رئيس الموساد يعتبر أن على إسرائيل "ضمان" عدم استئناف إيران لبرنامجها النووي

logo
العالم

"لوموند": القيادة الحاكمة في مالي تواجه "أزمة وجودية" غير مسبوقة

الجيش في ماليالمصدر: رويترز

في ظل تباطؤ اقتصادي حادٍ، وهجمات يومية على قوافل الوقود، وفقدان السيطرة على أجزاء واسعة من الأراضي، تواجه القيادة الحاكمة في مالي أزمة وجودية غير مسبوقة. 

ووفق تقرير لصحيفة "لوموند" الفرنسية، فإن العاصمة باماكو وعدة مناطق أخرى تتعرض تدريجياً للاختناق بسبب حصار يفرضه تنظيم "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين"، التابع للقاعدة. 

أخبار ذات علاقة

محطة وقود في باماكو

"تأثير الدومينو".. حصار المتشددين يشل جميع القطاعات في مالي (فيديو)

ويستهدف هذا الحصار واردات الوقود، ما يشل الاقتصاد في هذا البلد الصحراوي المحاصر جغرافياً، فمنذ أسابيع، يفرض التنظيم المتشدد حظراً على نقل الوقود حتى حدود باماكو، ما أدى إلى إغلاق المدارس من قبل الدولة، وتعطيل الحصاد الزراعي في مناطق متعددة، وتقييد الوصول إلى الكهرباء. 

وترى "لوموند" أن الأمور تبدو "خارجة تماماً" عن سيطرة العسكريين الذين استولوا على السلطة عبر انقلابين في 2020 و2021،  مع فشلهم بوعودهم المتكررة بوقفغ زحف تمدد تنظيم "نصرة الإسلام والمسلمين" إلى العاصمة، مع خروج كمل الأرياف عن سيطرة الجيش.

وتحيل الصحيفة الفرنسية هذا التداعي المتسارع، بعد عنف مستمر منذ 10 سنوات، إلى قطع القادة العسكريين في مالي لعلاقاتهم مع الحلفاء الغربيين السابقين، بما في ذلك فرنسا، واستعانوا بجماعة فاغنر الروسية في محاربة "القاعدة".

ووفق باكاري سامبي من معهد تمبكتو في داكار، فإن "الدولة المالية لم تعد تسيطر على شيء" في أراضيها، وتركز قواتها حول باماكو لحماية النظام فقط، معتبراً أن هذا سيؤدي إلى تآكل الدعم الشعبي الأولي للجنتة، التي فشلت في الوفاء بوعودها الأمنية.

 ردًا على التدهور، أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا، الأسبوع الماضي، سحب موظفيها غير الأساسيين، ودعت سفارات عدة رعاياها إلى مغادرة البلاد.

هل يمكن أن تسقط باماكو؟ 

يرى المراقبون أن هذا غير محتمل حالياً، إذ تفتقر جماعة نصرة الإسلام والمسلمين إلى القدرات العسكرية أو الإدارية للسيطرة عليها. كما يعتقد تشارلي ويرب من شركة ألديباران للاستشارات الأمنية أن التنظيم المرتبط بالقاعدة ليس لديه القدرة أو النية لاحتلال باماكو، لكن التهديد الذي يشكله على المدينة "غير مسبوق". 

وتنقل الصحيفة الفرنسية عن مصدر دبلوماسي أفريقي في باماكو، أن الإرهابيين قد يلجأون إلى "عمليات مضايقة" أولية، لكنهم غير قادرين على السيطرة وحدهم.

وتعد جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" أكبر تهديد جهادي في الساحل بحسب الأمم المتحدة، إذ تسعى لتطبيق الشريعة وتحاول إضعاف الدول الصحراوية ليصبح بديلاً أكثر مصداقية. 

وتحكم الجماعة قرى، بشكل غير مباشر، عبر اتفاقات محلية، وتروج لنفسها كحامي السكان. امتد نفوذها، مؤخراً، على مساحات واسعة غير محددة بدقة، ويتمويل من الضرائب والفدى.

ويبدو الهدف الإستراتيجي من الحصار هو "إسقاط النظام"، كما يؤكد مصدر أمني أوروبي أن الجماعة تريد إسقاط الجنتة (حكومة مالي) وفرض حكومة يمكن التفاوض معها لتنفيذ أجندتها. 

يقول مسؤول محلي مجهول إن الحكومة تسعى إلى"هدنة" في الحصار، كما قد يشير تعيين الجنرال توماني كوني قائداً للأركان قبل أسبوعين إلى ذلك، إذ سبق له التفاوض مع المتطرفين. لكن بابا أدو، باحث في جامعة فلوريدا، يحذّر من أن الحوار يقوض رواية الجنتة في مكافحة الإرهاب.

أخبار ذات علاقة

طابور للحصول على البنزين في محطة وقود بباماكو

بعد دعوات غربية لرعاياها بالمغادرة.. ماذا يحدث في مالي؟ (فيديو)

وإذا انهارت مالي، فإن العواقب ستكون كارثية على المنطقة، إذ يخشى تيني "انهيار الدولة" الذي يهدد دولاً مجاورة مثل بوركينا فاسو والنيجر، اللتين تحكمهما جنتات مشابهة، بحسب مركز صوفان للأبحاث. 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC