أصدر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عفوًا عن عدد متزايد من تجار المخدرات المدانين، لديهم سجلات جنائية واسعة تتعلق بالعنف وحيازة الأسلحة، ما اعتبره تقرير لشبكة الإذاعة الأمريكية، "تناقضًا صارخًا" مع تعهدات سابقة له بتشديد العقوبات على تجار الفنتانيل وغيره من المخدرات.
وآخر عفو أصدره ترامب، على التجار المدانين، كان الأسبوع الماضي، ومنحه إلى لاري هوفر البالغ من العمر 74 عامًا، والذي كان يقضي عدة أحكام بالسجن المؤبد في سجن فيدرالي لجرائم مرتبطة بدوره في قيادة عصابة "جانجستر ديسبلز" ومقرها شيكاغو.
ويستحضر تقرير شبكة الإذاعة الأمريكية تصريحات سابقة لترامب، آخرها كان في فبراير الماضي، بعدما شن حملة إعلامية كبيرة ضد عصابات المخدرات المكسيكية والأمريكية، عندما قال خلال اجتماع مع حكام الولايات في فبراير: "أنا مستعد لعقوبة الإعدام إذا تاجرت بالمخدرات"، حيث أشار إلى أن التجار غالبًا ما يُعاملون بـ"صفعة خفيفة".
وقال جيفري سينجر، محلل سياسات المخدرات في معهد كاتو، وهو مركز أبحاث ليبرالي: "هناك الكثير من الرسائل والإشارات المتضاربة من البيت الأبيض، ما يخلق نوعًا من الفوضى وعدم اليقين".
وأضاف "من ناحية، تُهدد بعقوبات أشد على تجار المخدرات، ومن ناحية أخرى تُطلق سراح تجار المخدرات من السجون".
أما رون سافير، المدعي العام الأمريكي السابق في شيكاغو الذي ساعد على مقاضاة أعضاء عصابة "الجانستر ديسبلز" خلال التسعينيات، فقد عبّر عن شعوره بالصدمة والانزعاج من قرار ترامب بتخفيف عقوبة هوفر.
وأشار إلى أن عصابة هوفر كانت من أكبر وأعنف عصابات المخدرات في الولايات المتحدة، حيث تعمل في 35 ولاية وفقًا لوزارة العدل الأمريكية، وقد أُدين هوفر نفسه بتهم على مستوى الولاية والمستوى الفيدرالي، بما في ذلك القتل واستخدام سلاح ناري في أثناء الاتجار بالمخدرات.
والمستغرب، بحسب تقرير شبكة الإذاعة الأمريكية، أن العفو الذي أصدره ترامب عن هوفر وغيره من مرتكبي جرائم المخدرات نمطًا بدأ خلال ولايته الأولى في البيت الأبيض.
وبينما وعد باتخاذ إجراءات صارمة ضد تجار المخدرات، أصدر ترامب عفوًا أو خفف أحكام ما لا يقل عن ثلاثة عشر شخصًا أدينوا بجرائم مخدرات على المستوى الفيدرالي بين 2017 و2021، بمن فيهم كبار التجار المرتبطين بالعنف أو المدانين بإدارة شبكات تهريب رئيسة.