أطلقت المملكة المتحدة أكبر حملة تسلح منذ الحرب الباردة على حساب تخفيض ميزانية التنمية؛ ما يضع نهاية لعصر بريطانيا باعتبارها "قوة عظمى في مجال المساعدات"، وفقًا لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية.
وأفاد رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، يوم الثلاثاء بأن بريطانيا تواجه "عالمًا حيث تغير كل شيء".
وبحسب الصحيفة، وقبيل محادثات مهمة مرتقبة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن الخميس، قال ستارمر للبرلمان إنه سيتم تمويل أكبر ميزانية عسكرية منذ الحرب الباردة عبر خفض المساعدات المخصصة للتنمية خارج البلاد من 0.5% من الناتج المحلي الإجمالي إلى 0.3%.
وتعهّد رئيس الوزراء البريطاني بزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول العام 2027.
ومع هدف زيادته إلى نسبة 3%، قال للنواب إنَّه ستكون هناك بعض "الخيارات الصعبة" لكنها ستكون "أكبر زيادة مستدامة في الإنفاق الدفاعي منذ نهاية الحرب الباردة".
وأشار إلى أن الحكومة "ستحدد طموحات واضحة لزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي في البرلمان المقبل".
وأفاد بأن "طبيعة العمل الحربي تغيّرت بشكل كبير، وذلك واضح من ميدان المعركة في أوكرانيا ولذا يتعين علينا تحديث وإصلاح إمكانياتنا بينما نقوم بالاستثمار".
وأضاف أن "هذا الاستثمار يعني أن المملكة المتحدة ستعزز موقعها كجهة قيادية في الناتو وفي الدفاع الجماعي عن أوروبا، ويتعين على الجميع الإشادة بهذا الدور".
وقال مالكولم تشالمرز، نائب المدير العام في معهد رويال يونايتد للخدمات، إن "الالتزام المزدوج برفع الإنفاق العسكري إلى 2.5% بحلول عام 2027 و 3% بحلول عام 2034، سيكون النمو الأكثر استدامة منذ العام 1945، وسوف يمكن وزارة الدفاع البريطانية من القدرة على وضع الخطط والالتزامات طويلة الأجل".
وأضاف تشالمرز: "الآن ستكون الأنظار موجهة إلى ألمانيا وفرنسا لمعرفة ما إذا كان بإمكانهما أيضًا الارتقاء إلى هذا التحدي المشترك المتمثل في تولي المسؤولية عن الدفاع عن قارة أوروبا".
وأشارت الصحيفة إلى أنه تم الترحيب بخطوة ستارمر من قبل الشخصيات العليا في الدوائر العسكرية والدفاعية، التي قالت إنها رغم تأخرها، لكنها ستمنح المزيد من المناورة لجورج روبرتسون، الأمين العام السابق لحلف الناتو الذي يقود مراجعة الدفاع الاستراتيجي والأمني لرئيس الوزراء.
وقال بيتر ريكيتس، مستشار الأمن القومي السابق، "إن زيادة الإنفاق لا غنى عنها إذا كان ستارمر سيقود، مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الاستجابة الأوروبية للرئيس ترامب واضطراب الأمن الأوروبي الذي أنتجه".
وأضاف ريكيتس أن الأولوية الأكثر أهمية الآن هي إعادة الاستثمار في الجيش البريطاني، الذي تم إعداده آخر مرة للنشر في العراق وأفغانستان، ليُصبح موثوقًا بالاستخدام في أوروبا.
وعلى الجانب الآخر، أثارت خطوة ستارمر بتخفيض مخصصات المساعدات الإنسانية غضب الناشطين واعتبروها مروعة وقصيرة النظر، وسيكون لها عواقب مدمرة على ملايين المهمشين في جميع أنحاء العالم، كما قد تضر بمصالح الأمن القومي للمملكة المتحدة.