

وفي ظل هذه الأوضاع، يرى خبراء أن طالبان لطالما واجهت صراعات داخلية، وأن التنافس على السلطة يزيد حدة تلك الخلافات.

 

صراعات وانقسامات في القيادة

وتتكون طالبان من عدة فصائل وجماعات مختلفة. وكانت هناك انقسامات حول القيادة وأساليب الإدارة منذ البداية. حاليًا، يسيطر جناحا قندهار وشبكة حقاني على المناصب العليا ويفرضان سياسات قمعية، خاصة ضد النساء والفتيات. وخلال السنوات الثلاث ونصف السنة الماضية، أصدرت طالبان عشرات الأوامر التقييدية ضد النساء وأشعلت أزمات اقتصادية وسياسية وأمنية في البلاد.

وفي الأيام الأخيرة، ظهرت الخلافات الداخلية إلى العلن، ولم تعترف طالبان رسميًا بهذه الانقسامات، لكن تصريحات بعض قادتها تعكس مدى عمقها. ومن اللافت أن شبكة حقاني، المسؤولة عن عشرات الهجمات الانتحارية في كابول ومناطق أخرى، باتت الآن تنتقد سياسات هبة الله، رغم أن سراج الدين حقاني لا يزال يحتفظ بمئات الانتحاريين ضمن تشكيلاته.

السياسي الباكستاني والخبير في الشؤون الإقليمية أفراسياب ختك، صرح لصحيفة "8 صبح" الأفغانية، بأن الانقسامات لطالما كانت جزءًا من طالبان.

وأكد أن شبكة حقاني ليست جزءًا عضويًا من نظام طالبان، بل لديها علاقات دائمة ومستقلة مع الجيش الباكستاني والقاعدة وجماعات إرهابية أخرى. وأضاف أن إستراتيجيات حقاني العسكرية كانت تهدف إلى تعزيز موقعه داخل الجماعة.

أخبار ذات علاقة

طائرة أمريكية تجلي مواطنين أفغان من كابول

بسبب قرار لترامب.. 40 ألف أفغاني معرضون لانتقام من "طالبان"

وأشار ختك إلى أن صراعات طالبان الداخلية تعود إلى انقسامات سياسية وقبلية بين أعضائها، لافتًا إلى أن عبد الغني برادر، نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، كان يقود فصيلًا مستقلًا، ولولا جهود زلماي خليل زاد، المبعوث الأمريكي السابق، لما تم إطلاق سراحه من السجون الباكستانية.

خلافات متزايدة

وأكد ختك أن الصراع على السلطة داخل طالبان أصبح أكثر حدة، مشيرًا إلى أن هبة الله آخوندزاده، الذي يُعد شخصية غامضة ومنعزلة، يفتقر إلى القدرة على إدارة البلاد مقارنة بملا عمر.

وأضاف أن الداعمين الإقليميين والدوليين لطالبان أصيبوا بخيبة أمل من سياساته المتشددة، معتبرين أن مواقفه الراديكالية تمنع طالبان من اكتساب الشرعية السياسية.

وأوضح أن رفض هبة الله تعليم الفتيات وفرضه نظام الفصل العنصري ضد النساء جعل طالبان عبئًا على حلفائها بدلًا من أن تكون ورقة رابحة. في المقابل، حاولت شبكة حقاني تقديم نفسها كجهة براغماتية على المستوى الدولي، كما أقامت علاقات مع شخصيات نافذة من غير طالبان داخل أفغانستان.

وأكدت مصادر لصحيفة "8 صبح" أن هبة الله وزّع سيارات جديدة على نحو 50 من قادته المقربين، مضيفة أن هذه السيارات، ومعظمها من طراز "هايلكس"، تم شراؤها من الخارج ونُقلت إلى أفغانستان بأمر مباشر منه.

حرب داخلية

وأفاد مصدر مطّلع بأن أحد قادة طالبان نصحه بمغادرة أفغانستان، مؤكدًا أن الوضع لن يتحسن. وأضاف أن العديد من قادة طالبان منشغلون بجمع الثروات والزواج من نساء مدنيات، ونقل بعضهن إلى الخارج. كما حذّر المصدر من احتمالية اندلاع مواجهات داخلية بين فصائل الجماعة.

سيناريوهات محتملة

ويرى بعض المواطنين أن الخلافات داخل طالبان حقيقية وستزداد حدة وربما تصل إلى مواجهات دموية. وذكّروا باغتيال العديد من قادة طالبان البارزين خلال السنوات الثلاث الماضية، مثل: والي بلخ السابق ووزير اللاجئين السابق، نتيجة لصراعات داخلية.

رغم عمق الانقسامات داخل طالبان، فلا تزال المعارضة تعاني التشتت. وأكد مواطنون أن القوى المناهضة لطالبان يجب أن تتخلى عن خلافاتها الداخلية وتتحد لإنقاذ أفغانستان، مشددين على أنه لا أحد يتمتع بالأمان في ظل حكم طالبان.

وسط تزايد الخلافات، أفاد سكان كابول بتصاعد حالة عدم الاستقرار والخوف من المستقبل. وأكدوا أن المواطنين قلقون، فيما تبدو طالبان نفسها في حالة ارتباك.

وفي تطور خطير، قُتل شخص وأصيب آخر في حادث إطلاق نار داخل مقر بعثة الأمم المتحدة في كابول. وأفادت التقارير بأن مقاتلي طالبان كانوا متورطين في الحادث، في حين أكد كل من الأمم المتحدة وطالبان فتح تحقيق في الحادثة.

طالبان تعلق

وفي سياق متصل، أكد المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد في تصريح له، وجود خلافات بين قيادات الحركة، نافياً أن تؤدي الخلافات بين كبار قادة المجموعة إلى حرب وشيكة.

أخبار ذات علاقة

أعمدة الدخان تتصاعد في كابول جراء انفجار

أفغانستان.. انفجار واشتباكات عنيفة قرب وزارة الداخلية في كابول

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC