ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء

logo
العالم

كيف يمكن للتوترات الأمريكية-الفنزويلية أن تهز أسواق النفط؟

إنتاج النفط في فنزويلاالمصدر: شاترستوك

تتصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا في ظل حشد القوات الأمريكية بالقرب من السواحل الفنزويلية، ما يثير المخاوف بشأن احتمالية تحول العمليات المعلنة لمكافحة شحنات المخدرات إلى صدامات عسكرية أوسع قد تشمل حقول النفط الحيوية في البلاد.

وتركز الأسواق والمحللون على استقرار تدفقات النفط الخام الثقيل والحامض وزيت الوقود الفنزويلي، إذ تعد فنزويلا عضوًا رئيسيًّا في أوبك وأحد أكبر منتجي النفط في أمريكا الجنوبية، بحسب موقع "إنرجي إنتليجينس".

في 2025، شحنت فنزويلا حوالي 900 ألف برميل يوميًا من النفط الخام الثقيل والحامض وزيت الوقود، وفق بيانات تتبع السفن من شركة كبلر، مع 742 ألف برميل يوميًّا من الخام الثقيل والحامض و150 ألف برميل من زيت الوقود.

أخبار ذات علاقة

قاذفة بي 52 بصحبة مقاتلات أمريكية

حلقت فوق ساحل فنزويلا.. قاذفات B-52 الأمريكية تقرع طبول الحرب

وتمثل هذه الكميات جزءًا من الإمدادات العالمية، ويشير المحللون إلى أن السوق يمتلك القدرة على التعامل مع أي اضطراب محتمل. ومع ذلك، فإن مجرد التهديد بانقطاع الإنتاج يكفي لدعم أسعار النفط، ولا سيما الخام الثقيل مقارنة بالخامات الخفيفة الأكثر تداولًا.

كما لم يُعلن الوجود العسكري الأمريكي المتزايد عن أهدافه الرسمية بالكامل، إلا أن التقديرات تشير إلى أن التركيز يتجاوز مكافحة المخدرات إلى احتمالية الضغط على النظام الفنزويلي وربما محاولة الإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو. 

مع ذلك، يشير بنك سيتي جروب إلى أن خطر توقف الإنتاج النفطي لا يزال ضئيلاً نسبيًّا، كون الإجراءات الأمريكية حاليًّا تركز على المخدرات والهجرة أو تغييرات محدودة في النظام السياسي، وليس السيطرة على النفط بشكل مباشر.

تاريخيًّا، يعكس الوضع النفطي الفنزويلي آثار سوء الإدارة الاقتصادية والعقوبات والإهمال المتكرر للبنية التحتية؛ فقد انخفض إنتاج النفط من نحو 3 ملايين برميل يوميًا في 2006 إلى أقل من مليوني برميل يوميًّا في 2016، ثم إلى حوالي 950 ألف برميل يوميًّا حاليًّا. 

ويعود هذا الانخفاض جزئيًّا إلى هجرة الكوادر الفنية والخبراء في قطاع الطاقة وتراجع الاستثمارات اللازمة لصيانة المنشآت.

أخبار ذات علاقة

سفينة حربية أمريكية قبالة سواحل فنزويلا

صواريخ روسية إلى مادورو.. هل يبدأ الصراع العالمي من فنزويلا؟

في السيناريو المتفائل، فإن رفع العقوبات أو تغيير القيادة قد يسمح لفنزويلا بزيادة إنتاجها إلى نحو مليوني برميل يوميًّا خلال 18 شهرًا، وهو ما يعيد البلاد تدريجيًّا إلى مراكز النفوذ في أسواق النفط العالمية. 

ويبدو أن التحديات البنيوية واللوجستية ستبقى قائمة، ما يجعل أي تعافي تدريجيًّا ومعتمدًا على جهود إصلاحية واستثمارات كبيرة في البنية التحتية.

تضع الضغوط العسكرية الأمريكية بالقرب من السواحل الفنزويلية الأسواق العالمية تحت المراقبة الدقيقة، حيث يمكن للتهديدات الأمنية والسياسية أن تؤثر على أسعار الخام الثقيل وتوازن الإمدادات، في حين أن أي تغيير جذري في النظام أو رفع العقوبات قد يفتح المجال لفنزويلا لاستعادة جزء من دورها في السوق النفطي العالمي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC