logo
العالم

توتر في "عاصمة الذهب".. هل تتجه تشاد إلى الحل العسكري؟

جانب من دوريات لكتيبة تابعة لـ"الجيش الوطني" الليبي في جب...المصدر: الجيش الوطني الليبي

نفت مصادر سياسية تشادية خاصة، في تصريح لـ"إرم نيوز"، صحة الشائعات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن التحضير لهجوم عسكري وشيك على السكان المدنيين في ولاية تيبستي الحدودية مع ليبيا، ضمن حملة أمنية ضد المنقّبين عن الذهب.

وأكدت المصادر ذاتها، الأحد، أن اتفاق السلام بين الحكومة التشادية ولجنة الدفاع الذاتي في ميسكي بمنطقة تيبستي شمالي البلاد لا يزال صامدًا، بعد توقيعه في أبريل الماضي، وهو الاتفاق الذي أنهى سنوات من التوترات وسقوط قتلى في صفوف مستغلي الثروات المعدنية والمنقبين غير القانونيين عن الذهب.

وعلى خلاف ما وصفت بـ"الشائعات" التي راجت في الأيام الأخيرة، التي تحدّثت عن حشد قوة عسكرية كبيرة من الجيش التشادي من أنجامينا باتجاه الشمال بهدف السيطرة على مناجم الذهب في جبال تيبستي، بعد فشل المفاوضات بين السلطات وسكان مناطق ومدن الإقليم، أوضح المصدر أن قوات الدفاع والأمن المنتشرة في تيبستي ومحافظات أخرى تهدف فقط إلى تعزيز سلطة الدولة وضمان أمن الأشخاص والممتلكات.

موقف لجنة الدفاع الذاتي

من جانبها، أكدت لجنة الدفاع الذاتي لتيبستي أن أحد أسباب الصراع في المنطقة هو رغبة النظام في جلب شركات للتنقيب وحرمان المواطنين من حقهم في التنقيب.

وقال ممثل اللجنة في تصريح لـ"إرم نيوز": "ذهب تيبستي ملك لكل أبناء وبنات تشاد، ولن يُصادر لمصلحة فئة أو قوة خارجية".

ويستفيد العديد من السكان والمهاجرين غير النظاميين والعصابات من مناجم الذهب في جبال تيبستي، سواء في الجانب التشادي أو الليبي، حيث يتم استخراج كميات كبيرة من المعدن الأصفر دون أن تستفيد الدولة فعليًا، ما دفع الحكومة لمحاولة تنظيم النشاط عبر التفاوض، لكن وبعد فشل تلك المحاولات، رُوّجت تقارير تفيد باللجوء إلى الخيار العسكري.

موقف رسمي

وفي هذا السياق، سارع وزير الإدارة الإقليمية التشادي، ليمان محمد، إلى عقد مؤتمر صحفي، اليوم الأحد، موضحًا أن "استعادة سلطة الدولة تتطلب وجود قوات قمعية قادرة على التدخل عند الضرورة، لكن هذا لا يعني أننا سنشن حربًا على سكان تيبستي".

من جانبه، سلّط وزير العدل التشادي، يوسف توم، الضوء على الانتهاكات المتكررة لحقوق الإنسان في هذه المنطقة الغنية بالمناجم، وقال: "يرتكب الجناة أفعالاً تنتهك حقوق الإنسان، ويصورون أنفسهم وينشرون انتهاكاتهم، ما يسيء إلى صورة البلاد".

كما ندد بـ"سهولة عبور بعض المجرمين للحدود مع ليبيا والنيجر"، مؤكدًا: "نحن في دولة قانون، ويجب احترام حقوق الإنسان"، مضيفًا: "ميسكي ليست دولة داخل دولة".

وشدّد الوزيران على أن أي محاولة لتقسيم البلاد أو إثارة الفوضى ستُدان بشدة وتُواجه بعقوبات وفقًا للقوانين النافذة.

يشار إلى أنه في يونيو 2022 وقعت أكبر مجزرة في صحراء تيبستي (في الجزء التشادي) على الحدود مع ليبيا، حين أدت اشتباكات بين منقّبين غير قانونيين عن الذهب إلى قتل نحو 100 شخص.

أخبار ذات علاقة

عناصر من تنظيم داعش في أفريقيا

"بفرض الضرائب".. داعش يُشهر سلاحاً جديداً للسيطرة على بحيرة تشاد

 وقد أسهم اختراق الحدود مع ليبيا، التي يُعد جنوبها قاعدة خلفية لعدد من المجموعات التشادية المتمردة المعادية للنظام منذ عقود، في انتشار الأسلحة النارية التي تُستخدم في أنشطة التنقيب عن الذهب، ما فاقم من التوترات في الإقليم.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC