اليونيفل في لبنان: هذا الهجوم من أخطر الهجمات على أفرادنا وممتلكاتها منذ اتفاق نوفمبر
في ظل تصاعد النقاشات حول الحجاب في أوروبا، سلط الخبير الفرنسي جان-مارك ألبرت الضوء على كيفية استخدام جماعة الإخوان المسلمين، وهي جماعة معروفة بمحاولاتها التأثير في المجتمعات بحسب تقرير استخباراتي فرنسي، لهذا الزي كأداة استراتيجية في صراعهم الثقافي والسياسي ضد الغرب.
وقال ألبرت إن "الإخوان المسلمين جعلوا من الحجاب وسيلتهم في معركتهم الثورية ضد الغرب. فالحجاب لا يمثل مجرد قضية علمانية أو مساواة بين الجنسين، بل هو سياسي وثقافي وديموغرافي بالدرجة الأولى"، بحسب ما نقلت عنه صحيفة "لوجورنال دوديمانش".
وأضاف: "في فرنسا، من التقرير الخاص بالإخوان المسلمين إلى مشروع حظر الحجاب على الفتيات دون سن 15 عاماً، يبدو أن الرأي العام بدأ يكتشف ظاهرة الإسلام المتزايد بهدوء على الأرض الفرنسية".
وأردف: "رغم ذلك، لم تكن التحذيرات غائبة، فقد سبقت هذه القضايا أحداث مثل حادثة حجاب كريل عام 1989، لكن الأصوات المنتقدة كانت تُتهم بـ(الإسلاموفوبيا) ولا يُصغى إليها".
وأكد أنه تحت تأثير هذه الظاهرة، يسعى القادة لإعطاء انطباع بأنهم يسيطرون على الواقع من خلال اقتراح حظر ارتداء كل الرموز الدينية في الفضاء العام. لكن الاعتقاد بأن الاستناد إلى العلمانية والأخلاق الجمهورية يكفيان لمنع التقسيم الثقافي للبلاد هو إنكار وجهل بطبيعة الحجاب.
وبين الخبير أن المطالبة الدينية تتجاوز الدين لتشمل قضية الهوية، وقد فهم الإخوان المسلمون ذلك، فجعلوا من الحجاب رمزاً سياسياً يعبر عن روح الغزو والانتقام من القوة الاستعمارية السابقة. ولا يمكن الرد على التحدي الذي يطرحه الإسلاميون بمجرد إجراءات قانونية، بل يجب أن يشمل صراعاً ثقافياً وديموغرافياً؛ بكلمة واحدة، صراعاً حضارياً.
ويشرح ألبرت أن الإخوان المسلمين يستغلون هذا الوضع ويستخدمون الحجاب في معركتهم ضد الغرب باختبار حدود المجتمع.
"وكان الحجاب في السابق بلون أبيض مائل إلى الصفرة، مثل جدران منازل المغرب، يخفي النساء عن الأنظار. أما الآن، وقد أصبح أسود، فإنه يسعى لأن يصبح علامة تمييز إقليمية واضحة في الفضاء العام"، وفق الخبير.
ويرى أن الحجاب الإسلامي، الذي شاع بعد الثورة الإيرانية عام 1979، لا يمكن اختزاله في مجرد ضغط اجتماعي ذكوري.
واعتبر أن "الواقع يشير إلى أن تمسك النساء بالحجاب له أبعاد أعمق ترتبط بالهوية والانتقام من الاستعمار السابق، الذي كان يحمي هذه الرموز عبر قوانين استعماريّة".
وأشار إلى أنه في الوقت الذي حاول فيه بعض زعماء الدول العربية المستقلة إلغاء هذا الغطاء "كرمز للذل"، أصبح اليوم الحجاب علامة فخر ورفض للسلطة والتاريخ في الدول المضيفة.
واختتم الخبير الفرنسي تقريره بالقول إن "الحجاب يمثل صراعاً حول الهوية الوطنية والثقافية، وليس مجرد مسألة دينية أو علمانية. إن الحجاب يثير الصدمة لأنه ليس جزءاً من تاريخنا، لكن حظره لن يحل مشكلة التغير الديموغرافي. والمطلوب هو مواجهة شجاعة تعيد رسم مجتمع يشارك في مصيره ويحافظ على تراثه الثقافي".