امتدت مراسم تأبين تشارلي كيرك يوم الأحد لمدة خمس ساعات، مما يعكس كيف بدا الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وكبار أعضاء إدارته والعديد من الزعماء الجمهوريين، متفائلين بأن ذلك قد يوحّد الحركة المحافظة التي أظهرت علامات التصدع مؤخراً.
وقال ترامب، متحدثاً أمام عشرات الآلاف من الحضور في الحفل: "هذا أشبه بإحياء للذكريات القديمة، أليس كذلك؟". وكان واحداً من عدة متحدثين استخدموا كلمة "إحياء"، بحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".
قبل اغتيال كيرك في العاشر من سبتمبر/أيلول، كانت قبضة ترامب على الحركة المحافظة متوترة، إذ غادر إيلون ماسك البيت الأبيض قبل عدة أشهر بعد خلاف فوضوي وعلني مع الرئيس.
كما انقسم الجمهوريون حول مدى الدفع نحو التحقيق في قضية جيفري إبستين، فيما كانت سياسة ترامب الخارجية تجذب الحزب في اتجاهين، إذ يأمل فصيل بتدخلات أكثر جرأة، بينما يُصرّ آخرون على أن يُحرّر البيت الأبيض الولايات المتحدة من مشاكل على بُعد آلاف الأميال.
لكن يبدو أن كل هذه الخلافات قد تلاشت يوم الأحد، عندما استذكر المتحدثون الواحد تلو الآخر إرث كيرك في إلهام الشباب الأمريكيين للإيمان بالقضية المحافظة.
وفي لحظة ما، جلس ماسك بجانب ترامب في ملعب غلينديل بولاية أريزونا، وصافحه، في رمز لوحدة جديدة يأمل الجمهوريون في استغلالها لمواجهة رياح معاكسة تاريخية في انتخابات التجديد النصفي العام المقبل.
وركّز بعض المتحدثين في الفعالية على إيمان كيرك المسيحي، بينما أشار آخرون إلى العمل السياسي المذهل الذي ألهمه. وغلب موضوع الإحياء الروحي على العديد من هذه الخطب، بينما حاول قادة الحزب الجمهوري استشراف المسار المستقبلي".
وقال ترامب عن منظمة "نقطة تحول الولايات المتحدة الأمريكية"، التي أسسها كيرك قبل سنوات، والتي ستقودها الآن أرملته، إريكا، "ستكون أكبر وأفضل من أي وقت مضى".
ويقول المنظمون إنهم تلقوا عشرات الآلاف من طلبات إنشاء فروع جديدة في جميع أنحاء البلاد، وطُلب من الحاضرين في حفل التأبين يوم الأحد التسجيل للتصويت إن لم يكونوا قد سجلوا أسماءهم بالفعل.
وساعدت منظمة Turning Point في تعزيز المشاركة في الانتخابات لعام 2024، ويمكن أن تثبت المنظمة أنها حاسمة لنجاح الحزب الجمهوري في عام 2026 وما بعده.
ويرى بعض الخبراء السياسيين فرصة نادرة أمام ترامب والجمهوريين الآخرين بعد وفاة كيرك، إذ أكدت أنيتا ماكبرايد، التي عملت في ثلاث إدارات جمهورية، أن هناك حركة نشطة.
وأضافت: "يواجه كلا الحزبين تحديات كبيرة في الوقت الحالي، وكلاهما يكافح لتحفيز الشباب. لا شك أن الشباب قد استُثيروا هنا. على الديمقراطيين أن يقلقوا".
فيما قال دون كيتل، الأستاذ الفخري والعميد السابق لكلية السياسات العامة بجامعة ميريلاند: "لقد بدأ السباق لتنظيم دائرة كيرك الانتخابية، والتي من الواضح أنها أكبر بكثير، وأكثر قابلية للتنافس، مما يعرفه أي شخص".
وأشار إلى أن الديمقراطيين واجهوا صعوبة في إثارة حماس الناخبين الأصغر سناً في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ويواجهون تحدياً إضافياً يتمثل في معارك إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية الجارية، في الوقت الذي يعمل فيه ترامب مع الولايات الحمراء لتوسيع خريطتها للمقاعد القابلة للفوز.
فيما رأى ناثان جونزاليس، محرر وناشر مجلة Inside Elections غير الحزبية أنه عادة ما يعاني حزب الرئيس من انخفاض الإقبال على التصويت في انتخابات التجديد النصفي.
واستدرك أن وفاة تشارلي كيرك قد تحفز القاعدة الجمهورية، وتعزز الإقبال على التصويت، وتساعد الحزب الجمهوري في التخفيف من موجة انتخابية محتملة ضدهم.