أثار الغموض المحيط باتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، موجة من التساؤلات حول قدرة هذا الاتفاق الهش على إنهاء الصراع الذي بدأ بين البلدين قبل 12 يومًا.
وقالت مراجع سياسية غربية إن غياب تفاصيل تنفيذية واضحة، مثل آليات المراقبة أو الضمانات الدولية، يفاقم الشكوك حول استدامة اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى الإعلان عنه بشكل مفاجئ وعقب هجوم إيراني على قاعدة العديد الأمريكية في قطر.
وأوضحت المصادر لـ"إرم نيوز "، أن هشاشة الاتفاق وعدم قابليته للصمود تظهر بوضوح من خلال استمرار النزاع بينهما بشأن أحقية صاحب "الطلقة الأخيرة" التي تسبق انتهاء الصراع بين البلدين.
وفي ظل هكذا وضع عبرت المصادر الغربية عن شكوكها في صمود وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، إلى حين الوصول إلى اتفاق واضح المعالم والآليات بشأن كل النقاط المتنازع عليها بين البلدين.
وفي خطوة تعكس هشاشة الاتفاق بعد مرور أقل من ساعة على دخوله حيز التنفيذ، فقد جرى تبادل الضربات بين البلدين، حيث قامت إيران بشن هجوم صاروخي داخل إسرائيل، قابله تنفيذ الطائرات الإسرائيلية غارات على مواقع إيرانية.
وأشارت المصادر إلى أن عودة تبادل الضربات بين الجانبين يعكس محاولة كل طرف في الصراع على إثبات الهيمنة، إلى جانب انقسامات داخلية في كلا البلدين – بين متشددين يرفضون التنازل في إيران، ويمين متطرف في إسرائيل – يهدد بإشعال فتيل الحرب مجددًا.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشكل مفاجئ أمس عبر منصة "تروث سوشيال"، توصل إسرائيل وإيران إلى اتفاق وقف إطلاق نار "كامل وشامل"، بعد 12 يومًا من التصعيد العسكري غير المسبوق الذي بدأ في 13 يونيو.
وأكد الرئيس الأمريكي دخول الاتفاق بين البلدين حيز التنفيذ عند الساعة 07:00 صباح اليوم 24 يونيو/ حزيران الجاري، وسط استمرار غموض التفاصيل واستمرار التوترات وتبادل الضربات بين البلدين.
وبحسب ما أعلن الرئيس الأمريكي ترامب، يبدأ وقف إطلاق النار بتوقف إيران عن العمليات العسكرية أولًا، تليها إسرائيل بعد 12 ساعة، ويستمر لمدة 12 ساعة، على أن تُعد الحرب منتهية رسميًا بعد 24 ساعة.
وكانت هيئة الإذاعة الإيرانية أعلنت عن موافقة طهران على الاتفاق، مشيرة إلى أن إسرائيل "أُجبرت" على القبول، وبالمقابل أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موافقته، مؤكدًا تحقيق إسرائيل أهدافها بـ"إزالة التهديد النووي الإيراني".
وكشفت مصادر أمريكية أن الاتفاق تم بوساطة قطرية، وبدعم من عُمان، إضافة إلى اتصالات أجراها نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو مع إيران.