اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست"، أن الجولة القادمة من المحادثات بين روسيا وأوكرانيا لا تزال غير مؤكدة، في ظل إصرار موسكو على إبقاء شروطها للسلام طي الكتمان إلى حين بدء المحادثات، وعدم إلتزام كييف بموعد الاجتماع.
وترى الصحيفة أن موسكو تسعى من خلال هذا النهج إلى حرمان أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين من فرصة انتقاد الوثيقة أو التشكيك بها قبل انطلاق المفاوضات.
وذكرت الصحيفة أن الجولة الجديدة من المحادثات، المقرر عقدها، الاثنين، في إسطنبول، أصبحت موضع شك بعد رفض روسيا تقديم شروطها المقترحة سابقًا. وفي المقابل، لم تلتزم كييف بموعد الاجتماع الذي حددته موسكو لمحادثات تدعمها الولايات المتحدة، فيما شدد الكرملين على إبقاء شروطه سرية حتى بدء اللقاء.
وعلى الرغم من عدم تأكيد انعقاد المحادثات، صرّح المبعوث الخاص للرئيس دونالد ترامب إلى أوكرانيا، كيث كيلوج، بأنه يتوقع عقدها.
كما أشار إلى أن الخطوة التالية قد تكون اجتماعًا ثلاثيًا يجمع ترامب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وأشارت الصحيفة إلى أن التوتر بشأن الشروط قد يضع أوكرانيا في موقف دبلوماسي صعب، إذ قد تتعرض لضغوط من واشنطن لحضور المحادثات الفنية التي اقترحتها موسكو، حتى دون الاطلاع سابقًا على بنود المذكرة، وفي ظل رفض روسي لوقف إطلاق نار غير مشروط.
ورغم أن أوكرانيا لا تملك هامشًا واسعًا للمناورة، لاعتمادها المتواصل على الدعم العسكري والاستخباراتي الأمريكي، التي ساعدتها على تجنب خسارة المزيد من الأراضي في الحرب الروسية، فإنها ترفض المضي في محادثات تستند إلى شروط روسية تعتبرها غير مقبولة.
وتشمل هذه الشروط، وفقًا للصحيفة، مطالب بتنازل كييف عن عدة مدن رئيسية لا تزال تحت سيطرتها، إلى جانب تقليص كبير في حجم الجيش الأوكراني.
كما ذكرت الصحيفة أن الرئيس ترامب عبّر عن انزعاجه من تأخر بدء المحادثات، مشيرة إلى أن مسؤولين أمريكيين هددوا مرارًا بالانسحاب، وهو ما قد يصب في مصلحة روسيا في نهاية المطاف.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن شروط بوتين لإنهاء الحرب تتضمن التزامًا كتابيًا من القادة الغربيين بعدم توسيع حلف شمال الأطلسي "الناتو" شرقًا.
وفي حين لا يريد الناتو أن تُملي روسيا سياسات عضويته؛ وتريد أوكرانيا الانضمام إلى التحالف، لأن ذلك من شأنه حمايتها من الهجمات الروسية المستقبلية، من غير المرجح أن يتم التوصل إلى توافق حول هكذا شرط.
