الكرملين: بوتين وترامب قد يلتقيان مرة أخرى قريبا
بإعلانه يوم السبت تشكيل حزب سياسي باسم "حزب أمريكا"، يكون الملياردير إيلون ماسك، أوفى بوعده الذي كشف عنه للمرة الأولى في يونيو/ حزيران الماضي، في حال إقرار مشروع القانون "الضخم والجميل" الذي اقترحه الرئيس دونالد ترامب.
وكان ماسك، ولا يزال، من أشد منتقدي مشروع القانون، معتبرًا أنه "سيُلحق ضررًا استراتيجيًّا جسيمًا" بأمريكا، نظرًا لتريليونات الدولارات التي يُتوقع أن يُضيفها إلى ديون البلاد.
واستند الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا، في حماسته لإطلاق الحزب، إلى نتائج استطلاع أجراه في الرابع من يوليو، يوم الاستقلال، سأل فيه متابعيه على منصة إكس التي يملكها، والذين يزيد عددهم على 220 مليونًا، ما إذا كان ينبغي عليه إنشاء حزب سياسي جديد؟، فصوّت أكثر من 65% من أكثر من 1.2 مليون مشارك بـ"نعم".
تسارعت بعد ذلك خطواته "الانفصالية" عن ترامب، إذ تطرّق ماسك إلى استراتيجيته المحتملة "للاستقلال عن نظام الحزبين"، مجادلًا بأنه قد يحاول "التركيز بشكل مكثف على مقعدين أو ثلاثة مقاعد في مجلس الشيوخ، وثماني دوائر إلى عشر في مجلس النواب" لحزبه.
لكن خصمه سارع للتقليل من شأن الفكرة، والحكم المسبق عليها بالفشل، عندما صرّح يوم الأحد بأنه "يحزنه رؤية إيلون ماسك ينحرف تمامًا عن مساره"، ثم قال ترامب: "إنه حتى يريد تأسيس حزب سياسي ثالث، رغم أنهم لم ينجحوا قط في الولايات المتحدة. يبدو أن النظام غير مصمم لهم. الشيء الوحيد الذي تُجيده الأحزاب الثالثة هو خلق اضطراب وفوضى عارمة".
عندما طرح ماسك فكرة إنشاء حزب سياسي جديد وسط تدهور علاقته العلني مع ترامب، قال بعد إجراء استطلاع رأي: "لقد قال الشعب كلمته. هناك حاجة لحزب سياسي جديد في أمريكا لتمثيل 80% من الطبقة المتوسطة". وكان بذلك يقصد أولئك الذين قد لا يشعرون بأن أيًّا من الحزبين الجمهوري والديمقراطي ينظر إليهما أو يمثلهما.
في حين لم يُعلن ماسك بعد عن برنامج سياسي فعلي لحزبه، فقد أعاد نشر بعض منشورات متابعيه على موقع "إكس" حول ماهية البرنامج المُحتمل، وردّ عليها بالإيجاب.
ويُرجّح أن البرنامج المُدرج يُعطي الأولوية لخفض الديون والإنفاق الحكومي الزائد، على غرار ما دعا إليه ماسك خلال فترة وجوده في البيت الأبيض، وفق تقرير لمجلة "التايم".
مع أن ماسك يسعى لبناء حزب ثالث قادر على البقاء والتنافس، إلا أن تحقيق ذلك في الولايات المتحدة يتطلب أكثر من مجرد استطلاع رأي. في الواقع، حاول الكثيرون ذلك من قبل، لكن لم ينجح أي حزب ثالث قط في ظل نظام الحزبين الأمريكي.
سيطر حزبان رئيسان، الديمقراطي والجمهوري، على الساحة السياسية الأمريكية، ولم يتمكن أي حزب ثالث في الآونة الأخيرة من اختراق نظام الحزبين بفاعلية.
سعى أندرو يانغ، المرشح الديمقراطي السابق للانتخابات التمهيدية الرئاسية لعام 2020، إلى تمثيل يتجاوز نظام الحزبين، لكنه لم يحقق نجاحًا يُذكر مع حزبه "فوروارد بارتي".
في يونيو، أعرب يانغ عن حرصه على التعاون مع ماسك، آملًا أن تكون فرص نجاحهما أكبر.
وقال يانغ في مقابلة مع بوليتيكو: "لقد بنى إيلون شركات عالمية المستوى من مجرد فكرة لا أكثر، وفي هذه الحالة، لدينا الغالبية العظمى من الأمريكيين المتعطشين لنهج جديد".
وأضاف: "يسعدني أن أوضح ذلك لإيلون، أو لأي شخص آخر يرغب في السير في هذا الطريق. يمكن لحزب ثالث أن ينجح بسرعة كبيرة".
لكن آلان أبراموفيتز، أستاذ العلوم السياسية بجامعة إيموري، يشير إلى أنه "لطالما انبثقت حركات الأحزاب الثالثة في الولايات المتحدة من مجموعة من المظالم العميقة الجذور"، مبيّنًا أنه "لم يكن الأمر مجرد شخص ثري قرر تأسيس حزب ثالث"، كما تنقل عنه شبكة "سي إن إن".
وبينما يؤكد أبراموفيتز أن الحزبين الديمقراطي والجمهوري، ليسا هما الحزبين الوحيدين، إلا أن التاريخ يُظهر أن مرشحي الأحزاب البديلة يفشلون في تحقيق مكاسب في الانتخابات الرئاسية.
يعتقد الخبير الاستراتيجي الجمهوري، مالك عبدول، أن لدى ماسك الموارد اللازمة لشراء النفوذ، لكنه يفتقر إلى الكاريزما والجاذبية السياسية لقيادة حزب باسم أمريكا.
كما يقول لي غودمان، الرئيس السابق للجنة الانتخابات الفيدرالية،"لا يستطيع ثري ثراءً فاحشًا تمويل حزب سياسي وطني جديد، كما قد يبدأ مشروعًا تجاريًّا، بسبب قيود المساهمات الفيدرالية".
وتنقل عنه شبكة "سي إن إن" قوله إن "احتمال قيام مؤسس ثري بتمويل حزب وطني للمشاركة في الانتخابات الفيدرالية في جميع أنحاء البلاد أمر غير ممكن في ظل النظام التنظيمي الحالي".
ربما يكون ماسك أنفق أكثر من 250 مليون دولار لمساعدة ترامب في الفوز بالانتخابات خلال الدورة الانتخابية الماضية. لكن قواعد مختلفة تنطبق على الأحزاب السياسية، كما صرّح برادلي سميث، الرئيس السابق للجنة الانتخابات الفيدرالية، "يمكنك تمويل لجان العمل السياسي الفائقة كما تشاء. لكن لا يمكنك تمويل حزب سياسي، فهذا جزء غريب من القانون الأمريكي".