logo
العالم

"ناغورنو قرة باغ".. تحول في الموقف الروسي وتغيرات في الخريطة السياسية

"ناغورنو قرة باغ".. تحول في الموقف الروسي وتغيرات في الخريطة السياسية
20 سبتمبر 2023، 10:09 ص

أثار التوتر الأخير في إقليم ناغورنو قرة باغ المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان تساؤلات حول ما وصفه مراقبون بـ "التحول" في الموقف الروسي، فيما يتحدث محللون عن محاولات لإحداث تغييرات في الخريطة السياسية للمنطقة وعلاقتها مع الغرب.

ومنذ بداية الصراع بين البلدين كانت روسيا تأخذ دور الوسيط وتميل بشكل واضح إلى صف أرمينيا، إلا أنه مع تجدد النزاع مؤخرًا بعد انطلاق عملية عسكرية أذرية تقول سلطات باكو إنها لمكافحة الإرهاب في الإقليم، بدا الموقف الروسي مغايرًا ويميل لطرف أذربيجان على عكس المواقف السابقة .

أرمينيا تريد الابتعاد عن روسيا، وهذا ما يزعج موسكو
الباحث في الشؤون الروسية ميخائيل نوفيكوف

رسالة لأرمينيا وغيرها

الباحث في الشؤون الروسية ميخائيل نوفيكوف يرى في حديث لـ "إرم نيوز" أن "الموقف الروسي رغم الدعوات لضبط النفس يبدو أنه قد تغير، وهذا الأمر على الأرجح جاء بعد مواقف اتخذتها يريفان، على رأسها تصديق البلاد على نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، بالإضافة إلى تواصلها الذي يزداد مع أوكرانيا، وأخطر ما في الأمر المناورات الأرمينية المشتركة مع الولايات المتحدة.. كل هذه الخطوات التي خطتها أرمينيا تدل على أنها تريد الابتعاد عن روسيا، وهو ما يزعج موسكو".

وتابع نوفيكوف: "أعتقد أن الموقف الروسي رسالة واضحة لأرمينيا ولغيرها من الدول القريبة من الحدود الروسية، بأن أي محاولة لتغيير الخريطة السياسية وخريطة المواقف المؤيدة لموسكو تعني أن هناك رد فعل روسيًّا قادرًا على إزعاج عواصم تلك الدول".


af01a65c-03fc-4cd0-bd91-835bfea4b408

وكانت المتحدثة باسم الخارجة الروسية ماريا زاخارفا قد أجابت بوضوح يوم الثلاثاء، حين تم سؤالها عن موقف موسكو من تصرفات يريفان تزامنًا مع تجدد الصراع في قرة باغ.

وقالت: "مثل هذه الخطوات من سلطات يريفان الرسمية تخلق ظروفًا مواتية لتنفيذ واشنطن وبروكسل سياساتهما العدائية تجاه روسيا.. موسكو تأمل أن تعي السلطات الأرمينية خطورة المغامرات الجديدة التي يدبرها الغرب وتأمل أن تتخذ أرمينيا القرارات الصائبة".


d675658c-2b8b-4c20-add2-d9e49bef2b0d

دور الوساطة

تطرقت موسكو في سلسلة تعليقاتها عن العملية الأذربيجانية بأنها تأمل أن يكون الحل سياسيًّا دبلوماسيًّا، إلا أن أي دور وساطة قد تقوم به روسيا هذه المرة قد يكون مختلفًا.

وفي هذا الصدد يقول الخبير في الشؤون الدبلوماسية الروسية أليكسي تومنيوف في تصريح لـ"إرم نيوز": "قد تلعب روسيا مرة أخرى دور الوسيط بين البلدين، وتستطيع موسكو إسكات صوت المدافع في قرة باغ".

وتابع: "لكن الشروط قد تكون مختلفة، فهي ستكون مائلة لأذربيجان هذه المرة، وقد تعي يريفان بعد إتمام المفاوضات ووقف إطلاق النار أن الدور الروسي لم ينتهِ بعد في المنطقة، وأن التوجه غربًا له فاتورة كبيرة ستدفعها أرمينيا هذه المرة لكي تفكر أكثر في المرات القادمة بأي خطوة تريد أن تخطوها ضد مصالح روسيا ".

وأضاف الخبير الروسي: "ربما بعد أن يتم هذا (وقف إطلاق النار بوساطة روسية)، ستسعى أرمينيا لفتح صفحة جديدة مع روسيا، وعودتها إلى موقعها الطبيعي وفق الخريطة الروسية التي رسمتها موسكو لدول المنطقة".

سيناريو آخر

في الأفق هناك سيناريو آخر بعيد كل البعد عن روسيا، وهو أن يدخل الغرب في وساطة بين أذربيجان وأرمينيا، وهو ما تخشاه موسكو بحسب مراقبين.

وربما تريد كل من باكو ويريفان فعليًّا أن يكون الحل غربيًّا وأن يكون لهذا الحل امتداد يشمل تحسين العلاقات بين الدولتين الواقعتين في الشرق، من جهة، والغرب من جهة أخرى، الذي لطالما لوح بإغراءات تجذب قاطني الشرق له.

وفي حال تم هذا السيناريو بحسب هذه الآراء، فقد تتصرف روسيا بشكل مغاير في تغذية بعض الصراعات في المنطقة التي بدأت أولى جولاتها في إقليم قرة باغ.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC