قدّرت أرقام إسرائيلية رسمية كلفة عمليات اعتراض الصواريخ التي تطلقها إيران على البلاد منذ خمسة أيام بـ 287 مليون دولار، في اليوم الواحد، لكن مسؤولين يرون أن تكلفتها مبررة، بالنظر إلى الدمار الذي تم تجنّبه.
واخترقت بعض الصواريخ الإيرانية الدفاعات الجوية الإسرائيلية رغم ارتفاع معدل الاعتراض، متسببة في وفيات وأضرار واسعة النطاق في الممتلكات، ليواجه نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي تحديات متزايدة منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وتنقل صحيفة "هآرتس" عن بوعز ليفي، الرئيس التنفيذي لشركة صناعات الفضاء الإسرائيلية، أن أي دولة في العالم لم تواجه هجمات بالصواريخ الباليستية بهذا الحجم الذي واجهته بلاده.
وأضاف "في أبريل 2024، أطلق الإيرانيون علينا 100 صاروخ. وفي أكتوبر، وصل العدد إلى 200. والآن، يطلقون عشرات الصواريخ بكثافة متوالية".
لكن ليفي يرفض التركيز على تكلفة الاعتراض والتي تبلغ مليار شيكل في اليوم الواحد، أي ما يعادل 287 مليون دولار، مؤكداً أن المقارنة يجب أن تتم بتكلفة الضرر المُحتمل أن يُسببه الصاروخ المهاجم.
وتابع "عندما ترى الضرر الذي تُسبّبه الصواريخ القليلة التي أصابت بات يام أو رحوفوت، تُدرك حجم الضرر الذي نجينا منه عند اعتراض صاروخ كهذا".
ورأى ليفي أن المهمة الأساسية لمنظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية في الفترة الحالية تُنفذ على "مستويات عالية"، فيما يتعلق بالصواريخ بعيدة المدى، حيث يتم ذلك خارج الغلاف الجوي.
وأضاف "يعود ذلك إلى أن التهديدات التي تُطلق علينا من إيران هي صواريخ باليستية، وليست صواريخ قسام أو صواريخ كروز. إنها صواريخ تُطلق علينا من مسافات بعيدة، بسرعات هائلة وتحمل رأساً حربياً يزن نصف طن".
ومعظم العمل الدفاعي يُجرى حالياً على منظومتي "حيتس 2" و"حيتس 3" الإسرائيليتين، إضافة إلى منظومتين أمريكيتين، هما نظام "ثاد" من الأراضي الإسرائيلية، ونظام "إس إم-3" من البحر، وهناك أيضاً نظام "مقلاع داود" الإسرائيلي.
وتُقدّر مؤسسة الدفاع الإسرائيلية أن معدل اعتراض ناجح لنظام "حيتس 3" يبلغ حوالي 90%، بينما لا يتجاوز معدل اعتراض نظام "ثاد" حوالي 40%. ويُعدّ استخدام صواريخ "إس إم-3" في النظام الحالي محدوداً للغاية.