logo
العالم

"دبلوماسية الغموض".. كيف يكسب بوتين الوقت والأرض في حرب أوكرانيا؟

زيلينسكي وبوتين، وخلفهما خارطة لمنطقة دونباسالمصدر: موقع "توت لوروب"

يستخدم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، استراتيجية "دبلوماسية الغموض" لتعزيز موقفه في الحرب الأوكرانية، مستفيداً من التذبذب بين التصعيد العسكري والإيحاء بالحوار، كما يرى تقرير لصحيفة "لوموند" الفرنسية. 

وتضيف الصحيفة أن "استراتيجية الغموض"، التي تجمع بين الهجمات العسكرية والمناورات الدبلوماسية، تتيح لزعيم الكرملين كسب الوقت والأرض، مع زرع القلق في أوروبا.

واستذكرت "لوموند" كيف أثار بوتين تكهنات حول وقف إطلاق النار في أوكرانيا، خلال لقائه، في 15 أغسطس/ الماضي، الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في أنكوريج، ألاسكا، ثمّ بعد ثلاثة أسابيع، تصاعدت الهجمات الروسية، بل أصاب صاروخ مصنعاً أمريكياً قرب موكاتشيفو بعد أسبوع واحد من القمة، مما ألحق أضرارًا بمبانٍ دبلوماسية أوروبية.

 ورغم ذلك، أكد الكرملين استمرار "اهتمامه بالمفاوضات"، مع التشديد على مواصلة الضربات لتحقيق أهدافه "سياسياً ودبلوماسياً"، ففي 3 سبتمبر، شارك بوتين في عرض عسكري ببكين إلى جانب الرئيس الصيني شي جين بينغ، محذّراً من أن أي قوات غربية في أوكرانيا ستكون "هدفاً مشروعاً". 

أخبار ذات علاقة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

بوتين يختبر صبر الغرب.. من يكسب "سباق ساعات الرمل" في أوكرانيا؟

 وأكمل بوتين جولته الآسيوية في فلاديفوستوك، معزّزاً صورته كزعيم عالمي متجاوزاً محاولات الغرب عزله، ليثير "الغموض الدبلوماسي" مخاوف أوروبية، خاصة في دول البلطيق، حيث تستعد ليتوانيا لتدريبات إخلاء احترازية، خشية تكرار سيناريوهات جورجيا 2008 وأوكرانيا 2022.

القوة والحوار

كما ترى الصحيفة الفرنسية، أنه منذ بدء الحرب في أوكرانيا، يجمع بوتين نهجاً يوازن بين استعراض القوة والتلميح بالحوار، فقبل الصراع، كان يتفاوض ظاهرياً مع الغرب، لكنه أطلق هجوماً واسعاً بعد خطاب أنكر فيه شرعية أوكرانيا الحديثة، معلناً استقلال منطقتي دونيتسك ولوغانسك. 

وبعد ثلاث سنوات ونصف السنة، يواصل بوتين هذا التكتيك، مستغلاً الخلافات الغربية ومتمسكاً بمطالب ضم دونباس وسيطرة سياسية على أوكرانيا، مع الإيحاء بقبول "تجميد" الجبهة مقابل ضمانات أمنية تخضع لإشرافه.

ويقول دبلوماسي أوروبي: "بوتين يستخدم أوكرانيا كأداة جيوسياسية لإعادة تنظيم الأمن الأوروبي وابتزاز الغرب". نفسياً، يرى زعيم الكرملين أوكرانيا جزءاً لا يتجزأ من روسيا، وفقدانها سيسبب "جرحاً عميقاً" لبلاده.

كما تقوم استراتيجية بوتين، بحسب الصحيفة الفرنسية، على استغلال التاريخ والدعاية، إذ يروج الكرملين لفكرة أن كييف روس هي مهد روسيا، بينما يبرر المسؤولون الروس، مثل نيكولاي باتروشيف، طموحات توسّعية. 

ويعزز وزير الخارجية، سيرغي لافروف، هذا النهج بتكرار الحجج السوفيتية، مركّزاً على رفض توسع الناتو واعتبار أوكرانيا غير شرعية منذ "انقلاب 2014".

وتابعت الصحيفة الفرنسية أنه "رغم توقيع اتفاقيات مثل بودابست 1994 ومينسك 2015، تتجاهل روسيا التزاماتها، معتبرة السلطات الأوكرانية "غير شرعية"، وهذا النهج يعكس استراتيجية سوفيتية قديمة، المطالبة بأقصى الشروط، استغلال الانقسامات، والتلويح بالتهديدات". 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC