ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن التنافس بين روسيا وأوكرانيا على كورسك يحتدم قبيل عودة الرئيس الأمريكي المُنتخب دونالد ترامب إلى منصبه، ووصفت معاركهما هناك بأنها "عنيفة".
ورأت الصحيفة أن تركيز أوكرانيا المستمر على كورسك يُظهر مدى اعتقاد كييف بأهمية الاحتفاظ بالأراضي الروسية، خاصة إذا دفع ترامب الجانبين إلى طاولة المفاوضات.
وبحسب الصحيفة، ومع بقاء 8 أيام قبل تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب، تخوض روسيا وأوكرانيا معركة شديدة للسيطرة على كل قطعة من منطقة كورسك الروسية التي من المتوقع أن تكون نقطة تفاوض رئيسية في محادثات السلام التي تعهد ترامب بإجرائها.
وفي هذا السياق، شنت القوات الأوكرانية هجومًا مضادًا في المنطقة نهاية الأسبوع الماضي، في محاولة لاستعادة بعض الأراضي التي استولت عليها لأول مرة في الصيف الماضي ثم خسرتها؛ إذ تفاخر مدير مكتب الرئيس فولوديمير زيلينسكي على وسائل التواصل الاجتماعي بأن روسيا "تحصل على ما تستحقه".
وجاء الهجوم بعد أن بدأت روسيا في إرسال الآلاف من القوات الكورية الشمالية إلى المعركة في كورسك الشهر الماضي، واستخدمتهم فيما وصفته القوات الأوكرانية بموجات من وقود المدافع.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد مرور أسبوع تقريبًا على العملية الجديدة في كورسك، يبدو أنه لم يتم إحراز تقدم يذكر، حيث حققت أوكرانيا مكاسب متواضعة للغاية في بعض المناطق، لكن روسيا تتقدم بثبات على طول الجهة اليسرى وتأخذ سجناء.
وفي حين حافظت أوكرانيا على موطئ قدم في المنطقة منذ أغسطس/آب 2024، إلا أنها فقدت الأراضي بشكل مطرد حيث ركزت روسيا، العازمة على استعادتها، قوة نيران مكثفة هناك، بحسب "واشنطن بوست".
وحذر المسؤولون الأوكرانيون أيضًا من أنه إذا انسحبت قواتهم عبر الحدود، فإن القوات البالغ عددها 60 ألف جندي، والتي تقول كييف إن روسيا نشرتهم، ستتبعهم إلى داخل أوكرانيا وتحتل المزيد من الأراضي.
وفي الوقت الذي تتطلع فيه روسيا إلى استعادة كامل كورسك، إلا أنها لا تزال تحتفظ بالكثير من قوتها العسكرية في شرق أوكرانيا، حيث قالت القوات الروسية إنها استولت على بلدة كوراخوف الأوكرانية هذا الأسبوع.
وخلُصت الصحيفة إلى أن التوغل في كورسك في أغسطس/آب الماضي يُمثل التقدم الوحيد الواضح لأوكرانيا في ساحة المعركة في العام الماضي، ويجعله أكثر أهمية بالنسبة لها.
