كثّفت روسيا هجماتها البعيدة المدى بالمسيرات والصواريخ على أوكرانيا في سبتمبر/أيلول، بحسب تحليل أجرته وكالة فرانس برس ونُشر الأربعاء، وذلك وسط تعثّر مفاوضات السلام واستمرار الانتهاكات الروسية للمجال الجوي الأوروبي.
وبحسب التحليل المستند إلى التقارير اليومية الصادرة عن سلاح الجو الأوكراني، أطلقت روسيا 5638 مسيّرة بعيدة المدى و185 صاروخًا على أوكرانيا في هجمات ليلية خلال سبتمبر/أيلول، مسجلة زيادة بنسبة 38% مقارنة بشهر أغسطس/آب.
وكانت الضربات الروسية قد تراجعت بمعدل الثلث في أغسطس/آب مقارنة بالشهر السابق، وسط تكثيف الجهود الدبلوماسية سعيًا لوضع حد للحرب المستمرة منذ فبراير/شباط 2022.
واستقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره الروسي فلاديمير بوتين منتصف أغسطس/آب في ألاسكا على أمل إجراء حوار مثمر، إلا أن اللقاء لم يسفر عن أي تقدم ملموس.
وأعلنت روسيا في سبتمبر/أيلول أن محادثات السلام مع أوكرانيا "متوقفة"، فيما اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بالسعي إلى "احتلال أوكرانيا بالكامل".
كما أطلقت روسيا في ليلة السادس إلى السابع من سبتمبر/أيلول عددًا قياسيًا من المسيرات في هجوم ليلي واحد، استهدف مقر الحكومة الأوكرانية في وسط كييف لأول مرة منذ اندلاع الحرب.
وأعلن سلاح الجو الأوكراني عن إسقاط أو اعتراض 87% من المسيرات الروسية و68% من الصواريخ خلال الهجمات الليلية في سبتمبر/أيلول.
وفي مواجهة هذه الهجمات، تستخدم أوكرانيا طائرات حربية ومروحيات ووحدات دفاع جوي متنقلة، وأجهزة للتشويش الإلكتروني، إضافة إلى أدوات جديدة مثل المسيرات الاعتراضية.
ويستند هذا التحليل إلى البيانات الصباحية الصادرة يوميًا عن سلاح الجو الأوكراني حول عدد المسيرات والصواريخ الروسية التي تُرصد كل ليلة.
وبموازاة ذلك، بدأت كييف البحث مع دول حلف شمال الأطلسي لتقاسم خبراتها في إسقاط المسيرات الروسية، بعد سلسلة من الخروق للمجالات الجوية لدول حليفة نسبت إلى روسيا، فيما تنفي موسكو مسؤوليتها.
وشنت روسيا هجمات على أوكرانيا كل ليلة منذ العاشر من مايو/أيار الماضي، عقب انتهاء "هدنة" استمرت ثلاثة أيام أعلنها بوتين، بالتزامن مع عرض عسكري ضخم في الساحة الحمراء بموسكو بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثمانين للانتصار على ألمانيا النازية.
وقد تسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في مقتل عشرات، وربما مئات الآلاف، من الطرفين، كما أجبر ملايين الأوكرانيين على اللجوء إلى الخارج، وألحق أضرارًا جسيمة بالبلاد.