logo
العالم العربي

التدخل "المباشر" بالحرب الروسية الأوكرانية.. هل يفعلها الاتحاد الأوروبي؟

التدخل "المباشر" بالحرب الروسية الأوكرانية.. هل يفعلها الاتحاد الأوروبي؟
علم الاتحاد الأوروبي على ذراع جندي مع العلم الأوكرانيالمصدر: martenscentre
04 سبتمبر 2025، 4:14 م

 

تتزايد التكهنات على الساحة الأوروبية والدولية حول مستقبل انخراط الاتحاد الأوروبي في الحرب الأوكرانية الروسية، بعد تصريحات رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، التي لم تستبعد إمكانية خطة أوروبية مشتركة لإرسال قوات عسكرية إلى أوكرانيا إذا ما تفاقمت الأوضاع الأمنية.

ويأتي ذلك في ظل تحول نوعي في طبيعة الدعم الأوروبي لكييف، حيث أصبحت أوروبا، بحسب تقرير لصحيفة "لوموند" الفرنسية، الممول الرئيس للجيش الأوكراني، متقدمة على الولايات المتحدة، ما يعكس انتقال ثقل الدعم الغربي من الجانب الأمريكي إلى الأوروبي.

وبحسب معهد كيل الألماني، قدمت أوروبا منذ يونيو 2025 مساعدات عسكرية ضخمة لأوكرانيا بلغت 95 مليار دولار، مقارنة بـ75 مليار دولار من واشنطن. ويعكس هذا التحول تراجع حماسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتقديم مساعدات مجانية، واعتماده على اتفاق مع حلفاء الناتو لشراء الأوروبيين أسلحة أمريكية لصالح أوكرانيا.

وفي هذا الإطار، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية نهاية أغسطس/ آب عن صفقة لتوريد 3,350 صاروخ كروز بعيد المدى من طراز ERAM بقيمة 825 مليون دولار، بتمويل مشترك من الدنمارك وهولندا والنرويج، إلى جانب مساهمة أمريكية محدودة.

تصعيد عسكري خطير

وقالت الصحيفة الفرنسية إن إمكانية نشر قوات أوروبية ليست مستبعدة من الناحية النظرية، خصوصًا مع الضغوط المستمرة من كييف لزيادة الدعم المباشر، ومع تصاعد التوتر بين روسيا والغرب. لكن هذه الخطوة ستكون محفوفة بالمخاطر، لأنها ستُفسر من جانب موسكو كإعلان مواجهة مباشرة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا.

بدوره، يرى الباحث السياسي الفرنسي إيتيان دو دوران، في حديث لـ"إرم نيوز" أن أي تدخل عسكري مباشر من قبل أوروبا في أوكرانيا قد يؤدي إلى تصعيد عسكري خطير.

وأوضح دو دوران أن إرسال قوات أوروبية سيعتبر تجاوزًا للخط الأحمر بالنسبة لموسكو، ما قد يدفعها للرد بأساليب عسكرية أشد عنفًا ضد المصالح الأوروبية، أو حتى اللجوء إلى خيارات غير تقليدية، بما في ذلك استخدام الأسلحة النووية التكتيكية.

أخبار ذات علاقة

الرئيسان الصيني والروسي خلال قمة شنغهاي

أوكرانيا خارج الطاولة.. ماذا وراء صمت قمة شنغهاي عن أكبر صراع أوروبي؟

وأوضح دو دوران أنه من بين التداعيات أيضاً الانقسام داخل الاتحاد الأوروبي موضحا أن الدول الشرقية (بولندا، دول البلطيق) قد ترحب بخطوة كهذه، بينما ستعارضها دول مثل ألمانيا والمجر وإيطاليا التي تخشى من جر القارة إلى مواجهة مباشرة مع روسيا.

ووفقا للباحث السياسي الفرنسي فإن هناك احتمالية تغيير قواعد اللعبة في أوكرانيا، مشيراً إلى أن وجود قوات أوروبية، حتى لو اقتصرت على مهام لوجستية أو مراقبة، سيمنح كييف دفعة معنوية واستراتيجية، لكنه سيحوّل الصراع من حرب إقليمية إلى مواجهة أوروبية-روسية شاملة.

ورأى دو دوران أن هناك ارتدادات اقتصادية وأمنية على أوروبا، وأن تصعيد الحرب سيزيد من الضغوط على الاقتصاد الأوروبي، وسيرفع مستويات التهديدات الأمنية، خاصة في مجالات الطاقة والأمن السيبراني والإرهاب.

أخبار ذات علاقة

من اجتماع تحالف الراغبين في باريس

ألمانيا ترفض المشاركة بأي مهمة عسكرية محتملة في أوكرانيا

وأشار دو دوران إلى أن ما يزيد التعقيد هو الفتور الأمريكي في عهد ترامب تجاه أوكرانيا، ما يترك فراغًا تحاول أوروبا ملأه. 

هذا التحول يضع الاتحاد الأوروبي أمام معضلة، إما الاستمرار في تمويل وتسليح كييف دون تدخل مباشر، أو التحول إلى لاعب عسكري على الأرض، مع ما يحمله ذلك من تداعيات استراتيجية خطيرة، وفق الباحث.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC