logo
العالم

إلى أين وصل الصراع بين كييف وموسكو في أفريقيا؟

إلى أين وصل الصراع بين كييف وموسكو في أفريقيا؟
عناصر فاغنر شمالي ماليالمصدر: AP
28 أبريل 2025، 4:57 م

تزعم السلطات الأوكرانية أنها في حالة حرب مع روسيا في جميع بؤر التوتر، خاصة في أفريقيا؛ ما جدد اتهامات موسكو لكييف بالقيام بأنشطة تخريبية في منطقة الساحل، حيث تورطت الأخيرة في دعم المتمردين في شمال مالي.

وتمكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال آخر اجتماع له في موسكو مع رؤساء الدبلوماسية الثلاثة بكونفيدرالية دول الساحل، بتوجيه الأنظار لـ"بعض الجهات الفاعلة خارج منطقتهم" التي ستواصل محاولة زعزعة استقرارها.

وألقى لافروف باللوم بالإضافة للمستعمرين السابقين، على كييف، التي تدعم بشكل علني الجماعات المسلحة في هذا الجزء من أفريقيا.

ويثير انتقال الحرب بالوكالة بين موسكو وكييف من الأراضي الأوكرانية إلى دول أفريقية، تساؤلات حول ملامح تحرك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من الناحية العسكرية والدبلوماسية.

أخبار ذات علاقة

عناصر فاغنر في مالي

بعد مفاوضات مضنية.. روسيا تحسم ملف "فاغنر" في أفريقيا

تبديد الأطروحة الروسية

وأوضح مستشار السياسة الخارجية الأوكراني، إيفان أوس، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "كييف تريد تبديد أطروحة روسيا القائلة بأن الدول الأفريقية تدعم روسيا في الحرب ضد أوكرانيا"، وذلك من خلال تكثيف التقارب الدبلوماسي مع حكومات المنطقة.

وأضاف أوس "بما أن الأزواد لديهم مشاكل مع مجموعة فاغنر، فمن المحتمل جدًا أن المخابرات الأوكرانية تساعدهم".

كما شرح أسباب انخراط أوكرانيا في التوترات بالقارة، قائلًا إن "الحرب مع روسيا، فرضت دعم كل من لديه مشاكل مع موسكو ومجموعة فاغنر".

وبيّن أوس أن "وجود أوكرانيا في أفريقيا والشرق الأوسط، كاستمرار للحرب مع روسيا، يخلق فرصًا لزيلينسكي لتشكيل تحالفات مهمة".

في المقابل، يرى المستشار أن وجود روسيا في سوريا وأفريقيا جعلها لاعبًا عالميًا؛ ما أجبر جميع اللاعبين الدوليين الآخرين على مراعاة مصالحها، غير أن التغييرات التي حدثت في سوريا نهاية العام 2024 قلّلت من نفوذها العالمي، حسب زعمه.

ومنذ الحرب الروسية الأوكرانية في العام 2022، كثفت كييف مساعيها لكسب تأييد دول أفريقيا، من بينها خطة أُعلنت العام الماضي لافتتاح 20 سفارة جديدة في أنحاء القارة، في وقت وسّعت فيه روسيا نفوذها السياسي والاقتصادي في القارة بحثًا عن حلفاء جدد.

وقبل الحرب، كانت أوكرانيا تمتلك سفارات في عشر دول أفريقية، مقابل 43 سفارة روسية.

وردًا على مبادرات روسيا بتقديم حبوب مجانية للدول الأفريقية، كانت أوكرانيا قد قدمت أيضًا مساعدات للصومال ضمن مبادرة "حبوب من أوكرانيا"، وهي مبادرة أطلقها زيلينسكي في العام 2022 لدعم الأمن الغذائي في الدول التي كانت تعتمد سابقًا على الصادرات الزراعية الأوكرانية، والتي تعطلت بسبب الحرب الروسية.

وقبل الحرب، كانت كييف ثاني أكبر مورد للذرة، وثالث أكبر مورد للقمح في أفريقيا؛ ما جعلها ذات أهمية كبيرة في مجال الأمن الغذائي في القارة.

أخبار ذات علاقة

الرئيس زيلينسكي أثناء وصوله إلى جنوب أفريقيا

زيلينسكي في جنوب أفريقيا لإجراء محادثات بشأن جهود السلام

 مستقبل غامض

من جانبه، ينفي رئيس المركز الدولي للتحليل السياسي والتنبؤ الروسي في موسكو، دينيس كوركودينوف، تسبب الوجود الروسي والفيلق الأفريقي في دول القارة في تأزيم الوضع الأمني، مثلما تحاول كييف والتقارير الغربية تسويقه.

وقال كوركودينوف، لـ"إرم نيوز"، إن "بلاده لا تهدف إلى الإضرار بمصالح الجزائر عندما يتعلق الأمر بمالي أو ليبيا أو غيرها من الدول في أفريقيا، بل على العكس، تسعى روسيا إلى ضمان أمن المنطقة من خلال استخدام عامل الوجود العسكري".  

وأفاد بأن مستقبل الوجود العسكري لموسكو في أفريقيا، خاصة بعد انهيار سوريا لايزال غامضًا.

وردًا على تساؤلات حول تزايد الحضور العسكري الروسي في الأراضي الليبية، أكد كوركودينوف أن ذلك الأمر يعتمد على شرطين، الأول توافق القوى السياسية والعسكرية في ليبيا، والثاني موقف الولايات المتحدة من هذا الحضور. 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC