أظهرت مشاهد بكاء زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، على جنود بلاده الذين قتلوا في الحرب الروسية الأوكرانية، وذلك خلال عرض أوبرالي بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاتفاقية الدفاع بين بيونغ يانغ وموسكو.
وعلى شاشة عملاقة خلف أوركسترا، عُرضت صور لكيم وهو راكع وواضع يديه على نعش ملفوف بعلم كوريا الشمالية. ابتلع ريقه وتنفس بسرعة في اللقطات التي بثتها وسائل الإعلام الرسمية.
وفي مقاطع منفصلة، شوهد الرجل البالغ من العمر 41 عاماً، وهو يوافق على خطط العمليات العسكرية الكورية الشمالية في منطقة كورسك الروسية، حيث تم نشرها في أواخر العام الماضي لمساعدة موسكو في طرد رأس جسر أوكراني.
ووفق تقرير لصحيفة "التيليغراف"، فإن تقديرات وزارة الدفاع البريطانية، أنه قد قُتل أو جُرح حوالي 6000 كوري شمالي أثناء القتال في منطقة كورسك.
يرى محللون أن اعتراف كيم العلني بتكلفة العملية، ربما كان يهدف إلى تهدئة السخط العام، على الرغم من عرض ستة توابيت فقط في الحفل.
وتم عرض لقطات للزعيم الكوري الشمالي وهو يُوافق على خطط كورسك في ثلاثة تواريخ: 22 أكتوبر، و12 ديسمبر، و22 ديسمبر من العام الماضي.
أفادت تقارير إعلامية محلية أنه أصدر "أوامر عمليات هجومية لوحدات العمليات الخاصة"، مُحمّلة إياه، وليس موسكو، المسؤولية المباشرة عن تعليماتها.
وزار فلاديمير بوتين كورسك بعد أن تمكن الجيش الروسي من إخراج الجيش الأوكراني من موطئ قدمه في البلاد، والتي كانت تمتد في السابق على مساحة تبلغ نحو 1000 كيلومتر مربع.
تكبد الجنود الكوريون الشماليون في البداية خسائر فادحة أثناء هجومهم على الخطوط الأوكرانية عبر الحقول المفتوحة. لكنهم أثبتوا جدارتهم في ساحة المعركة مع مرور الوقت، كما قال روب لي، الباحث البارز في معهد أبحاث السياسة الخارجية.
وقال في بودكاست "روسيا كونتينجينسي" في مارس/آذار: "السؤال المطروح هو: لو لم تشارك كوريا الشمالية، فكيف كان موقع كورسك الآن؟ لولاهم، لربما تمكن الأوكرانيون من السيطرة على الجيب لفترة أطول".
وكان لدى المسؤولين الأوكرانيين الذين تحدث إليهم "لي" رأي إيجابي جداً في جنود كوريا الشمالية، الذين رأوا أنهم "يتمتعون بلياقة بدنية عالية، وقوة بدنية عالية، وكفاءة عالية".
وأضاف روب لي "من الناحية التكتيكية، أعتقد أن الروس استخدموهم بشكل سيئ. لكن على مستوى الفرق، لديهم تكتيكات جيدة، ورماية ممتازة، ولا يستسلمون".
صرحت الاستخبارات الوطنية الكورية الجنوبية يوم الخميس الماضي أن بيونغ يانغ قد تنشر 6000 جندي إضافي لدعم موسكو. وصرح سيرجي شويغو، الحليف المقرب لبوتين، بأنه سيتم إرسال 5000 عامل بناء و1000 مهندس إزالة ألغام هذا الصيف.