الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
أكدت إليزا مانينغهام بولر، رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني السابق، أن البلاد تعيش "حالة حرب" فعلية مع روسيا، مشيرة بذلك إلى مدى الهجمات الإلكترونية وما سمَّته "أنشطة عدائية" أخرى اتّهمت موسكو بالوقوف خلفها.
يأتي هذا التحذير في الوقت الذي يتزايد فيه القلق بشأن تكتيكات الحرب الهجينة، وهي مزيج من عمليات الحرب السيبرانية والتضليل والعنف المستهدف، في وستمنستر.
كما اتفقت بولر، التي ترأست وكالة التجسس البريطانية قبل عقدين، أنها مع التصريحات التي أدلت بها خبيرة الشؤون الروسية فيونا هيل، التي قالت إن موسكو في حالة حرب مع الغرب.
وكانت هيل حذّرت في وقت سابق من أن المملكة المتحدة في حالة حرب مع روسيا، واصفة الأمر بـ "الورطة الكبيرة"، وأن الوضع الجيوسياسي لبريطانيا عالق بين "صخرة" روسيا بزعميها فلاديمير بوتين و"الموقف الصعب" للولايات المتحدة التي يتزايد "انعدام موثوقيته" في عهد الرئيس دونالد ترامب.
ونقلت صحيفة "الغارديان" عن بولر إنه "منذ بدء الحرب في أوكرانيا والروس ينشطون لجمع المعلومات الاستخباراتية"، مؤكدة بذلك أن البلاد "في حالة حرب مع روسيا من نوع مختلف". وأكدت "وجود العداء والهجمات الإلكترونية والهجمات المادية والعمل الاستخباراتي واسع النطاق".
وألقي القبض مؤخرًا على ستة بلغاريين يعيشون في المملكة المتحدة هذا العام بسبب دورهم في حلقة تجسّس تقوم بعمليات مراقبة "معادية" في جميع أنحاء أوروبا.
كما نقلت "الغارديان" تصريحات لبات ماكفادن، وزير شؤون مجلس الوزراء السابق، الذي أكد فيها أن "روسيا صعّدت هجماتها الإلكترونية على المملكة المتحدة"، مشيرًا إلى أن المتسللين استهدفوا سلسلة من الشركات البريطانية. وبينما قد يستغرق اكتشاف مصدر هذه الهجمات وقتًا، يُشتبه في أن العديد منها قد انطلق من روسيا.
وتأثر العديد من حلفاء المملكة المتحدة في حلف شمال الأطلسي في أوروبا الشرقية بحوادث الطائرات دون طيار الأخيرة، وأبرزها بولندا حيث عبرت 19 طائرة دون طيار روسية غير مسلحة إلى مجالها الجوي هذا الشهر.
وفي الاتجاه ذاته، يحذّر قائد شرطة العاصمة البريطانية دومينيك مورفي، رئيس مكافحة الإرهاب، يوم الأحد، الآباء من أن "الدول الأجنبية بحاجة إلى إيجاد طريقة مختلفة للعمل، ولسوء الحظ فإن استهداف الشباب عبر الإنترنت هو إحدى تلك الطرائق".
ونقلت عنه صحيفة "التايمز" أن "البيئة الإلكترونية هي أكثر ما يثير قلقنا. في العديد من الحالات التي عالجناها، لاحظنا تواصلًا مع شباب، وأحيانًا مراهقين، عبر الإنترنت، أو تواصلًا استباقيًّا مع منظمات عبر الإنترنت"، مبديًا تخوفه من تنامي عملية "تجنيد جواسيس" في البلاد.