وصفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الحياة في إيران، بعد الضربات الأمريكية والإسرائيلية، بأنّها أخذت منحًى خطيرًا يقود إلى "مزيد من الإعدامات والاعتقالات".
وقالت الصحيفة إنّ "قوات الأمن الإيراني خرجت على الفور من مخابئها لإقامة نقاط تفتيش ومطاردة الجواسيس؛ علاوة على أنّها طلبت من السكان مراقبة جيرانهم بحثًا عن عملاء الموساد".
وأضافت الصحيفة أنّ "نقاط التفتيش انتشرت في جميع أنحاء طهران، حيث تسعى السلطات إلى إعادة فرض سيطرتها، وملاحقة من تشتبه في أنهم ساعدوا إسرائيل في هجماتها على الدفاعات الجوية، والمواقع النووية، وكبار الضباط، وعلماء الذرّة، في حرب جوية استمرّت 12 يومًا، وكشفت عن عجز الدولة عن الدفاع عن نفسها".
ومع تصاعد رائحة المتفجرات شديدة الانفجار في أجواء العاصمة، اعتقلت الشرطة وضبّاط المخابرات مئات الأشخاص، ويحتجزون المزيد كلّ يوم.
وبينما تجوب دوريات الشرطة شبه العسكرية المسلحة الشوارع، يُوقَف الناس وتُفَتَّش سياراتهم وهواتفهم وأجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم.
وقالت نرجس محمدي، الناشطة الإيرانية في مجال حقوق الإنسان، الحائزة على جائزة نوبل، وإحدى أبرز شخصيات المعارضة في البلاد، إنّ "وضع الشعب الإيراني اليوم أكثر خطورة ممّا كان عليه قبل الحرب".
وأضافت محمدي أنّ "النظام في إيران سيبذل قصارى جهده لتعزيز سلطته، وهو يمارس القمع".
ووفقًا لمنظمة العفو الدولية، اعتُقل أكثر من ألف شخص خلال الأسبوعين الماضيين، بزعم مساعدتهم لإسرائيل.
من جانبها، أعلنت الحكومة الإيرانية عن إعدام ستة رجال على الأقل، متهمين بالعمل مع الموساد، على عجل.
وفي حين أفادت وسائل الإعلام الإيرانية الخاضعة لسيطرة الدولة باعتقالات جديدة ومصادرة أسلحة يوميًا، أعلنت السلطات يوم الثلاثاء أنّها رفعت 24 دعوى قضائية ضد جواسيس إسرائيليين مزعومين في همدان، وهي مدينة إيرانية غربية تضرّرت قاعدتها الجوية بشدة في اليوم الأول من الغارات.
وذكر تقرير إعلامي أنّ المشتبه بهم "كانوا يرسلون معلومات وصورًا ومقاطع فيديو إلى العدو".
وأشارت الصحيفة إلى أنّ "الغارات الجوية الإسرائيلية والأمريكية كانت أوّل مرة تتعرّض فيها إيران لهجوم خارجي متواصل على أراضيها منذ حربها التي استمرّت 8 سنوات مع العراق في ثمانينيات القرن الماضي؛ حيث برزت العاصمة طهران كساحة حرب رئيسية، ووجد الحرس الثوري نفسه في مرمى النيران".
ولفتت إلى أنّ "الهجمات أظهرت مدى تغلغل جهاز المخابرات الإسرائيلي، الموساد، في إيران؛ إذ تسلّلوا بطائرات مسيّرة متفجّرة وذخائر أخرى، استخدمتها فرق من العملاء لاحقًا لتدمير الدفاعات الجوية وقتل أهداف بارزة، إلى داخل إيران".
وخلُصت الصحيفة إلى أنّ "القمع الداخلي يُفاقم الشعور السائد بالقلق الناجم عن الحرب؛ ويبدو أنّ النظام يُثبت مجددًا أنّه لم يُبنَ من أجل الشعبية، بل من أجل البقاء".
وفي حين أنّ النظام الإيراني مبنيّ على تحمّل الصدمات؛ وبينما لم ينهَر، فإنّه قادر على التكيّف؛ حيث تتدخّل كوادر الحرس الثوري الإيراني، والفصائل شبه العسكرية الشابة؛ وكثير منهم أكثر تشدّدًا من الذين قُتلوا.